بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرفِ خلقه، وأفضل بريّته، محمدٍ خاتمَ النبيين، وسيد المرسلين، وعلى آل بيتهِ الطيبينَ الطاهرين.
أيها الشعبُ البحراني الصامدُ المقاوم، أيها الشعب المناضل والمُكافح في سوحِ النزال، يا أبناء جزيرة أوال، يا أبناء البحرين الأباة، أخاطبكم وأنتم اهلُ الحقِ، وأنتمُ الأسودُ في يومِ البأس، فبكم يتحطمُ الطغيانُ والجبروت، وبحضورِكم وتواجدِكم الثوريِّ الدائمِ في الساحات والميادين سيُهزم الطاغوت، سلامٌ عليكم يا أهلَنا، وأحبتَنا جميعًا، ورحمةُ الله وبركاته.
يا أعزتنا، ويا أحبتنا، ويا أهلنا، يا منْ سطرتم الملاحمَ بإصراركم، ورسمتم أجملَ الصورِ بثباتكم، وكتبتم أجملَ المعاني بتضحياتكم، أُقبّلُ أياديكم القابضة على النصرِ الذي تَهزون به عدوّكم، وأُقَبِلُ التُرابَ الذي تسيرونَ عليه، والأرضَ التي لن تنسى جباهَكم الساجدة عليها، لقد أثبتم بصمودكم ووقوفكم أمامَ آلةِ القمعِ، والتهديد والتخويف، أنكم إلى لقاءِ الله لمشتاقون، وإلى جنتهِ وحُسْنِ ثوابهِ لمنتظرون راجون، فجاهدتم في سبيلِ عقيدتكم، ودينكم، وحريتكم، ومبادئكم الحَقّة ، ولم تأخذْكم في اللهِ لومةَ لائمٍ، فصبرًا أيها الشعبُ المجاهد، فحقُكَ لنْ يُستباحَ، والله ناصرك في أرضك، والعاقبةُ للمؤمنين، أصحاب الحقِّ المُتقين.
ونحن إذ نقف مبهورين أمام ضراوتكم واستئسادكم في ميادين العزّة والشرف، علينا ألا ننسى أنْ ننحنيَ إجلالاً واحتراماً لهؤلاء النساءِ الزينبياتِ، المجاهداتِ، اللواتي شاركن في مسيراتِ اليوم التأريخيِّ الكبيرِ، لانطلاقِ الثورةِ المجيدةِ في الرابعِ عشر من فبراير، واللاتي أرعَبْنَ العدوَ بتكبيراتِهنَّ وبصرخاتهنَّ الزينبيةِ، التي خاطبنَ فيها الديكتاتور حمد (كد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولن يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلاّ فند، وأيامك إلاّ عدد، وجمعك إلاّ بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين) ، فالشكر والعرفان لَكُنَّ أيتها الأمهاتُ والأخوات، على حُضُورِكُنَّ في الساحاتِ، ووقوفِكُنَّ مع إخوانِكُنَّ وأبنائِكنَّ، ولَكُنَّ منّا التحيةُ والسلام.
وفي هذه الذكرى السابعة لانطلاقة ثورتنا المباركة، نخاطب الجيلِ الصاعد في البحرين، طلبةِ المدارسِ والمعاهدِ والجامعات من بنينَ وبنات، المنتظرين اليوم الذي يحتفلون فيه بالنصر على نظام الظلم والاستبداد، نظام آل خليفة الإرهابي وداعميه، رافعينَ النشيدَ الإسلاميِّ والوطنيِّ (نشيد الثورة) ،الذي كُتِبَ بدماءِ الشهداء، وأنينِ الجرحى، وصمود المطاردين وصبر المغتربينَ والمهجرينَ عن وطنِهم قهرًا وقسرًا، أحسنتم صُنعًا بما فعلتم لأن هذا اليوم هو يومٌ من أيام الله، وسيكون يومًا مخلدا، وعطلة رسمية في تأريخ شعب البحرين.
ومن موقع مسؤوليتنا، نوجّه تحيتنا إلى أبناء البحرين من التُجارِ وأصحاب المحلات وذوي الصناعات ونقولُ لهم: يامن اخترتم الربح الأكبر، متضامنينَ مع الوطنِ الحُر، حيث أظهرتم ومن خلال غلقِ متاجركم ومحالكم إعلانًا حضاريًا عن عصيانِكم، وتعاطفكم مع أبناءِ شعبِكم وإخوانِكم المجاهدين.
أنتم مواد المنافع، وجلابها من المباعد والمطارح، أنتم العون ونعم السند للثورة، ولقد أوضحتم للقاصي والداني أنكم أصحابُ حقٍ، ولن تتراجعوا عنه حتى لو استلزمَ قِلةَ كسبِكم ومعاشكم، فهنيئا لكم على هذه الروح الأبيّة، والنَفْسِ المُطْمَئِنَّة والمعتمدةِ على اللهِ عزَّ وجلَّ في رزقها ومعاشها.
ختاما: نُؤكِّد في الذكرى السابعةِ لانطلاقةِ الثورةِ المباركةِ في البحرين، أننا متمسكونَ بحقِ شعبِنا في تقريرِ مصيرهِ السياسيِّ، ونقولُ أنّ النصرَ قادمٌ، والفرجُ قريبٌ لشعبِنا، فلا يُمكنُ لشعبٍ أبيٍّ مُقاومٍ عصيٍ على الإنكسارِ وصبورٍ ومضحٍ كشعبِ البحرين إلاّ أنْ ينتصر، ويُحقّق تطلعاتِه المشروعة، فهذا هو وعد الله ولنْ يُخلفَ اللهُ وعده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس شورى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجمعة 16 فبراير/شباط 2018 م