الرِّسالةُ العاشورائيّةُ لرَئيسِ مجلسِ الشُّورَى لائتلافِ 14 فبراير بمناسبةِ حلولِ شهرِ محرّمٍ الحرامِ 1446 هـ
وجّه رئيس مجلسِ الشُّورى لائتلافِ شبابِ ثورةِ 14 فبراير الرسالة العاشورائيّة للعامِ 1446هـ، هذا نصّها:
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، والحمدُ اللهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيّدِنا ونبيِّنا خاتمِ النبيّينَ أبي القاسمِ محمَّدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطَّيّبينَ الطَّاهرينَ وصَحبِهِ الأخيارِ المُنتجبينَ وعلى جَميعِ الأنبياءِ والمُرسلينَ.
عَن مَولَانا الإِمامِ عليٍّ الرِّضَا «عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ»: «إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا، وَأَسْبَلَ دُمُوعَنَا..».
يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمُ مُصِيبَةٍ وَحُزْنٍ لِآلِ البَيْتِ وَالْأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ «عَلَيْهِم اَلسَّلَامُ»، وَيَنْبَغِي لَنَا مُوَاسَاتُهُمْ فِي مُصَابِهِمْ، لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي إِحْيَاءِ مَوْسِمِ عَاشُورَاءَ، مِن حُضُورٍ فِي المَآتِمِ وَالْحُسَيْنِيَّاتِ، وَلَطْمٍ فِي مَوَاكِبِ العَزَاءِ، وَنَشْرِ اَلسَّوَادِ، إِلى زِيَارَةٍ نَسْتَمِعُ إِلَيْهَا وَنُدَقِّقُ فِي مَضَامِينِهَا وَمَا وَرَدَ فِيهَا مِن لَعْنٍ عَلَى قَاتِلِي الحُسَيْنِ «عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ» وَقَاتِلِي اَلصَّفْوَةِ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ؛ لِأَنَّ هَذَا اَللَّعْنَ عُنْوَانٌ لِلَعْنِ كُلِّ ظَالِمٍ وَكُلِّ مُعْتَدٍ عَلَى دِينِ اَللَّهِ وَعَلَى اَلشَّعَائِرِ اَلَّتِي تَرْبطُنَا بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
يَوْمٌ عَظِيمٌ هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَفِيهِ ضَحَّى الإِمَامُ الحُسَيْنُ «عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ» بِدَمِهِ وَدِمَاءِ أَحِبَّتِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَجَمِيعِ أَصْحَابِهِ نُصْرَةً لِلدِّينِ وَنُصْرَةً لِشَرِيعَةِ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ «صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ».
لَقَدْ أَحْدَثَ الإِمَامُ الحُسَيْنُ «عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ» بِتَضْحِيَتِهِ الوَاقِعَةَ الكُبْرَى اَلَّتِي هَزَّتْ وِجْدَانَ العَالَمِ وَحَرَّكَتِ اَلضَّمِيرَ الإِنْسَانِيَّ وَأَذَلَّتِ المُسْتَكْبِرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَزَلْزَلَتْ عُرُوشَهُمْ وَحَفِظَتْ دِينَ الإِسْلَامِ، وَأَعَادَتْ المُجْتَمَعَ الإِسْلَامِيَّ إِلَى وَعْيِهِ وَبَصِيرَتِهِ، {وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقࣰا}، وَلَنَا أَنْ نَسْتَوْحِيَ مِنْ هَذَا الحَدَثِ اَلتَّارِيخِيِّ المُهِمِّ دُرُوسًا وَعِبَرًا:
1- يَتَجَسَّدُ الإِسْلَامُ كُلُّ الإِسْلَامِ فِي ثَوْرَةِ الإِمَامِ الحُسَيْنِ «عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ» وَنَهْضَتِهِ العَظِيمَةِ؛ فَالْأَخْلَاقُ تَتَجَلَّى فِي مَسِيرَتِهِ مِنْ بِدَايَتِهَا حَتَّى نِهَايَتِهَا، وَالْإِصْرَارِ عَلَى اَلدِّفَاعِ عَنْ الحَقِّ وَإِن اسْتَلْزَمَ اَلتَّضْحِيَاتِ بِالْغَالِي وَالنَّفِيسِ، وَلَا يُمْكِنُ لِشَخْصِيَّةٍ تَرَبِّتْ فِي بَيْتِ الإِسْلَامِ وَتَرَعْرَعَتْ فِي حِضْنِهِ أَنْ تَسْكُتَ أَوْ تَسْمَحَ لِيَزِيدَ الفَاجِرِ الفَاسِقِ بِالتَّعَدِّي وَالتَّجَاوُزِ عَلَى أَحْكَامِ اَللَّهِ «عَزَّ وَجَلَّ»، وَالسَّيْرِ عَلَى خِلَافِ سُنَّةِ رَسُولِ اَللَّهِ «صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ»، وَمِنْ هَذِهِ المَدْرَسَةِ الحُسَيْنِيَّةِ نَتَعَلَّمُ أَلَّا نَقْبَلَ أَحْكَامًا وَضْعِيَّةً وَضَعَهَا البَشَرُ وَقَنَّنُوهَا عَلَى خِلَافِ مَا أَنْزَلَ بِهِ اَللَّهُ «تَبَارَكَ وَتَعَالَى» مِنْ أَحْكَامٍ، وَلَا نَقْبَلُ حَتَّى أَنْ نُمَرِّرَهَا، حَيْثُ يُعَدُّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ المُحَرَّمَاتِ، وَتَعدِّيًا صَارِخًا عَلَى حُدُودِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى في سورة النساء، الآية 14: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}، وَمِنْ نَمَاذِجِ اَلتَّعَدِّي عَلَى حُدُودِ اَللَّهِ وَأَحْكَامِهِ مَا ذَكَرَهُ سَمَاحَةُ آيَةِ اَللَّهِ اَلشَّيْخِ عِيسَى أَحْمَد قَاسِم «حَفِظَهُ اَللَّهُ وَرَعَاهُ» مِنْ تَوْقِيفِ زِيَارَةِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ «عَلَيْهِم السَّلَامُ» عَلَى الإِذْنِ الوَضْعِيِّ، وَهُوَ نَسْخٌ لِلْحُكْمِ اَلشَّرْعِيِّ، وَمِنْ أَكْبَرِ المُحَرَّمَاتِ، وَجُرْأَةٌ شَدِيدَةٌ عَلَى حَاكِمِيَّةِ اَللَّهِ العَزِيزِ الجَبَّار.
2- لا يَزَالُ شَعْبُ البَحْرَينِ، مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، بَعْدَ كُلِّ السَّنَوَاتِ الَّتِي مَرَّتْ مِنْ عُمرِ ثَوْرَتِهِ يَرْفَعُ المَطَالِبَ ذَاتَهَا الَّتِي خَرَجَ مِنْ أَجْلِهَا وَضَحَّى فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِهَا، وَلَا يَزَالُ مُتَمَسِّكًا بِشِعَار «لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أَعْطَيْنَاه وَإِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الإِبِلِ» وَ«هَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة»، وَمُطَالَبَتُهُ بِتَبييضِ السُّجُونِ وَإِنْ كَانَ أَمْرًا وَاجِبًا وَحَقًّا ثابِتًا، فَهِيَ لَا تَعْنِي ترَاجُعَهُ وَلَا تَوَقُّفَهُ عَن اسْتِمْرَارِهِ الدَّائِمِ فِي الحِرَاك مِن أَجْلِ اسْتِرْدَادِ حُقُوقِهِ الْأُخْرَى وَالِاعْتِرَاف بِكَرَامَتِه وَتَقْرِيرِ مَصِيرِهِ بِنَفْسِهِ، وَلَنْ يَتَوَقَّفَ الحِرَاكُ حَتَّى يَتَحَقَّقَ الْهَدَفُ الْمَطْلُوبُ وَيَتَحَقَّقَ الْعَدْلُ وَالْإِنْصَافُ لِكُلِّ أَبْنَاءِ الْوَطَن.
3- إنَّ كُلَّ مَا جَرَى فِي كَرْبَلَاء وَفِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ مَظْلُومٍ وَمُسْتَضْعَفٍ يَرْفُضُ الذُّلَّ وَالخُضُوعَ وَالهَيْمَنَةَ وَيُقَاوِمُ وَيَصْدَحُ بِالْحَقِّ، وَمَا يَجْرِي فِي أَرْضِ فِلسْطِينَ الْمَظْلُومَةِ وَبِالذَّاتِ فِي أَرْضِ غَزَّة هُوَ رَفْضٌ لِلظُّلْمِ وَالِاسْتِبْدَادِ، وَهُوَ نَفْسُهُ شِعَارُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ «عَلَيْهِ السَّلَامُ»: «هَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة، يَأْبَى اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ». شَعْبُ فِلسْطِينَ شَعْبُ الإِرَادَةِ وَالصُّمُودِ، يَرْفُضُ الخُنُوعَ وَالْخُضُوعَ لِلِاسْتِكْبَارِ وَيَرْفُضُ الْهَيْمَنَةَ الصُّهْيونِيَّةَ عَلَى بِلَادِهِ وَعَلَى مُعْتَقداتِهِ وَمَسْجِدِهِ الْأَقْصَى، شَعْبٌ يَسْعَى لِنَيْلِ حُرِّيَّتِهِ وَاسْتَعَادَةِ كَرَامَتِهِ، مُتَحَدِّيًا أَبْشَعَ كِيَانٍ هَمَجيٍّ وَحْشِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، بَلْ إنَّهُ يَتَحَدَّى كُلَّ دُوَلِ الِاسْتِكْبَارِ الْعَالَمِيّ.
