استضاف المجلس السّياسي في ائتلاف ثورة 14 فبراير بمكتبه في بيروت يوم الثلاثاء 19 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023م المحلّل السّياسيّ اللّبنانيّ «الدكتور بلال اللقيس» لتناول آخر تطوّرات الأوضاع في المنطقة مع استمرار العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ على غزّة.
اللّقيس دعا في هذا اللّقاء السّياسيّ الأسبوعيّ الذي يعقده المجلس السّياسيّ شعوبَ المنطقة إلى استمرارها في الموقف الدّاعم للمقاومة في غزّة وفلسطين، مؤكّدًا أنّ المقاومة في «وضع ميدانيّ متقدّم»، وأنّ العدوان الصّهيونيّ فشلَ في إلحاق أضرار بليغة في بنية المقاومة رغم مضيّ أكثر من 75 يومًا على الحرب العدوانيّة غير المسبوقة.
ورأى أنّ عمليّة طوفان الأقصى وما جرى بعدها شكّلا «البداية الحقيقيّة لانحدار مشروع الهيمنة الأمريكيّة في المنطقة»، وشدّد على أنّ محور المقاومة لديه دراسة دقيقة لكلّ الأوضاع الرّاهنة والاحتمالات الممكنة، كما أنّ هناك غرفة عمليّات مشتركة مع المقاومة في غزّة، وأوضح أنّ ثمّة «ثقة عالية بقدرة المقاومة الفلسطينيّة في غزّة، وخصوصًا كتائب الشّهيد عزّ الدين القسّام، وأنّها تملك القدرة والإمكانيّة لاستمرار المواجهة لمدّة طويلة»، مستبعدًا أيّ أثر سلبيّ لما يُثار من نقاشات في الأوساط السّياسيّة بشأن مستقبل غزّة، ووضع هذه النّقاشات في إطار الحرب النفسيّة التي نجحت المقاومة في إحباطها والتّفوّق عليها.
وأشار اللقيس إلى العديد من التحدّيات التي كانت تواجه المنطقة وشعوبها بسبب اتّفاقات التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، لكنّ الآثار الكبيرة لعمليّة «طوفان الأقصى» كانت «ضربة موجعة» للمسار التطبيعيّ الذي كان يتحرّك تصاعديًّا حتى وصل إلى أعتاب بلاد الحرمين الشريفين، وفق تعبيره.
ونوّه الدكتور إلى أنّ هناك انسجامًا كاملًا بين قوى محور المقاومة على مستوى مواجهة الحرب العدوانيّة في غزّة وفلسطين وبقية السّاحات، وقال: «إنّ الأمور تُدار على قاعدة التّخطيط لتحقيق الانتصار الحاسم في المعركة، وليس الانجرار وراء المعارك التي يفرضها العدوّ الصّهيونيّ».
ومن جانب آخر، اطّلع اللقيس من الحضور على آخر مستجدّات الوضع داخل البحرين، بما في ذلك استمرار الحراك الشّعبيّ والوطنيّ داخل البلاد في مواجهة المشروع الصّهيونيّ، وثبات شعب البحرين على دعم المقاومة في غزّة وفلسطين، ورفضه التّطبيع والسّياسات الرسميّة المؤيّدة للعدوان على غزّة ومقاومتها.
وفي هذا السّياق، ثمّن الدكتور بلال اللقيس مواقف شعب البحرين المبدئيّة في قضيّة فلسطين والدّفاع عن قضايا الأمّة والتزامه بها، إضافة إلى استمرار حراكه الشّعبيّ من أجل تقرير مصيره والتخلّص من الاستبداد. ومن جانبٍ آخر، أكّد اللقيس أنّ النّظام في البحرين هو «أداة بيد القوى المهيمنة في المنطقة»، مشيرًا إلى أنّ دخوله في التّحالف الجديد لمواجهة حركة أنصار الله، إنّما «جاء بدفعٍ من الأنظمة الخليجيّة الأخرى التي تخشى الدّخول مباشرة في مثل هذه التّحالفات المرفوضة من الشّعوب»، موضحًا أنّ هذه الأنظمة تنظر إلى النظام في البحرين على أنّه «أداة» تُستعمل في مثل هذه الحالات، وبما يجنّبها التداعيات السّلبيّة على بلدانها، وخاصّة مع تعرّضها سابقًا لهجمات عدّة من أنصار الله في إطار ردع العدوان السّعوديّ على اليمن.