صدر عن المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان في الذكرى المشؤومة الثالثة لتطبيع الكيان الخليفيّ مع الصهاينة، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
في الذّكرى المشؤومة الثالثة لتوقيع الكيان الخليفيّ اتفاق التّطبيع مع الكيان الصّهيوني؛ يجدّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقفه الحازم بعدم شرعيّةِ هذا الاتفاق، جملة وتفصيلًا، ويشدّد على الحقّ الكامل لشعب البحرين وشعوب المنطقةِ في مقاومته وبكلّ الطّرق المشروعة.
لقد أسقط توقيع اتفاق العار آخر الأقنعة الزّائفة التي يتخفّى خلفها هذا النظام العميل، وأصبح بعدها ينتمي، من دون مواربة، إلى الفلك الاستعماريّ الصّهيونيّ، ونُزعت عنه أدنى صلة بثوابت الأمّة وقيمها.
إنّنا نرى أنّ اتفاقات التّطبيع تهدفُ إلى توسيع التمدّد الصّهيونيّ خارج حدود فلسطين المحتلّة، واللّجوء إلى هذه الاستراتيجيّة التوسّعيّة يأتي في ظلّ المأزق الدّاخلي المرير للصّهاينة، ونجاح المقاومة الفلسطينيّة في التّعجيل بهزيمةِ هذا الكيان الغاصب. لقد تبيّن أنّ الأنظمة المطبّعة هي أدواتٌ وظيفيّة استُعمِلت لإنقاذ المشروع الصّهيونيّ من السّقوط الكبير والحتميّ، وهو مصيرٌ أسود آتٍ – بإذن الله تعالى- وسيكون الجامعَ المشترك بين الصّهاينة المحتلّين وأدواتهم من الطّغاة.
وبهذه المناسبة، نسجّل ما يأتي في إطار تبيان الرّؤية السّياسيّة لائتلاف 14 فبراير حول خلفيّات جريمة التّطبيع وآثارها:
1- أحيا الكيانُ الخليفيّ مبكرًا ذكرى اتفاق توقيع العار مع الكيان الصّهيونيّ باستقباله وزير خارجيّة الكيان «المجرم إيلي كوهين» (بتاريخ ٣ سبتمبر/ أيلول)، لإعادةِ افتتاح وكر «سفارةِ» الكيان في العاصمة المنامة. جاء ذلك تأكيدًا من الكيانين الغاصبين للمضي في مجابهةِ نضال الشّعبين في البحرين وفلسطين، وتثبيتًا للاتفاقات المبرمة التي تنصّ على جملةٍ من الأهداف، منها: تحويل البحرين إلى وكر دائم للتجسُّس الصّهيونيّ، ومركزٍ لتخطيط عمليّات التّخريب وإثارة التّوتر في دول المنطقة، وتدريب الأجهزة الخليفيّة على تنفيذ البرامج والسّياسات الصّهيونيّة المُعدّة لتجويف الواقع الشّعبي في البحرين، واختراق بيئته المعارضة، من خلال تسميم ثقافته بثقافاتٍ مستوردة مفسدة، ليكون الهدف إنتاج أجيالٍ جديدة متصهينة، وبعيدة كلّ البُعد عن القيم الأصيلةِ لهذا الشّعب المقاوم.
2- لقد اختارَ كيانُ الخليفيّين توقيت ذكرى العار لزيارة رئيسُ حكومته للولايات المتّحدة في (١٣ سبتمبر/ أيلول الجاري)، ما يؤكّد رعاية الشّيطان الأكبر لمشروع التّطبيع وملحقاته السّريّة، ولكي يتلقّى الخليفيّون هديّة خيانتهم السّوداء، وذلك بتوقيع اتفاق خيانيّ آخر مع الأمريكيّين، تتحوّل البحرين بموجبه إلى ساحةِ احتلال أمريكيّ أكبر. إنّنا نرى أنّ الاتّفاق المبرم جريمة خليفيّة مضافة إلى جرائم النظام ضدّ استقلال الشّعب وسيادته، حيث ضمِنَ الاتفاقُ وضْعَ أيدي الأمريكيّين على ما تبقّى من سيادةٍ في البلاد، وإلحاق القرار العسكريّ والاستخباريّ بالمنظومةِ الأمريكيّة المعادية للشّعوب وحركات التّحرّر والمقاومة، مع تعزيز قبضة الشّيطان الأمريكيّ على الوضْع الأمنيّ داخل البلاد، وإملاء سياسات «الرّدع والرّد» حيال أيّ تطوّر إقليميّ، وبما يتناسب مع المخططات الأمريكيّة في المنطقة. ونعدّ اتفاقَ العلاقة الاستراتيجيّة بين آل خليفة والأمريكيّين لا يقلّ خطورة عن اتفاقات العار مع الصّهاينة، وندعو إلى إظهار الشّجب والاستنكار لهذا الاتّفاق، وعدّ الأمريكيّين قوّة غازية تتآزر مع مشروع الاحتلال الصّهيونيّ للبحرين، وأنّ من حقّ الشّعب مقاومة كلّ هذه الاتفاقات.
3- إنّ اتفاقات التّطبيع المبرمة مع أنظمة الخليج ليست بعيدة عن قرار الكيان السّعوديّ، الذي كانت له إسهامات مبكرة، ومتواصلة، في تسهيل خروج التّطبيع إلى العلن. وقد كان المخطط السّعودي الخبيث يقضي بوصول المسار التّطبيعيّ العلنيّ إلى السّعوديّة بعد إنجاز التّمهيدات المطلوبة، والتي وصلت ذروتها بتوقيع دول عربيّة اتفاقات التّطبيع خلال السّنوات الثّلاث الماضية، وبعد قيام «ابن سلمان» بحملات تخويف وترهيب في الدّاخل، وإغراق البلاد في ثقافة الانحلال والفساد. وقد استأنفَ آل سعود أخيرًا خطوات التّطبيع باستقبال وزراء صهاينة، ما قد يكون البداية لإعلان التّطبيع الرّسميّ والكامل.
إنّ هذه الخطوة الخطرة توجب على العرب والمسلمين إعلاء الصّوت الغاضب لمنع استباحة الحرمين الشّريفين من الصّهاينة، إتمامًا لاحتلالهم القدس الشّريف قبلة المسلمين الأولى.
4- أثبت شعبُ البحرين قدرته الحازمة على غلقَ الأبوابَ في وجه كلّ المحاولات الخبيثةِ لتمرير التّطبيع داخل الأوساط الشّعبيّة، وفي الفضاء الاجتماعيّ العام، ولم يتردّد المواطنون في الخروج إلى الشّوارع ورفع الهتافات الثّوريّة الرّافضة للتّطبيع، وإدانة الكيان الخليفيّ المطبّع، وإحراق أعلام الصّهاينة والدّوس على صور الخونةِ من حكّام الخليج المجرمين.
وقد حرصَ أبناءُ الشّعب على تسجيل هذه المواقف في كلّ المناسبات الدّينيّة، وخلال الاجتماعات العامّة، وفي الجوامع وعلى منابر الصّلاة، مؤكّدين في الوقت نفسه تمسّكهم القويّ بحقّ الشّعب الفلسطينيّ في استعادةِ أرض فلسطين، ومقاومة المشروع الصّهيونيّ، والوقوف الثّابت مع كلّ القوى التحرّريّة المناهضة لهذا المشروع وأدواته في المنطقة. ونؤكّد أنّ شعبنا في البحرين، من أبناء الشّهيد المقاوم «مزاحم الشّتر» وإخوة الشّهيد «محمد الشّاخوري» لن يتخلّوا عن فلسطين وشعبها ومقاومتها الشّريفة، ولن يبخل الشّعب في تقديم الشّهداء في سبيلِ تحرير البحرين من التدخّل الصّهيونيّ، وتحرير القدس الشّريف، وكلّ حبّة ترابٍ من أرض فلسطين الحبيبة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الجمعة 15 سبتمبر/ أيلول 2023م
