صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يدعو المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، في ظلّ الظروف الخطرة التي يعانيها الرّمز الكبير «فضيلة الأستاذ حسن مشيمع» داخل سجنه، أبناءَ الشّعب الوفيّ إلى المشاركة الفاعلة في كافّة فعاليّات التضامن والاحتجاج الضّاغطة للإفراج الفوريّ عنه، ومن دون قيد أو شرط.
ونؤكّد أنّ الطاغية حمد هو المسؤول الأوّل عن المعاناة الطّويلة التي يتعرّض لها فضيلة الأستاذ وبقيّة القادة الرهائن والسّجناء السياسيّين، ونعبّر مر~ة أخرى عن وقوفنا الكامل مع عائلة الأستاذ الصّابرة والصامدة، ونحثّ الأوفياء من أبناء شعبنا والقوى الحيّة على الاستمرار في تنظيم قوافل الزّيارات لمنزله، وإعلان المواقف الواضحة والصّريحة في الدّفاع عنه والتحذير من أيّ مخاطر محدقة بحياته داخل سجنه الظالم.
وفي هذا الشأن نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية:
1- إنّ فضيلة الأستاذ مشيمع ليس مجرّد سجين سياسيّ، أو داعية إلى حقوق الشّعب المسلوبة، بل هو رمز كبير وقائد وطنيّ أسهم بدور أساسي – مع إخوانه من القادة الرهائن – في كشف المشروع السريّ لآل خليفة الذي تبلور في عهد الطاغية حمد، والرّامي لإبادة الشّعب ومحو وجوده وهويّته، سعيًا لإعادة الميراث الأسود لأجداده الغزاة ممّنْ نشروا العذاب والخراب في هذه البلاد، وأوقعوا المجازر وألوان الاستباحة والسّخرة والعبوديّة على أهلها الأصليّين. ونرى أنّ ما يحلّ بالأستاذ مشيمع وقادة الثورة هو انتقام موصوف من الطاغية بسبب دورهم وأثرهم في يقظة الشّعب وكشف مستور ما أسماه الطاغية «المشروع الإصلاحيّ»، ابتداء من خدعة الميثاق، وليس انتهاء بقائمة الأكاذيب، التي أدّت إلى إفقار الشّعب وفرض الاستبداد والتبعيّة على البلاد.
2- إنّ الواجب الوطنيّ والدّينيّ والأخلاقيّ يقتضي من الجميع وقفة حاسمة لإنقاذ فضيلة الأستاذ وبشكل عاجل، وهذا يدعو من كلّ الفاعلين والمؤثرين على المشهد الشّعبي والسّياسي والميداني إلى تنظيم المزيد من البرامج والأنشطة داخل البحرين وخارجها، وعدم التهاون في هذه القضيّة والكفاح من أجلها، واعتبارها مصيريّة على مستوى معركة الأستاذ في البقاء على قيد الحياة وانتزاع حريّته، وعلى مستوى إسقاط جبروت الطاغية وإفشال خطّته المجنونة في الانتقام والابتزاز.
3- إنّنا ننظر إلى المعركة الجارية مع الكيان الخليفيّ وفي هذا المنعطف الراهن؛ على أنّها مرحلة شديدة الحساسية في تحديد مسار الأحداث ومستقبل ثورة 14 فبراير، وكانت القوى المعارضة قد حذّرت منذ سنوات من مغبّة التسبّب في الموت البطيء للرّموز الرهائن مع تقدّمهم في العمر واشتداد الأمراض المزمنة وآثار التعذيب الممنهج، ومن هذه الزاوية فإنّنا نفسّر ما يحصل لفضيلة الأستاذ على أنّه إنذار بالخطر الوشيك، وخاصّة مع معرفتنا بطبيعة الطاغية وحقده الدفين الذي يجعله مدفوعًا لارتكاب هذه الحماقة، ظنًّا أنّ ذلك سيمهّد الطريق لتصفية الثورة وإنهاء كلّ آثارها الكبيرة. وعلى هذا الأساس نشدّد على ضرورة مقاربة ما يحيط بالأستاذ الكبير وعموم التهديدات الأخرى التي تحوم حول السّجناء السّياسيّين وخاصّة المحكوم عليهم ظلمًا بالإعدام.
4- على مستوى الوضع العام، يجدّد الطاغية وقبيلته الاستهتار بالشّعب وحقوقه في الحياة الكريمة، وهم لم يتوقفوا عن ابتزاز الشّعب في تقليص الدّعم وخطف لقمة العيش العزيزة، والتسبّب في معاناة أغلب المواطنين بأزمات السّكن والعمل، في الوقت الذي لا يكفّ أبناء الطاغية وأحفاده عن التلاعب في أموال الشّعب وخزينة الدولة واللهو بها لإشباع ميولهم المراهقة في المسابقات والمهرجانات الرياضيّة، وما يحصل اليوم من توحّش وجشع وسرقات لن تخفيه أكاذيب الطاغية التي اعتادها منذ أن باع الناس كذبة «أرض لكلّ مواطن»، ليصحو الشّعب على مسلسل لا ينتهي من تدنّي المعيشة والحرمان من العمل والسكن اللائقين، وما نجم عن ذلك من انهيار ماليّ وانحدار في الخدمات العامّة وإفلاس الدولة. إنّ هذا الفساد الممنهج القائم على السرقات والتمييز والفشل الإداريّ كافٍ للخروج على آل خليفة ونبذهم وتثبيت مطلب الشّعب في إقامة دولة دستوريّة عادلة، يكون فيها القرار السّياسيّ والسّياديّ والاقتصاديّ بيد الممثلين الحقيقيّين عنه.
5- نشير، مع قرب ذكرى اغتيال الشّهيدين الكبيرين «الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس»، وكذلك ذكرى إعدام الشّهيد المجاهد «الشيخ نمر باقر النمر» إلى المسار الاستكباريّ المتتالي للأحداث، وصولًا إلى اغتيال قادة كبار في محور المقاومة، وفي طليعتهم الشّهيد الأسمى «سماحة السّيد حسن نصر الله» (رضوان الله عليهم جميعًا).
أمام ذلك، نجدّد ضرورة النظر إلى ما يجري على أنّه اكتمال لمشهد الصّراع القائم بين جبهتين (مشروعين)؛ تتمثّل الأولى في جبهة الباطل والهيمنة بقيادة الاستكبار الأمريكيّ وأدواته من أنظمة وكيانات مجرمة، والجبهة الأخرى تتمثّل في جبهة الحقّ ومشروع العزّة والكرامة، والتي يقودها محور المقاومة وفي طليعتهم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بقيادة الوليّ الفقيه الشجاع والحكيم السيّد الخامنئي «دام ظلّه الوارف». ومن ذلك نؤكّد رؤيتنا أنّ آل خليفة يمثّلون أداة صغيرة في جبهة الباطل والاستكبار الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وسوف يخطئ من يحجم عن النظر إلى كيانهم من هذه الزاوية، خصوصًا أنّ هذا الكيان لم يعد يُخفي وجهه التآمريّ القبيح، وآخر ذلك استقبال المدعوّ «وليّ عهد» الطاغية المتصهين سلمان للسّفير الصهيوني الجديد في المنامة، وعلنًا.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 29 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025م
البحرين المحتلّة




