4- إنّ مَنْ يَحْمِلُ إيمَانًا صَلْبًا وَعَقِيدَةً رَاسِخَةً فِي أَعْمَاقِ الْقَلْبِ وَيَعْرِفُ أَنَّهُ عَلَى حَقٍّ، لَا يُبَالِي، أوَقَعَ عَلَى الْمَوْتِ أَمْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَيْهِ، بَلْ يَرَى الْمَوْتَ فِي سَبِيلِ الْحَقِّ أَحْلَى مِن العَسَلِ؛ فَالشَّابُ الَّذِي سَقَطَ فِي مُعَسْكَرِ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ «عَلَيْهِ السَّلَامُ» صَرِيعًا عَلىَ أَرْضِ الشَّهَادَةِ كَتَبَ بِدَمِهِ وَصِيَّةً لِشَبابِ الأَجْيَالِ الْمُؤْمِنَةِ: أَنْ يُؤَدُّوا دَورَهُم فِي خِدْمَةِ الرِّسَالَةِ، وَالدِّفَاعِ عَنِ مَصَالِحِ الْأُمَّةِ، وَأَنْ يَكُونُوا شَبَابًا ثَائِرينَ يَبْحَثُونَ عَنِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا يُبَالُونَ أَوْقَعُوا عَلَى الْمَوْتِ أَمْ وَقَعَ الْمَوْتُ عَلَيْهِم، وَلَا غَرَابَةَ فِي مَا نُشَاهِدُهُ الْيَوْمَ فِي غَزَّةَ وَالضِّفَّةِ مِن تَضْحِيَاتٍ يُقَدِّمُهَا الشَّبَابُ بَعْدَ تَشْخِيصِهِمْ بِأَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ، وَبَعْد مَعْرِفَتِهِمْ أَنَّ مَا يُخَطِّطُ لَهُ أَعْدَاءُ الدِّينِ مِنَ السَّيْطَرَةِ عَلَى كُلِّ مُقَدَّرَاتِ الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ يَسْتَحِقُّ التَّضْحِيَاتِ وَيَسْتَحِقُّ الشَّهَادَةَ فِي سَبِيلِهِ.
5- المَجَازِرُ وَالدِّمَاءُ فِي غَزَّةَ، وَمَا يَقْتَرفُهُ الصَّهَايِنَةُ مِنْ قَتْلٍ لِلنِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ وَالكِبَارِ وَالصِّغَارِ وَتَدْمِيرِ الْبَشَرِ وَالْحَجَرِ وَالْبِنَى التَّحْتِيَّةِ لَنْ يُثْنِيَ الْمُجَاهِدِينَ، وَلَنْ يَكْسِرَ عَزِيمَةً وَإِرَادَةً تَوَّاقَةً لِلشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ نُصْرَةِ الْأَقْصَى، وَرِهَانُ الصُّهْيُونِيِّ عَلَى إبَادتِهِ سُكَّانَ غَزَّةَ وَتَدْمِيرِ بُيُوتِهَا، وَكَسْرِ إرَادَةِ الْمُجَاهِدِينَ، رِهَانٌ خَاسِرٌ وَفَاشلٌ، وَمِنْ وَرَائِهْ هَزِيمَةٌ لِكَيْانِهِ وَانْكِسَارٌ وَذُلٌّ وَعَارٌ، وَسَيَجُرُّ أَذْيَالَهُ خَائِبًا خَاسِرًا تَائِهًا ضَائِعًا، وَعَلَى المُطَّبِعينَ مِنَ الأَنْظِمَةِ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ يَغْسِلُوا عَارَهُمْ مِنْ كِيَانٍ عِبْرِيٍّ دَخِيلٍ، أَدْرَجَتْهُ الْأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ فِي الْقَائِمَةِ السَّوْدَاء لِلدُّوَلِ الَّتِي تَسْتَهْدِفُ الْأَطْفَالَ وَتَقْتُلُهُمْ، وَألَّا يَثِقُوا بِهَذَا الكِيَانِ اللَّقِيطِ وَالمَهْزُومِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ لَهُمْ قِيمَةً وَلَا يُقِيمُ لَهُمْ وَزْنًا، وَلَا يَقِفُوا عِنْدَ حَدِّ الْإِدَانَاتِ بَلْ عَلَيْهِم اتِّخَاذُ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ لِإِزَالَةِ هَذَا الْوُجُودِ الضَّارِّ عَلَى عُرْوَشِهِم وَعَلَى الْمِنْطَقَةِ بِرُمَّتِهَا.
