استوحى الفلسطينيون كمامات تغطي الفم والأنف، وتخفي ملامح الوجه، حتى لا يتعرّف إليهم العدو الصهيوني، ولكن شكل الكمامة في فلسطين مختلف، فالشعب هناك يحاول أن يوجّه رسائل مستمرة وواضحة إلى الاحتلال، باللباس والكلام وحتى الاهتمامات الرمزية اليومية.
وقال مصمم الكمامة الطبية من الكوفية الفلسطينية التقليدية الفنان محمد مسلّم إنَّ الكمامة جاءت “لحمايتنا كفلسطينيين من الفيروسات الخارجية، من الاحتلال، والحصار والمؤامرات العالمية”، ولأن الكوفية هي أحد أهم رموز القضية الفلسطينية، تمّ استخدامها كغطاء للرأس منذ قرون، وهي من الألبسة المشتركة النادرة بين الرجال والنساء في الثقافة الشعبية الفلسطينية، فقد اقترنت بالنضال والكفاح والمقاومة، ومع اندلاع ثورة العام 1936، التي قام بها الفلاحون والعمّال الفلسطينيون تصديًا للقمع البريطاني والصهيوني آنذاك، أخفى الفدائيون الفلسطينيون وجوههم بالكوفيات عند تنفيذهم عملياتهم، فسعت القوات البريطانية المحتلة لفلسطين إلى إلقاء القبض على كل من يرتدي كوفية.