عليّ فيصل مهدي سلمان العكراوي»، ابن أرض البحرين، عاش نبراسًا يضيء درب الثورة، إذ ألهم بشجاعته قلوب الأبطال في لحظات تغيب فيها أشعة الحريّة.
في 13 فبراير 1995، جاء إلى الحياة نجم سطع ليُصبح ميناء هُدى للساعين نحو العدل والحقيقة في أمّة تجابه الظلم وجبروت السلطان.
مع اندلاع ثورة اللؤلؤة في العام 2011، وجد عليّ نفسه في قلب الحراك، رافعًا صوته بالحقّ، داعيًا إلى تقرير المصير وتأسيس وطن تسوده الكرامة، غير آبه لقساوة أساليب القمع المُتبعة.
لم تطُل مدّة بقائه بيننا، ففي 16 مايو/ أيّار 2014، اختُتم فصل حياته البشريّة؛ بُعيد تسعة عشر عامًا من مولده، ارتقى «عليّ فيصل» شهيدًا، ليُخلّد قافلة الشهادة في وجداننا، مُعلنًا للعالم أنّ الحرية تعلو وتبقى، وأنّ الكرامة قيمة تستحق العطاء.
فتح رحيله بابًا جديدًا في تاريخ النضال، مُنيرًا طريق الآلاف الذين سلكوا دربه، متّحدين تحت راية الحريّة، ومُؤمّنين على ألا تضيع دماء «عليّ فيصل» هدرًا.
يُخلَد ذكر «عليّ فيصل» في أروقة التاريخ البحرانيّ بوفائه وإخلاصه، حيث يظلّ اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن، ليس كشهيد فقط، بل كفجر بازغ يسطع في سماء العروبة، مُؤكدًا أنّ الروح الصلبة في مقاومة الظلم ما زالت حيّة وتتجدّد.
في كلّ زاوية من أرجاء البحرين، وفي كلّ محفل من محافل الأمّة، يُردد الأحرار اسم «عليّ فيصل»، مُتوهجين بروح البطولة لذاك الذي جسّد عدم الخضوع، والذي بشجاعته وإصراره زرع أملاً في غدٍ مُحرّر، عادل ومنير.
لنُعلي صوتنا معلنين أنّ «الشهيد عليّ فيصل» لم يعد مجرّد ذكرى، بل أصبح صرخة تتحدّى الاستبداد، رمزًا للإرادة الأبيّة، والثائر الأبديّ الذي يتوهّج في صفحات التاريخ كـ«أسد الميادين».