6- لَا نُبَالِغُ فِي وَصْفِنَا تِلْكَ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحَدَّتْ طَاغِيَةَ زَمَانِهَا مُخَاطَبَةً إيَّاهُ: «كِدْ كَيْدَكَ» بـ«جَبَلِ الصَّبْرِ»، تِلْكَ الْمَرْأَةُ الَّتِي عَلَّمَتِ الْبَشَرِيَّةَ أَنَّهُ يُمْكِنُهُمْ الْعَيْشَ وَتَحَمُّلَ الْأَذَى وَالصُّعُوبَاتِ مَعَ الْحِفَاظِ عَلَى مَبَادِئِهِمْ وَعَقِيدَتِهِمْ وَاحْتِضَانِ دِينِهِم مَهْمَا كَلَّفَ الْأَمْرُ مِن تَضْحِيَاتٍ؛ إنَّهَا أُخْتُ الْحُسَيْنِ «عَلَيْهِ السَّلَامُ»، وَرَبِيبَةُ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَعَقِيلَةُ الطَّالِبِيِّينَ السَّيِّدَةُ زَيْنَب «عَلَيْهَا السَّلَامُ»، الَّتِي اسْتَمدَّتْ هَذَا الصَّبْرَ مِنْ قُوَّةِ الدِّينِ وَالتَّعَلُّقِ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيَقِينِهَا أَنَّ الْبَاطِلَ لَا يَدُومُ، «وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ؟ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي: أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ»، وَمِنْ جَبَلِ الصَّبْرِ تَعَلَّمَتْ نِسَاءُ غَزَّةَ دُرُوسًا فِي الْعَزِيمَةِ وَالْإِصْرَارِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَيَاةِ رُغْمَ الْأَلَمِ وَالْمَصَاعِبِ، دُرُوسًا فِي الْجِهَادِ وَالْوُقُوفِ جَنْبًا إِلَى جَنْبِ الرِّجَالِ فِي سَاحَاتِ النِّزَالِ وَمُوَاجَهَةِ الْأَعْدَاء.
أَخِيرًا، مِنْ ارْتِبَاطِنَا بِإمَامِنا الْحُسَيْنِ «عَلَيْهِ السَّلَامُ» وَانْتِمَائِنَا إلَى مَدْرَسَتِهِ، وَمِنْ قِيَمِنَا وَمَبَادِئِنَا الْإِسْلَامِيَّةِ، وَانْطِلَاقًا مِنَ الْمَفَاهِيمِ الْعَمِيقَةِ لِشِعَارِ «مَعَ الْحُسَيْنِ أَبَدًا»، نَدْعُو الْأُمَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ وَجَمِيعَ الشُّعُوبِ الْحُرَّةِ إلَى التَّحَرُّكِ الْجَادِّ، وَالضَّغْطِ عَلَى الْحُكَّامِ لِإِجْبَارِهِمْ عَلَى اتِّخَاذِ مَوَاقِفَ حَاسِمَةٍ تُؤَدِّي إلَى إنْهَاءِ الْحَرْبِ وَخُرُوجِ الِاحْتِلَالِ مِنْ كَافَّةِ الْأَرَاضِي الْفِلسْطِينِيَّةِ وَاللُّبْنَانِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ، وَتَنْعَمُ الشُّعُوبُ بِخَيْراتِ أَرْضِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا فِي بُلْدَانِهِا.
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلَايَ يا أبَا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرْوَاحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكُم مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَدًا مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ، وَلَا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُم، السَّلامُ عَلَى الحُسَيْنِ، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَين.
وأَعظمَ اللهُ أُجورَنَا وأُجورَكُم.
رئيسُ مجلسِ الشُّورى لائتلافِ شبابِ ثورةِ 14 فبراير
7 يوليو/ تموز2024م