مقال: هل يجرؤ النظام على قبول تحدّي الفقيه القائد قاسم؟!
تعكس كلمات سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم حول انتخابات النظام وضوح رؤيته وموقفه الثابت والصارم حول الأهميّة البالغة لمقاطعتها.
تعكس كلمات سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم حول انتخابات النظام وضوح رؤيته وموقفه الثابت والصارم حول الأهميّة البالغة لمقاطعتها.
يوم الثلاثاء١٠ مايو/ أيّار ٢٠٢٢م، «انفضّ» دورُ الانعقاد الرّابع من الفصل التّشريعيّ الخامس للبرلمان الصّوريّ في البحرين. مع هذه المحطّة الزّمنيّة؛ سيكون من المهمّ جرْد ما سيصدرُ عن النّظام على التّوالي، وصولًا إلى موعدِ مسرحيّة الانتخابات المقرّرة خلال هذا العام.
حقّ تقرير المصير، مدنيًّا، هو أحد أهمّ مبادئ حقوق الإنسان، وهو مصطلح سياسيّ ودوليّ، يعني أنّ لكلّ المجتمعات ذات الهويّات الجماعيّة الفريدة الحقّ في تحديد أهدافها السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والأمنيّة، واختيار النظام السياسيّ المناسب لها عن طريق انتخابات شعبيّة نزيهة، بعيدًا عن أيّ تدخّل خارجيّ.
يستميت النظام الخليفيّ، كما في كلّ عام، لاستضافة سباقات «فورمولا 1» على أرض البحرين، لما يظنّه بأنّها قد تجمّل بعضًا من سجلّه الحقوقيّ السيّئ، وتبيّض صورته السوداء أمام الرأي العام، عدا عن الأموال التي تأتيه منها.
لطالما عُرف المدعوّ «سلمان بن حمد آل خليفة» بأنّه الذئب الذي يرتدي ثوب الحمل، ففي وقت كان فيه النظام يصعّد من حدّة القمع والانتهاكات الصريحة بحقّ أبناء الشعب، كان يعمل على إيهام الرأي العام أنّه الشخص المعتدل الذي تهمّه مصالح الشعب، حتى نال مبتغاه واعتلى كرسيّ عمّه الذي ما تنازل عنه لنحو 40 عامًا حتى أزاحه الموت.
لم يكن النظام الخليفيّ، ومنذ قدومه إلى البحرين غازيًا، على وئام مع الشعب، بل أكثر من ذلك فإنّه لم يقم له يومًا وزنًا وذلك انطلاقًا من عقليّته القبليّة القائمة على الدكتاتوريّة.
إنّما صريح الآية الكريمة في استحقاق المفسدين في الأرض ضِعف العذاب، فـ«عذابًا» على كفرهم وصدّهم عن سبيل الله، و«عذابًا» على إضلالهم الناس عن الحقّ واتّباعه، وفي أيّامنا هذه يمكن القول إنّ إضلال الناس يتمثّل في حرفهم عن دينهم وقيمهم الإنسانيّة، وتسهيل سبيل الباطل والفساد.
تحثّنا الآية الكريمة على اجتناب الطاغوت فضلًا عن عبادته، وعبادة الطاغوت تتمثّل في إطاعته؛ حيث يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق «عليه السلام»: «من أطاع جبّارًا فقد عبده»، وتشمل العبادة السجود والخضوع، ويفسّر العلماء كلمة الطغيان على أنّها اعتداء وتجاوز الحدود، وإنّما اجتناب الطاغوت يكون في الابتعاد عن اتّباع هوى النفس والشيطان والشرك، وهو عدم الانصياع والاستسلام للحكّام المتجبّرين.
تتجدَّد الاحتجاجات في سجون البحرين سيّئة الصيت بين الفينة والأخرى بسبب الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها إدارتها، وآخرها إضراب الحقوقيّ الدوليّ «الأستاذ عبد الهادي الخواجة» -المحكوم عليه بالمؤبّد على خلفيّة مطالبته بالتغيير الجذريّ- بسبب حرمانه من الاتصال بوالدته- حسب ما جاء على لسان ابنته زينب -.
ورد في «التفسير المبين» أنّ الغافلين عن الله وحسابه وعن أنفسهم هم الظالمون، أمّا الله «عزَّ وجلَّ» فلا يفوته شيء من عدوانهم وطغيانهم {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}، وهو يوم يخرجون من الأجداث إلى ربّهم ينسلون.