أجرت صحيفة إيران الدوليّة «الوفاق» تحقيقًا خاصًّا مع مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي حول إحياء عاشوراء في البحرين في ظلّ القمع الخليفيّ، نشرته في عددها 7294، يوم السبت 29 يوليو/ تموز 2023.
بدأ العرادي حديثه حول مضامين شعار هذا العام لموسم عاشوراء «القول منّا قولك» الذي يحمل كلّ أبعاد التحدّي والالتزام بكل ما يأمر به الإمام الحسين «ع»، مؤكّدًا أنّ شعب البحرين باق على هذا العهد، يتّبع التكليف الدينيّ والسياسيّ والحسينيّ الذي هو أساس عمله وتحركّه، وهو يرفض أيّ تكليف خليفيّ وأيّ تهديد أو تدخل أو تشويه يطرأ من حكّام آل خليفة المتصهينين على موسم عاشوراء، وهي الرسالة التي تتعمق في كل عام وتتصل بعناوين وشعارات يطبقها أبناء الشعب البحريني، لافتًا إلى أنّ البحرين في كلّ عام تشهد حضورًا لا مثيل له خلال أيّام محرم، لكنّ خصوصية عاشوراء هذا العام أنها تملك المزيد من التحدّي والثبات وحفظ الإرث العاشورائي والمزيد من الاستمرار وتأكيد هذا الخطّ.
وقال إنّ شعب البحرين استجاب لكلام آية الله الشيخ عيسى قاسم ولكلّ الشخصيات والجهات المعنيّة من المعارضة، فكان صداها على مستوى الشارع البحريني مشاهد مهيبة من جماهير الإمام الحسين «ع» التي كسرت شوكة الخليفيّين الذين لا يريدون من هذا الموسم إلّا أن يكون موسمًا باهتًا وأجوف، ويسعون إلى تحويله موسمًا لمدحهم، وتغييبًا للقضايا الأساسيّة السياسيّة وللمظلوميّة التي يتعرّض لها شعب البحرين.
وعن الاعتداءات اليوميّة على مظاهر عاشوراء في مختلف المناطق البحرينيّة، قال العرادي إنّ حكّام آل خليفة ومنذ عقود طويلة وهم يزدادون استياءً من الموسم العاشورائي، وقد انتقلوا من مرحلة الاستياء إلى مرحلة الإجراء ومعاقبة المسلمين الشيعة في البحرين لإعاقة المواسم العاشورائيّة، عبر شتى الطرق، وعلى الرغم مما قيل إنّ أجداد هذا الحاكم الحالي أوصوه بعدم التعرّض لشعائر عاشوراء فهو خالف وصيّتهم، ومنذ العام 2011 وتحديدًا من بعد ثورة 14 فبراير، انتقل حكّام آل خليفة إلى إزالة الأعلام العاشورائيّة والشعارات، واقتحام المآتم واعتقال الرواديد والعلماء وكلّ المعنيّين بالموسم وصولًا إلى اعتقال المعزين واستهدافهم سنويًّا أثناء عشرة محرّم وبعدها.
وأوضح أن لا مبرّر منطقي لهذه السياسة التي ينتهجها حكام آل خليفة بحق الشعب البحريني غير الحقد والجهل، فآل خليفة لا يملكون سلاحًا سوى الانتقام والتشفي فهم يعرفون ماذا تعني عاشوراء الإمام الحسين «ع» لكلا الفئتين (الشيعة وأيضًا الطائفة السنيّة الكريمة)، وهذه الانتهاكات التي يمارسها حكّام آل خليفة قديمة بعمر العقود الطويلة الماضية، منذ ما قبل الإنترنت وما بعد الإنترنت وإن كانت اليوم قد ظهرت بشكلها العلني من خلال خطة ممنهجة للاعتقالات والاقتحامات والتهديد، وكان آخرها تهديد وزير الداخلية راشد آل خليفة لرؤساء المآتم والمواكب بأنّ أيّ إجراء لا يكون على مقياس آل خليفة في عاشوراء سوف يتم معاقبتهم، وكأنّ آل خليفة يريدون أن تكون عاشوراء على مقياسهم، وليس على المقياس الحسينيّ الثوريّ والجهاديّ والدينيّ المحمديّ الزينبيّ، لذا فهذه الممارسات هي جرائم على مدار الساعة ينتهكها آل خليفة بحقّ المشاعر الحسينيّة وشعائرها وبحقّ هذا الموسم العاشورائي منذ التاريخ، وفق تعبيره.
