قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ «إسرائيل» تعمل بشكل منهجي وواسع النطاق على طرد السكّان الفلسطينيّين وتهجيرهم قسرًا من مناطق سكناهم شمال غزّة، تحت وطأة المجازر والقتل الجماعيّ وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء وتدمير مقومات الحياة المتهالكة أساسًا.
ورأى في بيان له يوم الثلاثاء 22 أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري أنّ المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيونيّ على الأرض تشير إلى أنّ مخطط تفريغ الأرض من سكّانها وتدمير الوجود الفلسطينيّ يجري تطبيقه بسرعة غير مسبوقة، فيما يُعامل السكّان الذين يرفضون أو لا يتمكّنون من إخلاء منازلهم كإرهابيّين، ويُواجهون بالقتل والاستهداف المباشر، لافتًا إلى أنّ جيش الاحتلال صعّد عمليّاته الحربيّة لتشمل مشروع بيت لاهيا إلى جانب مخيم جباليا شمالي القطاع.
وقال الأورومتوسطي إنّ القوّات الصهيونيّة قصفت غالبيّة مراكز الإيواء في جباليا ومخيّمها، مستهدفة النازحين فيها لإجبارهم على الانصياع لأوامر التهجير ومخطّطاته، كما استهدفتهم خلال استجابتهم لذلك، وهو ما تكرّر يوم أمس الإثنين، حين استهدفت مدارس «الفوقة»، ما أدّى إلى استشهاد 17 فلسطينيًّا وإصابة العشرات.
وأكّد المرصد أنّ جيش الاحتلال يعمل بشكل ممنهج على تدمير مقوّمات الحياة من خلال استهدافه وتدميره للشوارع والمخابز وآبار المياه ومحطاتها، وتدمير الأراضي الزراعيّة التي أعيد زراعة جزء منها لتلبية احتياجات السكان بعد منع إدخال أيّ خضروات في الأشهر الماضية.
وذكر أنّ الجيش الصهيونيّ دمّر مئات المنازل في شمال غزّة وأحرقها، خاصّة مخيم جباليا، خلال الـ 18 يومًا الماضية، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى قرابة 700 والجرحى إلى أكثر من ألف آخرين، في حين لا تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي مراكز الإيواء المستهدفة يتعذر انتشالهم وإجلاؤهم نتيجة الحصار الشامل وفرض حظر التحرّك تحت تهديد القتل.
وجدّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعوته إلى الأمم المتحدة بإعلان شمال قطاع غزّة منطقة منكوبة، بما يقتضيه ذلك من تدخّلات فوريّة، وإلزام الكيان بوقف الإبادة الجماعيّة هناك، وحماية المدنيّين، في ظلّ ارتكاب الجيش الصهيونيّ جرائم قتل جماعيّة وفرديّة منهجيّة وواسعة النطاق، وتجويع متعمد كامل، وتهجير قسري جماعي وتدمير كامل لما كان متبقيًا من مقوّمات الحياة، مشدّدًا على أنّ صم المجتمع الدولي آذانه وتعاجزه عن وقف ما يجري يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشيّة.