قال عضو المجلس السياسيّ ومسؤول الملف الفلسطينيّ في حزب الله الدكتور حسن حب الله إنّه ليس مستغربًا من شعب البحرين وقواه الثوريّة التضامن مع فلسطين، كما ليس مستغربًا من أيّ شعب عربيّ، لأنّ هذه القضيّة إنسانيّة وأخلاقيّة ودينيّة ووطنيّة، وهي قضيّة الإنسان التوّاق إلى الحريّة والإنسان التوّاق إلى التحرّر من نير الاستعباد والاستعمار.
وأكّد في كلمته خلال اللقاء التضامنيّ «من البحرين إلى فلسطين لا للتطبيع» الذي أقامه المكتب السياسيّ لائتلاف 14 فبراير في بيروت يوم الخميس 21 مارس/ آذار 2019 أنّ كلّ ما يجري من فتن وصراعات في المنطقة العربيّة هو من أجل تصفية القضيّة الفلسطينيّة، فما يجري في سوريا أو دول شمال أفريقيا أو اليمن أو البحرين أو أي بلد إسلاميّ إنّما يهدف إلى ذلك، وما الزيارات المكوكيّة للمسؤولين الأمريكيّين إلى المنطقة إلا لتأكيد أنّ المشروع بدأ في مراحله التنفيذية، وقد وضعت له برامج، والهدف تصفية قضيّة فلسطين، انطلاقًا من التنازل عن الأرض.
وأشاد حب الله بخطوة ائتلاف 14 فبراير في اختيار هذه المناسبة «يوم الأرض» لعقد اللقاء، مستذكرًا ما حصل عام 1976 عندما انتفض الشبان الفلسطينيّون في أراضي 1948 وليس الأراضي التي احتلّت عام 1967، حين رفضوا مصادرة الأراضي الفلسطينيّة وواجهوا وقاتلوا، وعمّت الاضطرابات والانتفاضات في كلّ أرجاء فلسطين وسقط شهداء، وصار هذا اليوم منارة في تاريخ فلسطين والضفّة، مشدّدًا على أنّ الفلسطينيّين يرفضون التنازل عن أيّ شبر من أرضهم، أو حتى عن حقّ العودة، والمسيرات التي حدثت في المدة الأخيرة، والتي هي فكرة خلّاقة، أربكت العدوّ بل أربكت العالم.
وأوضح أنّ قضيّة فلسطين هي أرض فلسطين، دولة فلسطين، هي عودة الشعب واللاجئين إلى فلسطين، فإذا لم تتحقق هذه الأمور لا حلّ لقضيّة فلسطين، مضيفًا: «لا ننسى القدس، الرمزيّة الدينيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة والتي لا علاقة للصهاينة بها لا من قريب ولا من بعيد».
ورأى عضو المجلس السياسي في حزب الله أنّ الشعوب العربيّة والإسلاميّة تؤكّد تضامنها مع فلسطين ووقوفها إلى جانب شعبها بغضّ النظر عن سياسات حكوماتها المرتبطة بالاستعمار والاستكبار بشقّيه القديم والحديث، الأوروبي والأمريكي، الذي يضع حركات المقاومة على لوائح الإرهاب، فشعوب المقاومة تقف مع قضيّة فلسطين ولا تقبل بأي تصفية لها، مضيفًا: «فلسطين ليست وحدها اليوم، بل معها محور كبير، هو محور المقاومة الذي أثبت قوّته على الأرض».
ودعا الدكتور حب الله الفلسطينيّين، كونهم خطّ الدفاع الأوّل، إلى بذل الجهود وابتداع الفكر من أجل إنهاء الانقسام وإيجاد نقاط التقارب والالتقاء ليثبّتوا هذه القضيّة ويتقدّموا بها ويرفعوها، ولا ينخدعوا بحبائل مكر العدو، مؤكّدًا أنّ أمريكا وأذنابها في المنطقة يضعون البرامج لمواجهة حركات المقاومة المتضامنة مع فلسطين وتصفية قضيّتها كليًّا، حتى خارج الأراضي الفلسطينيّة حيث يفكّرون بتصفية المخيمات واللاجئين في لبنان وترحيلهم إلى جهات مختلفة، ولكن لن يكون لهم ذلك، لأنّ الشعب الفلسطينيّ منتصر لا محالة.