بسم الله الرحمن الرحيم
يعقد وزراء الخارجيّة العرب اجتماعًا طارئًا اليوم الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في مصر بدعوة من النظام السعوديّ الإرهابيّ لبحث ما أسماه الداعي "النظر في التدخّلات الإيرانيّة في دول المنطقة"، وهو اجتماع لا يختلف عن سابقاته من الاجتماعات التآمريّة التي تعقدها الدول المعادية لمحور المقاومة بقيادة نظام غلمان بني سعود بتنسيق صهيو-أمريكيّ، وهو فرصة سانحة لممثل الكيان الخليفيّ المجرم خالد أحمد الخليفة للتباكي أمام ممثلي الدول العربيّة لاستصدار مواقف معادية للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ومحور المقاومة، وتشويه صورة ثورتنا المجيدة في البحرين، بربطها بصراعاته السياسيّة الإقليميّة ودول الجوار، وهذا ما كشفته تصريحاته الأخيرة المقزّزة التي سعى من خلالها لشيطنة المعارضة البحرانيّة واتهامها بالإرهاب والعمالة للخارج.
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، وفي هذا الصدد، نؤكّد ما يأتي:
أوّلًا: إنّ ثورة الرابع عشر من فبراير عام 2011 انطلقت بإرادة شرائح واسعة من الشعب البحراني وتصميمها وفي طليعتهم الشريحة الشبابيّة بهدف إنهاء الاستبداد والديكتاتوريّة، والمطالبة بحقّ الشعب في تقرير مصيره كما تنصّ على ذلك المواثيق الدوليّة، ولم تكن الأوضاع الداخلية المزرية والمتأزمة بحاجة إلى أيّ تحريضٍ خارجيّ، ليدّعي الخليفيّون زورًا وبهتانًا وقوف أيدٍ خارجيّة خلف هذه الثورة، أو لصق تهمة عمالة المعارضة للخارج، وهي التهمة التي تروّجها الأنظمة الديكتاتوريّة عادةً للهروب إلى الأمام والتغطية على فشلها السياسيّ والاقتصاديّ في الداخل، والتستّر على عنجهيّتها وفسادها وإجرامها تجاه شعبنا المظلوم.
ثانيًا: منذ انطلاقة الثورة المجيدة في عام 2011 حتى يومنا هذا، تمسّك شعبنا بالأطر المشروعة والمنهجيّة السلميّة القرآنيّة في حراكه الثوريّ، وهو ما أشار إليه ميثاق اللؤلؤ مفصّلًا، وما زال شعبنا متمسّكًا بالخيارات المنهجيّة التي لا تقبل الذلّ والهوان وتردع المعتدي الآثم، عبر الدفاع المقدّسِ المشروع عن العِرض والنفسِ والمقدسات، أما الإرهاب فهو سمة الكيان الخليفيّ والمحتلّ السعودي اللذين استحلّا الحرمات واستباحا الدماء وعذّبا النساء والشيوخ والأطفال في سجونهما، واغتالا براءة الطفولة عبر إغراقهما الأحياء السكنية بالغازات السامّة، الأمر الذي أسفر عنه استشهاد عشرات الأطفال الأجنّة والرضّع، ومارسا أبشع صنوف الاضطهاد الطائفي وتفنّنا في ارتكاب الجرائم بحقّ السكّان الأصليّين، وهو ما وثّقه تقرير السيد بسيوني الذي عيّن من النظام نفسه.
ثالثًا: لقد ترجم الشعب البحرانيّ ثباته على حقوقه المشروعة عبر مقاطعته الشاملة للانتخابات الصوريّة التي جرت في العام 2014، ومشاركته الكبرى في الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى في العام ذاته بالتوازي مع الانتخابات، على الرغم من الإجراءات القمعيّة الإرهابيّة التي اتخذها الكيان الخليفيّ والاحتلال السعودي ضدّ هذا الاستفتاء، وقد أسفرت نتائجه بتصويت الغالبية العظمى من السكّان الأصليّين في البحرين لصالح حقّهم في تقرير المصير عبر اختيار نظامٍ سياسي جديد تحت إشراف الأمم المتحدة، وشعبنا مستمرٌ في ثباته وصموده على هذا الموقف على الرغم من آلة الإرهاب الممنهجة من قبل الكيان الخليفي والمحتلّ السعوديّ، بل سيحدد شعبنا مواقفه الصادقة مجدّدًا بمقاطعة شاملة لانتخابات العام 2018، وعدم إعطاء أيّ شرعيّة لنظام ديكتاتوري يمارس الإرهاب.
وأمام هذه العنجهيّة والجرائم ضدّ الإنسانيّة فإنّنا ندعو:
أوّلًا: أصحاب الضمائر الإنسانيّة إلى اتخاذ موقفٍ أخلاقيّ يدين هذه الممارسات ضدّ الشعب البحراني الصامد الأبيّ.
ثانيًا: الشعوب الحرّة الأبيّة والأنظمة التي لم تتلوث أيديها بدم الشعب البحرانيّ كافة إلى استقراء ثورة شعب البحرين ومطالبه المشروعة بحقه في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الجديد وفق الأطر الديموقراطيّة الحديثة، والوقوف إلى جانب الحقّ ونصرة المظلومين والمناضلين في البحرين التي لا تزال محتلّة من قبل قوّات نظام بني سعود.
ثالثًا: المجتمع الدوليّ والمنظمات الأمميّة إلى تحمّل المسؤوليّة الأخلاقيّة والإنسانيّة حيال إرهاب الدولة في البحرين، واستقوائها بجيش الاحتلال السعوديّ لقمع الشعب ومصادرة حقوقه المشروعة التي أقرّتها جميع الأعراف القانونيّة والمواثيق والعهود الدولية، ولارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضدّ الأعراض والمقدّسات والحريات الدينيّة، حتى بات من حقّ الشعب وفق منهجيّته القرآنيّة اتخاذ الوسائل المشروعة كافة للدفاع المقدّس عن العرض والنفس، ومقاومة إرهاب الدولة الممنهج، وهي فطرة إنسانية تقرّها كلّ الشرائع السماويّة، وليست إرهابًا كما يدّعي الكيان الخليفيّ المجرم وداعموه، وتروّجه الماكنة الإعلاميّة لنظام بني سعود الإرهابيّ.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، وثبّت لنا ولهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عن:ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 م
البحرين المحتلة