زفّت المقاومة الإسلاميّة في حزب الله صباح يوم الأربعاء 12 يونيو/ حزيران 2024 أربعة من مجاهديها شهداء على طريق القدس، وهم: القائد طالب سامي عبد الله «الحاج أبو طالب»، ومحمد حسين صبرا، وعلي سليم صوفان، وحسين قاسم حميّد.
ويشغل الشهيد «أبو طالب» منصب قائد وحدة في حزب الله تُشرف على نطاق عمليّاتي مهم جدًا يبدأ من منطقة بنت جبيل وصولًا إلى مزارع شبعا، وتشكّل النسق الدفاعي الأوّل لحزب الله عن جنوب لبنان، وهو المسؤول عن القتال الضاري الذي خاضته المقاومة الإسلاميّة طيلة الحرب في الجبهة الشمالية، ولا سيّما تلك العمليات التي استهدفت اللواء الشرقي من فرقة الجليل الصهيونيّة «الفرقة 91».
ويعدّ الشهيد من قدامى المجاهدين في المقاومة الإسلاميّة، وهو أحد قادة عمليّات تحرير جنوب لبنان في أيّار عام 2000، وبعد عام 2006، استلم عمليّات محور بنت جبيل حتى عام 2015، ليتسلم بعدها قيادة تلك المنطقة، كما شارك في معارك الدفاع المقدّس في ريف حلب وسهل الغاب.
وقد أقرّ جيش الاحتلال بمسؤوليّته عن اغتيال الشهيد القائد أبو طالب ورفاقه، حيث ذكر في بيان إنّ طائراته الحربية «هاجمت مقرًّا لحزب الله في منطقة جويا كان يوجه منه التنظيم هجماته من جنوب شرق لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقائده سامي طالب عبد الله، وخدم سامي طالب كأحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان، وعلى مرّ السنين قام بالتخطيط والترويج وتنفيذ العديد من الأعمال الإرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل، وأدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة إرهابيين آخرين من التنظيم كانوا معه»، وفق تعبيره.
وردًّا على عمليّة الاغتيال هذه أشعل حزب الله سماء المستوطنات الشمالية بعد إطلاقه صليّات صاروخيّة مكثفة في اتجاه الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل، والتي تعدّ الأكبر منذ بداية الحرب من حيث العدد والنوع، حيث استهدف «مصنع بلاسان للصناعات العسكريّة المتخصصة في تدريع وحماية الآليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابتها إصابة مباشرة».
كما قصف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة مقرّ قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم والمقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، إضافة إلى مقرّ وحدة المراقبة الجويّة وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا و ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية