دعت عائلة «الأستاذ الرمز حسن مشيمع» أصحاب الضمائر الحرّة والشخصيّات الوطنيّة والإسلاميّة إلى التحرّك الفوريّ للإفراج عن الأستاذ وإنقاذ حياته.
وقالت العائلة في بيان مصوّر لنجله محمد إنّ عائلة مشيمع تضع الجميع اليوم أمام المسؤوليّة الأخلاقيّة والإنسانيّة والتاريخيّة تجاهه، وهو الذي يشارف على عقده الثامن وقضى نحو 15 عامًا في السجون دفع خلالها من صحته وجسده ثمنًا باهظًا، فهي لا تتحدّث اليوم عن مجرّد سجين بل تتحدّث عن رجل مسنّ مثقل بالأمراض ومحروم من أبسط حقوق الرعاية الحقيقيّة.
وأوضحت أنّ الرمز مشيمع يعاني من قائمة طويلة من الأمراض التي تفتك بجسده: من مشاكل السكري والضغط والنقرس وضعف السمع وضرر في الكلى وآلام مستمرّة في الركب تمنعه من الحركة الطبيعيّة، هذا بالإضافة إلى كونه متعافيًا من مرض السرطان، ما يوجب متابعة طبيّة دقيقة ومستمرّة لم يحصل عليها بالشكل المناسب.
وقال نجل مشيمع أنّ ما زاد الطين بلّة هو التخبّط الطبيّ والإهمال الذي رأوه بأمّ أعينهم، فأخيرًا نُقل للطوارئ بعد معاناته من آلام حادة، وبعد عدّة شهور من الشكوى من آلام وتنميل في أطرافه، ليفاجأوا بتضارب التشخيصات، فبينما أخبر في المستشفى العسكري قبل شهرين أنّ المشكلة في عصب الرقبة وتحتاج إلى عمليّة، أُخبر في طوارئ مستشفى الملك حمد أنّ المشكلة هي الديسك في الظهر وتحتاج إلى عمليّة مختلفة، وهذا التضارب بحدّ ذاته دليل على غياب الرؤية الطبيّة الواضحة والتشخيص الدقيق، وفق تعبيره.
وأضاف: ما يفاقم قلقنا ويؤكّد خشيتنا على حياته ما شهدناه في زيارتنا له يوم الأربعاء في المستشفى العسكري، حيث علمنا أنّه سقط مرّتين وهو يحاول النهوض في حادثة عرّضت حياته للخطر المباشر، ولكنّ التطوّر المفزع هو ما رصدناه في الساعات الأخيرة، فبعد زيارتنا له يوم الجمعة في 26 ديسمبر في مركز المحرق، ورغم انخفاض حدّة الألم قليلًا لا يزال عاجزًا عن الحركة بمفرده وبحاجة إلى مساعدة للتنقّل، وأخبرنا بتكرار حوادث السقوط، وقد لاحظنا ضعفًا شديدًا وغير طبيعي في صوته وبحّة لم يعرف هو سببها، وازداد الوضع سوءًا ورعبًا في اتصاله بنا يوم السبت، حيث بدا صوته أكثر ضعفا وإنهاكًا، وكان يعاني من انقطاع في النفس لدرجة لم يستطع إكمال جملة واحدة دون التوقف لالتقاط أنفاسه بصعوبة بالغة.
ورأت العائلة أنّ هذه المؤشّرات الحيويّة المتدهورة تنذر بخطر حقيقي ومحدق لا يمكن السكوت عنه، فهي كانت قد استبشرت خيرا حين نقل مشيمع سابقًا لمركز كانو ثمّ لمركز المحرق بوعود رسميّة بإنهاء عزله وتحسين ظروفه، لكنّ الواقع كان للعزل الانفراديّ وحرمانه من الحركة اليوميّة الضرورية فيما يعرف بالتشمّس أو الفنس، ومنعه حتى من قراءة الكتب، فهو معزول في الانفرادي، محروم من هذه الحقوق الأساسيّة لقرابة الخمس سنوات في بيئة لا تصلح لأيّ إنسان فضلًا عن رجل في مثل وضعه الصحيّ وعمره المتقدّم.
وأوضح محمد مشيمع موقف العائلة قائلًا: إنّ تحرّكنا هذا كعائلة ومخاطبتنا لوزير الداخليّة والمسؤولين يأتي من دافع خوفنا الحقيقي على حياة والدنا وقيامنا بواجبنا تجاهه، وإن كان هو بصبره المعهود يفوّض أمره لله دائما ولم يطلب منا ذلك، لقد طرقنا الأبواب الرسمية وقدّمنا المطالبات لكي لا يقال إنّنا لم نسلك سبل الحل العاقل ولكنّنا نرى والدنا يموت ببطء، مطلبنا واحد وواضح: الإفراج الفوريّ وغير المشروط عن والدنا لتمكينه من تلقي العلاج المناسب بين أهله، إنّ بقاءه في السجن في ظلّ هذا الوضع الصحي المتدهور وحوادث السقوط المتكررة وضيق التنفس الذي طرأ عليه أخيرًا هو حكم عليه بالإعدام البطيء.





















