لا يتوانى الديكتاتور حمد بن عيسى عن «خلق» مناصب ومراكز قوّة في السلطة لأفراد أسرته، بما يضمن لهم النفوذ وسرقة مقدّرات البلد، بينما يرزح الشعب تحت وطأة التدهور الاقتصادي الذي سبّبه سوء الإدارة والفساد في مؤسسات الدولة، وفاقمه فيروس كورونا.
فقد أصدر ابن عيسى مرسومًا يقضي بتعيين نجله الجلّاد «ناصر» عضوًا في اللجنة العليا للتخطيط العمرانيّ، التي أُنشئت في العام 2016 برئاسة رئيس الوزراء غير الشرعيّ «سلمان بن حمد».
يشار إلى أنّ الجلّاد ناصر يتبوأ عددًا من المناصب الحسّاسة في البحرين، فهو قائد الحرس الملكيّ ومستشار الأمن الوطنيّ ورئيس المجلس الأعلى للشّباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبيّة البحرينيّة والأمين العام لمجلس الدّفاع الأعلى، ويعدّ المنصب الجديد الثاني له في الجانب الاقتصاديّ، بعد تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة الشّركة القابضة للنّفط والغاز في البحرين.
وقد تناولت منظّمات حقوقيّة سجلّه الحافل بالانتهاكات الحقوقيّة بعدّة تقارير، فمنذ العام 2011 عُرف على المستوى الدوليّ كمعذّب للمعارضين الرياضيّين في البحرين، وتهديده علنًا المتظاهرين، وتعذيبه معتقلين سياسيّين ونشطاء من المعارضة ومن بينهم عدد من الرموز القادة.
إلى هذا تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعيّ صورة أظهرت عشرات الشبّان البحرينيّين وقد احتشدوا أمام شركة حراسات في جزيرة أمواج للحصول على فرص للعمل، بعدما ازدادت نسبة البطالة بين المواطنين في البلاد، وبالأخص في فئة الشّباب.
يذكر أنّ تقريرًا سابقًا للاتحاد العام لنقابات عمّال البحرين أكّد أنّ البحرين بها 15 ألف عاطل عن العمل، وأنّ نسبة البطالة الحقيقيّة في البلاد هي 10%، في حين أكّدت وكالة موديز أنّها غيّرت نظرتها المستقبليّة للبحرين من مستقرّة إلى سلبيّة، وأشارت إلى تصنيفها على المدى الطّويل عند «B2»، والتي تعني درجة مخاطرة مرتفعة، ولفتت إلى أنّ تغيير النظرة يعكس زيادة المخاطر السلبيّة على تصنيفات البحرين، نتيجة ضعفٍ ماليّ أكبر ممّا كان متوقّعًا، وأضافت أنّ البحرين تمتلك الآن أكبر عبء ديونٍ بين أقرانها من التصنيف نفسه، كما أنّ قدرتها على تحمّل ديونها ما تزال أضعف بكثير من متوسط هذا التصنيف- بحسب تعبيرها.