أكّد قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيد علي الخامنئي «دام ظلّه» أن لا تفاوض مع أمريكا على أيّ مستوى كان، لا في نيويورك ولا في غيرها، معتبرًا أن لا قيمة تذكر لسياسة الضغوط القصوى على الشعب الإيرانيّ.
وأوضح آية الله الخامنئي في تصريح له في بداية درس بحث الخارج في الفقه صباح اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر/ أيلول 2019 أنّ هدف الأمريكيّين من طرح موضوع التفاوض مع إيران مجدّدًا مجرّد خدعة فهم لا يرومون منه أن يتوصلوا إلى حلّ عادل وإنّما يريدون أن يفرضوا مطالبهم الوقحة، مضيفًا أنّهم يتخبطون بسياساتهم ويخادعون، فهم مرّة يطرحون التفاوض مع إيران بلا شروط مسبقة ومرّة بـ12 شرطًا، مؤكّدًا أنّ هذه التصريحات إمّا هي ناجمة عن سياساتهم المرتبكة وإمّا هي خدعة لإرباك الطرف الآخر، وبطبيعة الحال فإنّ الجمهوريّة الإسلاميّة ليست مرتبكة؛ لأنّ طريقها واضح ومسؤولوها يعرفون ماذا يفعلون.
ولفت سماحة السيّد القائد إلى تصريح أحد المسؤولين الأمريكيّين الذي قال «علينا أن نجلس على طاولة المفاوضات مع إيران وتقبل بالأمور التي نطرحها»، وأضاف سماحته: «لهذا النوع من التفاوض يتعيّن عليهم الذهاب إلى أولئك الذين يتصرفون معهم كأبقار حلوب، الجمهورية الإسلاميّة جمهورية المؤمنين، جمهورية مسلمين لله، وجمهورية العزة».
ورأى آية الله الخامنئي أنّ أهداف أمريكا من انتهاج سياسة الضغوط القصوى، وفي الوقت ذاته سعيها لجرّ إيران إلى طاولة التفاوض وذلك من خلال سياستها في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران في إطار إجراءات الحظر المتنوعة ومختلف التهديدات والتخرصات، لأنّه حكومتها الحالية تعتقد أنّه لا يمكن من خلال المجاملة إركاع الجمهوريّة الإسلاميّة وإجبارها على القبول بالمطالب، وأنّ ذلك هو الأسلوب الوحيد في التعامل مع إيران .
وأشار سماحته إلى اعتراف الأمريكيّين وحلفائهم بفشل سياسة الضغط الاقصى لإخضاع إيران، على الرغم من أنّ هدفهم من التفاوض هو أن يثبتوا للجميع أنّ هذه السياسة قد نجحت، وأنّ مسؤولي الجمهوريّة الإسلاميّة رغم قولهم أنهم لا يفاوضون فقد أجبروا على الحضور إلى طاولة المفاوضات، وبالتالي فإنّ الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران هي الضغط الأقصى، موضحًا أنّه إذا تمكن العدو من إثبات أنّ هذه السياسة هي أسلوب التعامل المؤثر مع إيران، فإنّ الشعب الإيراني لن يشعر بالراحة بعد الآن، لأنّ هذه السياسة هي وراء كلّ سياسات أمريكا المتغطرسة، وعندئذ أي شيء يطلبه الأمريكان بعنجهية من الجمهوريّة الإسلاميّة ووافقت فالأمر كلّه ينتهي، ولكن إذا رفضت فسيبدأ الضغط الأقصى من جديد.
وأوضح أنّ سبب إصرار الأمريكان وإرسال الوسطاء الأوروبيّين للتفاوض وعقد اللقاءات يندرج في هذا السياق، مؤكّدًا: «بالطبع، سأتحدث عن الأوروبيّين في وقت آخر، لكن السبب في أنّهم يصرون على أنّ عقد لقاء مع الرئيس الأميركي سيحلّ كل مشاكلكم هو إثبات أنّ سياسة الضغط على إيران هي سياسة ناجحة ويجب انتهاج هذه السياسة».
وشدّد سماحته على أنّه في المقابل يجب أن تثبت إيران أنّ سياسة الضغط الأقصى على الشعب الإيراني ليس لها أيّ قيمة، موضحًا أنّ التفاوض مع أمريكا يعني فرض مطالبها على الجمهورية الإسلاميّة، وأنّ سياسة أمريكا في ممارسة الضغط الأقصى هي سياسة ناجحة، مضيفًا «لهذا السبب أعلن المسؤولون الإيرانيّون من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والآخرين بالإجماع أنّنا لن نتفاوض مع أمريكا، في لقاءات ثنائية ولا متعددة الأطراف».
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّه إذا تراجعت أمريکا عن مواقفها وأعربت عن ندمها وعادت إلى الاتفاق النووي الذي انتهكته فيمكنها وقتئذ المشاركة مع الدول الأعضاء في الاتفاق والتحدّث مع إيران، وفي غير تلك الحالة لن تعقد أيّ مفاوضات على أيّ مستوى بين مسؤولي الجمهورية الإسلاميّة والأميركيّين، مشيرًا إلى أنّ الجمهورية الإسلاميّة تعرضت لمجموعة متنوعة من المؤامرات والحيل على مدار العقود الأربعة، وأنّ الأعداء فشلوا في هزيمتها، مضيفًا أنّ سياساتهم واحدة تلو الأخرى فشلت أمام سياسات الجمهورية الاسلامية، وبعد ذلك ستهزمهم الجمهورية الإسلاميّة بعون الله.