صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان شجب وإدانة لقرار النظام الخليفيّ إعادة تسمية مدن البحرين وبلداتها، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
نوجّه في المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تحذيرنا الشديد من إعلان رئيس حكومة الكيان الخليفيّ »سلمان بن حمد« إعادة تسمية مدن البحرين ومناطقها وميادينها وشوارعها.
ونرى أنّ هذا المشروع يأتي ضمن إطار الخطوات المتتالية التي تتّخذها القبيلة الخليفيّة الغازية لتوسيع نطاقات الهندسة الاحتلاليّة للبحرين، والمستمرّة منذ غزوها البلاد عام (1783م)، والتي تعتمد على إعادة الهندسة الدّيموغرافيّة والمعماريّة للمجتمع الأصيل بما يُعزّز من إجراءات السّيطرة والهيمنة المطلقة على البلاد والعباد، وعلى غرار المخطط الصّهيونيّ المتواصل لفلسطين المحتلّة الذي يمثّل قمّة مشاريع الاحتلال الاستيطانيّ في العالم بما يعتمده من سياساتٍ تدميريّةٍ قصوى على مستوى الأرض والهويّة، وهو ما يُفسّرُ – مرّةً أخرى – الاقترانَ العميقَ الذي يجمعُ بين الصّهاينةِ المحتلّين وآل خليفة الغزاة.
إنّنا في هذا الإطار نذكّر في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالآتي:
1- منذ الغزو الخليفيّ للبحرين اعتمد آل خليفة سياسة مسْخ هويّةِ البلاد ثقافيًّا ودينيًّا وديموغرافيًّا، بغية الإخضاع العنفيّ للسّكان الأصليّين، والاستيلاء على المساحاتِ الزّراعيّة الواسعةِ للمواطنين، وتملُّكِ المزيد من الثّرواتِ بالطّرق غير الشّرعيّة بمعونةِ قوّات الفداوية المرتزقة.
2- كما توارَثَ آلُ خليفة السّلطة ونهْب الثّروة؛ فإنّهم كذلك توارثوا سياسةَ تدمير هويّة البحرين الثّقافيّة وتخريبِ بنيتها السّكانيّة عبر التّهجير القسْري والإبادة الثّقافيّة وعمليّات التّرحيل الجماعيّ عن القرى، وما استتبعَ ذلك من ممارسات ممنهجة لطمْس هويّة هذه القرى الأصليّة، وإخفاء كلّ ما له صلة بأصالةِ شعب البحرين أو تزويره.
3- في العصور الحديثة المتأخّرة؛ استعملَ آل خليفة أدوات جديدةً في تنفيذ تلك السّياسة العنصريّة والإلغائيّة، ففي عهدِ الحاكم الخليفيّ السّابق »عيسى بن سلمان«، وبتآزر مع إخوته »خلفية ومحمد«؛ أُغرقت البلاد بأعدادٍ هائلةٍ من الأجانب تحت ستار الاستفادةِ من الأيدي العاملة الأجنبيّة، وترافقَ ذلك مع نموّ متسارع للمشاريع الإسكانيّة التي قامت على سرقةِ الأراضي العامّة والدّفان العشوائي للشّواطئ، وتخريب البيئة الحضريّة للبلاد، وإحلال مجموعاتٍ سكانيّةٍ جديدة وتذويب أخرى. وأدّى ذلك إلى اهتزازٍ حقيقيّ في بُنية البلادِ السّكانيّة والمعماريّة، وعلى نحو ما يصفه باحثون بأنّه الخطوة المتقدّمة في مشروع »اقتلاع الجذور« للسّكانِ الأصليّين.
4- أمّا في عهد الحاكم الحالي »الديكتاتور حمد بن عيسى« فقد جرى تفعيل أخطر وأوسع الخطواتِ التّدميريّة في مشروع الاستيطان والاقتلاع ومحو الهويّة، حيث نفّذ مرحلةً أخرى من العَبَث الديموغرافيّ للبحرين من خلال تجنيس مئات الآلاف من الأجانب والمرتزقة، نتج عنهم بؤر استيطانيّة توزعت على مناطق البلاد وقُراها، وتحوّلت إلى أذرع طائفيّةٍ وسياسيّة وأمنيّة بيد آل خليفة عبر إشاعة الفتن المذهبيّة، وتدمير المساجد التاريخيّة، والتّلاعب في نتائج الانتخابات، إضافة إلى أثرها السّلبي البالغ الخطورة في الهويّةِ الاجتماعيّة للأهالي وثقافاتهم الأصيلة.
5- جاء التّطبيعُ الكامل مع الكيان الصّهيوني ليمثّل ذروةَ المشروع الخليفيّ في الاحتلال الاستيطانيّ للبحرين، ولم يقتصر الأمر على فتْح الأبوابِ لتوافد الصّهاينةِ وتوغّلهم في أوساط المجتمع؛ ولكن أيضا تحوّل الصّهاينةُ إلى شركاء مع آل خليفة في سرقة الأراضي، والبيوت والأحياء التّاريخيّة، واختطاف الهويّة الأصيلة للمناطق والمدن، وهو ما يُخْشَى أنْ يُسْفر في نهايةِ المطاف عن نكبةٍ كاملة المعالم في البحرين تشبه إلى حدود كبيرةٍ نكبة فلسطين في العام (1948م).
6- يتولّى رئيس الحكومة الخليفيّة المستبدّة (سلمان)، وفي إطار التهيئةِ لوراثة الحكم؛ أدوارًا أساسيّة وخطرة في تنفيذ سياساتِ تدمير الهويّة، واجتثاث الوجود الأصيل للسّكان والعمران، وتمديد مراحل التّطبيع مع الصّهاينة، وليس مشروعه الأخير في إعادةِ تسميةِ مدن البحرين وقراها وشوارعها سوى استكمال لمشاريع الاستيطانِ وفي اقتلاع المكان والهويّة، وهو ما يُنذر بالمرحلةِ السّوداء المقبلة على البلاد.
إنّنا في المجلس السياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ندعو شعبَ البحرين – من الشّيعة والسّنة – إلى وقفةٍ جادّةٍ إزاء هذه المخاطر المحدقة بنا جميعًا، وتحمُّل المسؤوليّة التاريخيّة في مواجهةِ هذا المشروع التّدميريّ الخطر، مع تأكيد أنّ ما يجري في البحرين لا ينفصلُ عن مسار السّياسات الأمريكيّة – الصّهيونيّة وأهدافها في تجويف هويّات الشّعوب وتخريبها ونزْعها عن تاريخها وثقافاتها التي يعدّها المحتلّون والغزاةُ روافد أساسيّة في تقوية هذه الشّعوب ومدّها بأسباب القوّةِ المقاومة.
المجلس السياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الثلاثاء 25 أبريل/ نيسان 2023م