وعن أسباب هذه الاعتداءات المتكرّرة من النظام قال العرادي إنّ هناك أسبابًا كثيرة تجعل آل خليفة يمارسون كلّ هذه الانتهاكات ضدّ عاشوراء وضدّ محرم في كلّ عام، فهم يسعون إلى كسر الإرادة عند الشباب وعند هذه الأجيال الصاعدة التي تتربى على قيم عاشوراء، وأيضًا كسر أيّ مظهر من مظاهر التشيّع في البحرين، فهم يريدون البحرين بلدًا صهيونيًّا ومركزًا للصهيونيّة ولجميع أنواع العربدات وبلدًا خاليًا من القيم، وهم يغطّون هذه الانتهاكات عبر إعلامهم المأجور وفعاليّاتهم المصطنعة المزوّرة التي تعمل على ترويج أنّهم دعاة لحوار الأديان وحقوق الإنسان أمام العالم، بينما في الواقع يمارسون أشدّ انواع التطرّف الدينيّ ضد شيعة آل البيت كي لا يتغذى الشباب البحريني الشيعي المجاهد من عاشوراء ومن هذه الحالة الروحيّة المعنويّة.
وتناول العرادي ما يتعرّض له زوّار المراقد المقدّسة في البلاد الإسلاميّة عند ذهابهم وحين عودتهم من مضايقات واستفزازات إضافة إلى حرمان المعتقلين داخل سجونهم من إحياء المناسبات الإسلاميّة، ومنع استقدام الرواديد من خارج البحرين.
وفي إجابة له عن أنّ «الدستور البحرينيّ» من المفترض أن يكفل إحياء هذه الشعيرة في المادة (22)، أكّد العرادي أنّ الدستور الذي يحكم البحرين الآن غير متفق عليه، وخُدع به شعب البحرين، وغيّره الحاكم في آخر اللحظات وجعل بنوده على قياسه، ومنذ أكثر من 20 عامًا حتى اللحظة وهذا الدستور ببنوده يتعرّض للتغيير من هذا الحاكم الذي لا يحترمه من الأساس، ويعمل على تغييره كي تتأقلم بنوده مع رغبة الحكّام والصهاينة، بل جعله دستورًا صهيونيًّا بامتياز.
وذكر الدكتور العرادي أنّ مشروع آل خليفة هو مشروع ديموغرافي يقوم على تغيير الهوية الشيعيّة وتدميرها، لهذا يرون في أي زيارة دينيّة لإحياء عاشوراء زيارة لا تخدم مشروعهم، مذكّرًا بالمساجد الشيعيّة التي هدمها النظام إبّان الثورة، ورفضه إعطاء تصاريح بإعادة بناء هذه الصروح الدينيّة، وكيف يهدّد العديد من المآتم بالهدم، وذلك أنّ نظام آل خليفة نظام معادٍ للحريّات ونظام منافق ومعادٍ حتى لهوية اهل البحرين وللإسلام، ولا فرق بين من حرق القرآن في السويد ومن هدم المساجد في البحرين، فذاك حرق كتاب الله وهذا هدم بيوت الله فالخليفيون هم سواسية مع هؤلاء المجرمين، حسب تعبيره.
كما تناول مدير المكتب السياسيّ انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وغيرها من مواضيع الساحة البحرانيّة الداخليّة.
للاطّلاع على اللقاء كاملًا:
https://newspaper.al-vefagh.