أصدر كبار العلماء في البحرين بيانًا بتوجيهات علمائيّة لإحياء «موسم عاشوراء» للعام 1446هـ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله الطاهرين.
السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
يطلّ علينا موسم عاشوراء، فتتجدّد ذكرى الشهادة والفداء، وذكرى الحزن والبكاء، ويتجدّد العزاء والمواساة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وعترته الطاهرة سيّما بقيّة الله في أرضه مولانا الإمام الحجة المنتظر المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، ولمراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام، وللأمّة الإسلاميّة جمعاء.
تتجدّد الذكرى ويقوم المؤمنون بواجبهم في إحياء هذه الأيام والليالي العظيمة من خلال إقامة المجالس ومراسيم العزاء والمواكب الحسينيّة، وأشكال الإحياء المعبّرة عن عمق الولاء وصدق الوفاء، مردّدين بلسان حالهم ومقالهم: مع الحسين أبدًا.
من هنا نتوجّه بالشكر لكافة الجهود المبذولة في الموسم العاشورائي، ونخصّ بالذكر الجهود الكبيرة المبذولة من خطباء المنبر الحسيني وإدارات المآتم والمواكب وكافة اللجان العاملة فيها والشعراء والرواديد، وكافة الجهود المبذولة في هذا الموسم العظيم، سائلين المولى القدير أن يتقبّل منهم أعمالهم وأن يجعلها في ميزان حسناتهم.
ولا بدّ لنا أن نؤكّد هنا على جملة أمور:
أولًا: أهميّة إبراز مظاهر الحزن والأسى على سيّد الشهداء وأهل بيته وأصحابه من خلال لبس السواد، واتشاح المناطق بالسواد، وانتشار اللافتات والأعلام الحسينيّة.
ثانيًا: أهميّة المشاركة الفاعلة من كلّ الشرائح المجتمعيّة في كلّ فعاليّات وبرامج الموسم.
ثالثًا: أهميّة البذل والعطاء في سبيل إحياء ذكرى عاشوراء، وخدمة الإمام الحسين «عليه السلام»، كلّ في موقعه وبحسب قدرته وكفاءته، مستفيدين من مختلف الوسائل والإمكانيّات والفرص.
رابعًا: أهميّة التحلّي بالأخلاق والآداب الحسينيّة، التي تعكس روح الحسين «عليه السلام» ونهجه وسلوكه الرفيع، كما نؤكّد على طبيعة الموسم النابضة بالوحدة والتآلف والتقارب، وتعزيز ذلك في كلّ مساحات واقعنا، وفي كلّ مساحات الإحياء العاشورائي.
خامسًا: إنّ موسم عاشوراء الإمام الحسين «عليه السلام»، موسم الاستقامة على دين الله، فلنكن في سلوكنا الشخصي، وأيضًا في إحيائنا لعاشوراء مصداقًا بارزًا للالتزام الدقيق بأحكام الله وشريعته، فإحياء ذكراهم «عليهم السلام» إحياء للإسلام وحركته في حياة الأمة.
سادسًا: هذا موسم الحزن والدمعة والعبرة، ولا بدّ أن يتعزّز هذا الجانب إلى جانب تعزيز الوعي والبصيرة والعبرة، فلنجعل من هذا الموسم العظيم بكلّ مساحات الإحياء فيه، موسم علم ومعرفة ووعي وبصيرة وانفتاح على الإسلام في أبعاده المعرفيّة والعمليّة.
سابعًا: موسم عاشوراء موسم الأمّة بكلّ فئاتها، فهو موسم المرأة المؤمنة الواعية والملتزمة والمسؤولة والمضحّية المستلهمة من زينب «عليها السلام»، والمقتدية بها في حجابها وعفّتها وإيمانها والتزامها، وجهادها وصبرها وعطائها.
كما أنّه موسم للشباب المقتدين بعليّ الأكبر والقاسم بن الحسن. وموسم للأطفال بما تضمّنه عاشوراء من ضحايا للطفولة كعبد الله الرضيع.
من هنا يتحتّم علينا أن نعمل على استثمار أيام الموسم العاشورائي في بناء الجيل الناشئ بناءً حسينيًا صالحًا.
ثامنًا: نؤكّد على أهميّة الاعتناء بالبعد الإعلامي في مساحاته المختلفة، واستثمار الإمكانيّات المتوفرة في نقل رسالة الموسم ورسالة الإمام الحسين «عليه السلام» بالصورة الناصعة النقيّة والاستفادة من الجوانب الإعلاميّة المتنوّعة لترسيخ معالم وقيم ومبادئ الدين، ومواجهة الأطروحات والمشروعات المضادة للدين والعقيدة والمجتمع.
تاسعًا: أن ندرك أنّ قيمة الموسم الحقيقيّة هي بمقدار ما يحقّقه من ارتقاء حقيقي في المعرفة والوعي والبصيرة، وبمقدار ما يحقّق من استقامة عمليّة على خط الدين والرسالة، وبمقدار ما يوجده من تغييرات إيجابية وإصلاح في مسارات الأمة، ليكون للموسم دورة المركزي الفاعل وموقعيّته الأساسية في حركة المجتمع، ولنتلمّس على أرض الواقع عامًا بعد عام نتائجه وبركاته وثماره في كلّ واقعنا، ليكون بحقّ مصداقًا لـ«أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا».
الموقّعون:
السيّد عبد الله الغريفي
الشيخ محمد صالح الربيعي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمود العالي
الشيخ علي الصددي