قال خطيب صلاة الجمعة «سماحة الشّيخ محمّد صنقور»: إنّ الوطن بات يضيق ذرعًا بالعمالة الوافدة، فالعمالة الأجنبيَّة إنَّما تُستورَدُ بمقدارِ الضّرورة، ويكونُ تقديرُ ذلك مبنيًا على دراسةٍ متأنيةٍ وصادقةٍ ومخلصةٍ للوطن والمواطنين.
وطالب سماحته في صلاة يوم الجمعة 28 أبريل/ نيسان 2023 في «جامع الإمام الصادق (ع)» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة النظام الخليفيّ بالتوقّف عن استقدام الأجانب والعمالة الوافدة إلى البلاد، والعمل على بحرنة الوظائف وتوطينها لإنهاء أزمة البطالة التي يعاني منها شباب البحرين.
وأوضح أنّ استقدام العمالة يجب أن يتبعه المراجعة الدائمة للتثبُّت من استمرارِ الحاجةِ إلى المقدار المُقرَّر، لافتًا إلى أنّه متى ما انتفت الحاجة إلى ذلك المقدار، فاللازمُ حرصًا على مصلحة الوطن التقليص لها، ليكونَ مقدار العمالة الأجنبيَّة في حدود الضّرورة.
وأضاف الشيخ صنقور أنّ فتح الباب على مصراعيه للأجانب للاستثمارِ بهم ومِن طريقهم أو محاباةً للمتنفّذين وأصحابِ رؤوس الأموال، يضرُّ بمصلحة الوطن، ويُهدِّد الأمن الاقتصاديّ والمجتمعيّ، حيث لم يعد تأثير العمالة الأجنبيَّة خافيًا في تعقيد أزمة البطالة إذ إنّ الأجانب باتوا يشغلون مختلف الوظائف الراقية والمتدنّية في القطاع الخاص وفي الوزارات والشّركات الكبرى وغيرها من الدّوائر والمؤسّسات، وباتوا يستحوذون على سوق العمل وعلى أكثر المشاريع التجاريّة الصغيرة والمتوسّطة، وهو ما يُفاقم أزمة البطالة ويمنع من معالجتها، ومعالجة تبعاتها كالفقر وتدنِّي الأجورِ وتعثُّر المشاريع الوطنيَّة، وصار الأجانب يزاحمونَ المواطنينَ في أرزاقِهم ومعائشهم، والمدارسِ والمستشفيات، والسّكن والأحياء والقرى والشّوارع والأسواق، وفي كلِّ شبرٍ من أرض الوطن.
وحذّر سماحته من تأثير وجود الأجانب والعمالة الوافدة غير المحسوب على هويةِ البلد ودينه وأعرافه، وتأثير وجودهم على ارتفاع منسوب الجريمة والاحتيال، وشيوع الممارسات المنافية للأخلاق، مؤكّدًا أنَّ غضَّ الطرف عن كلِّ هذه الآثار الممقوتة وعدم المبادرة إلى معالجة هذه الأزمة سوف يُعمِّق من حالةِ التململ والتذمُّر في الأوساطِ.