وجّه مدير المكتب السياسيّ لائتلاف 14 في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي كلمة يوم الإثنين 13 فبراير/ شباط 2023، عشيّة الذكرى الثانية عشرة لثورة 14 فبراير المجيدة، هذا نصّها:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ على شعبِ البحرين الصّابر الأبيّ في وجهِ كلِّ النّوازلِ والبلايا، السّلامُ على الأمّهاتِ الصّابرات على الجراحِ والمصائب، وعلى الآباءِ القدوةِ المضحّين، السّلامُ على عوائل الشّهداءِ والسّجناء ممّن حملوا الرّايةَ وحافظوا على الأمانةِ وما بدّلوا تبديلا، السّلامُ على الرّموزِ القادةِ الأوفياءِ وهو يُشعلون في الأمّةِ عزما لا يلين وثورةً لا تنطفئ وأملاً بالنّصرِ يملأ كلّ الأرجاء.
في الذّكرى السّنويّةِ الثانية عشرة لثورة البحرين، نجدّد في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبرابر الالتزامَ الدّيني والوطنيّ والثّوريّ بهذا الحراكِ الشّعبيّ الشّريف، الذي يتوقّدُ في كلّ عامٍ بعزمٍ ثابتٍ وعنفوان مُبهِر، وبرؤيةٍ بصيرةٍ تُعْجِزُ الفاسدين والمتآمرين.. ولا يزال يُقدّمُ شعبُ البحرين، عاما بعد آخر، ملحمةَ غير منقطعةٍ من الصّمود والسّعي للدّؤوبِ لانتزاعِ الحقوق السّياسيّةِ والدّستوريّة العادلة، وهي ملحةٌ يخطّها أبناءُ الشّعبِ بإصرارٍ واقتدار وحكمة، في كلّ ساحاتِ الوطنِ ومن داخلِ السّجون والمعتقلات؛ ليُسجّل للعالمِ نموذجا جديدا في الثّورةِ العادلة، الكريمةِ، والأخلاقيّةِ، وهو نموذجٌ لا يمكن إجهاضه وإنهاؤه والتّآمر عليه، لأنّه يتأسّسُ على شعبيّةٍ حقيقيّةٍ للثّورةِ، وأنّ الشّعبَ الكريمَ هو أساسُها وحاملُ انطلاقتِها، وهو وقودُها وسرُّ استمرارِها غير المنقطع، والقادر على حمْلها في وجه كلّ المحنِ والظّروف العصيبةِ والتّحديّات الصّعبة.
وأمام هذه الذّكرى المجيدة وما يحيط بها من تحدّيات، نتوقف عند المحطّات التّالية:
١– إنّ إحياءِ شعبنا الحرُّ والأبيّ لذكرى الثّورة المجيدةِ، عبْر حضوره الأبيّ في التّظاهراتِ والمسيرات ورفْع راياتِ الشّهداءِ والأحرار في السّجون، وإعلاء صورِ الرّموز والقادة، إنّما هو إصرارٌ جازمٌ على الالتزامِ بقيم الثّورةِ ومبادئها وأهدافها. والشّعبُ في ذلك إنّما يقدِّم درسا حيّا لنا جميعا في شحْذ الهِمم، ومكافحةِ سياساتِ التآمر والإحباط والخيانة، والمضي القاطع لمواصلةِ الطّريق نحو الحريّةِ والعدالةِ، وعدم الخنوع – بأيّ شكلٍ من الأشكال – لحكم الاستبداد والفساد الخليفيّ.
٢-نجدّدُ التّأكيد على رفْض الوجود الصّهيونيّ المتغلغل للبحرين، واعتباره وجودا احتلاليّا وتعبيرا عن مشروع تدميريّ استيطانيّ يستهدفُ الأمّة كلها، ونحذّرُ الخليفيين المتصْهينين من أنّ هذا الشّعب الأصيل، بكلّ أبنائه ومكوّناته؛ سيكون بالمرصادِ الذي لا يلين في وجه هذا التّطبيع وأسياده الخونة، ولن يتوانى عن توسيع وتطوير كلّ سُبل مقاومة هذا التّطبيع وطرْد الصهاينة المحتلين من أرضِ البحرين.
٣– نجدّد مع شعبنا الأبيّ التأكيدَ – قولا وعملا – على الثّلاثيّةِ الذّهبيّة التي تمثّل الضّمانَ الوثيق في حفْظ الثّورة واستمرارها على خطّ الاستقامةِ والوعيّ والنّجاح، وهي ثلاثيّة تتمحورُ في: قيادة آية الله الشّيخ عيسى قاسم، وصمود الشّعبِ ومقاومته، ووحدة قوى المعارضةِ الوطنيّة وصلابتها.
٤– انطلاقا من أهداف الثّورة والأسسِ التي قامت عليها منذ انطلاقتها؛ فإنّنا نؤكّد ضرورة التّمسّك بالحقّ السّياسيّ الشّامل، وتكثيف العمل المدروسِ لتظهير هذا الحقّ في خطاباتِ الثّورة وبرامجها، وهو ما يدعونا لنجدّد الدّعوةَ للتّلاقي والتّعاون في وثيقةِ الإعلان الدّستوريّ التي أعلنتها قوى وطنيّة معارضة في نوفمبر من العام الماضيّ، ليتمّ السّعي الفاعلِ والمتكاملِ لتحويل هذه الوثيقة إلى مشروع سياسيّ دستوريّ جامع للنّضال الوطنيّ ومتحرّك على أرض الواقع.
في الختامِ.. نجدّد العهدَ الصّادق مع الشّهداءِ والأسرى والجرحى والمطاردين والمغتربين.. على مواصلةِ طريق هذه الثّورةِ العظيمةِ والصّمود على نهجها الشّريف وأهدافها الحقّة.. حتى إسقاط النّظام الفاسد المستبد، وشروقِ شمس الانتصار الذي وُعِد به المتّقون والصّابرون.