يحاول الصهاينة منذ عقود أن يبعدوا الفلسطينيّين عن الدين والقرآن في خطوة لكسر إرادتهم لكن جميع تلك المحاولات، وآخرها حرب الإبادة على غزّة، خسرت أمام إصرارهم على تمسّكهم بدينهم وتعاليمه السامية.
فقد أقيم حفل قرآني في شمال غزّة تحت عنوان «غزّة تزهر بحفظة القرآن» جاء تكريمًا لأهل القرآن، في مشهد يتجاوز فكرة الاحتفال إلى رسالة أعمق، ففي الشمل تحاول الحرب أن تفرض صورتها الوحيدة، تظهر رواية أخرى، رواية مكان لا يُعرف بالمأساة وحدها، بل بما يصنعه أهله من حياة وإرادة خمسمئة حافظ وحافظة، اجتمعوا في مخيم الشاطئ، لا ليحتفلوا فقط، بل ليؤكدوا أنّ الحصار لم يطفئ نور الحفظ، ولم يسقط صوت الآيات من الصدور.
رسالة تؤكّد أنّ التعليم لم يتوقف، وأنّ الذاكرة الجماعيّة لم تمحَ، وأنّ الأجيال الجديدة ما زالت تحمل هويّتها رغم القصف والنزوح والفقد، وبحضور إعلامي وشعبي، تفاعل مع الحدث بوصفه مساحة أمل نادرة، أهالٍ شهدوا ثمرة تعب طويل، وأطفال يعْتَلُون المنصة بوقار يفوق أعمارهم، ليؤكّدوا أنّ غزّة تعرف بأهلها، وبحفّاظ قرآنها، وبقدرتها الدائمة على صناعة الحياة في وسط العاصفة.




















