بسم الله الرحمن الرحيم
يومًا بعد يوم يحرم شعب البحرين قسرًا من الحصول على حقّه الوطنيّ الشرعيّ والسياديّ في تقرير مصيره، ويتعرّض لأعنف أصناف الظلم والانتهاكات على يد العائلة الخليفيّة الحاكمة، وذلك بحماية أمريكيّة، وبدعم عسكريّ وسياسيّ واستخباراتيّ واضح؛ لكي تبقى أجهزة الدولة الأمريكيّة العميقة صاحبة القرار الأوّل الداعم للأنظمة الديكتاتوريّة في منطقة الخليج، وعلى رأسها النظام الخليفيّ المستبد والمجرم.
من هذا المنطلق، ومن رحم معاناة الشعب وتطلّعاته السياسيّة والوطنيّة المشروعة؛ أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير صرخة شعبيّة في العام 2017، بعد مجزرة «ميدان الفداء» الدمويّة في الدراز أمام منزل الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم «دام عزّه»، برفض أساس الظلم والداعم الأوّل لاستبداد الأسرة الخليفيّة الحاكمة في البحرين، ورفض وجوده غير الشرعيّ المتمثّل في الأسطول الأمريكيّ الخامس في مياه البحرين الإقليميّة وقاعدته في منطقة الجفير، وذلك بتحديد يوم وطنيّ لطرده من البلاد.
لا شكّ في أنّ هذا المطلب الوطنيّ يدخل في صلب السيادة والاستقلال المفقودَين تمامًا في عهد الحاكم الأرعن حمد بن عيسى آل خليفة، أصغر خدّام أدميرالات هذه القاعدة البحريّة العسكريّة، وأقزمهم، فهم من يملكون قرار بقاء نظامه مع زمرته الحاكمة غير الشرعيّة؛ فقد باع السيادة ورضخ لأوامرهم وطبّع مع الكيان الصهيونيّ خلافًا للإرادة الشعبيّة، وهنا لا بدّ من أن نذكّر بموقف نوّاب البرلمان في العام 1973 الذين طالبوا بطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين، بموقف استباقيّ ومشرّف لهم.
نجدّد في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير رفضنا الوجود الأمريكيّ العسكريّ غير الشرعيّ في بلادنا، ونعدّه احتلالًا كاملًا بما تحمله الكلمة من معنى، لذا فإنّنا نطالب بخروج كلّ جنديّ أمريكيّ من بلادنا، ووقف حماية النظام الخليفيّ الديكتاتوريّ، ليتسنّى لشعب البحرين استرداد قراره السياسيّ الشرعيّ، تمهيدًا لنيل حقّه في تقرير مصيره، ورسم خارطة حياته السياسيّة عبر نظام ديمقراطيّ جديد خارج نطاق أيّ تهديد أو وصاية واحتلال، كما نهيب بشعبنا المسلم المسالم والصابر لتجديد هذه الصرخة الوطنيّة في كلّ عام، والتي صارت مشروعًا ثابتًا في نضاله المتواصل، ومسار عمل استراتيجيّ حتى تطهير أرض البحرين من كافة أشكال الاحتلال الأجنبيّ.
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 7 أبريل / نيسان 2022 م