حیّت القوى الثوریّة المعارضة في البحرين جماهير الشعب البحرينيّ على مشاركتهم الواسعة والفاعلة في إضراب الإباء، وأكدّت أنّ الإضراب حقّق نجاحًا كبيرًا، ورسم ملامح المرحلة القادمة مع دخول الثورة عامها الخامس «عام الصمود والمقاومة».
وقالت في بيانها الذي أصدرته يوم أمس السبت 14 فبراير/ شباط 2015: زمجرت الميادين، ورفرفت أرواح الشهداء، لترمق ملحمة الإباء، فتزيدُها وهجاً، وثباتاً، وعنفواناً، فتلتحم جماهير المحرّق والدراز والنويدرات وباربار، والبلاد القديم، ورأس رمان والدير، والمنامة، والنعيم، والبلدات الصامدة، ويلتحم الوطن من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه، وتعلو صرخات «الله أكبر» و «يسقط حمد» و «الشعب يريد إسقاط النظام»، فيتخبّط الطاغي الذي كان يحسب أنّ يوم ذكرى الثورة سيمرّ مرور الكرام، أو أنّه قادر على أن يخنقها بأسلاكه الشائكة ومرتزقته وحصاره لمناطقنا، وقد غاب عن هذا الطاغي أنّ هذا الشعب لن يعجز؟!، وما فقه أنّنا شعب نحيا بمقولة «أقتلونا فإنّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر»؟!.
وفي ذكرى الثورة المجيدة، وفي بيانها هذا وجّهت القوى الثوريّة المعارضة «ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، تيّار العمل اﻹسلاميّ، حركة خلاص، حركة أحرار البحرين، حركة حقّ، تيّار الوفاء الإسلاميّ» الرسائل التالية:
الرسالة الأولى:
لقد خطّت جماهير شعبنا الأبيّ ملحمة ثوريّة عظيمة تمثّلت في الاستجابة الكبيرة لنداءات الإباء عبر المشاركة الفاعلة الملحميّة في فعاليّات إضراب الإباء، فصنعت مفخرة أخرى من مفاخر شعبنا الأبيّ المقاوم.
وبعد تقديم شكرها لأبناء البحرين خاطبت القوى الثوريّة الشعب قائلة: أيّها الشرفاء الأحرار، لقد لاحت بيارقكم خفّاقة أبيّة، ولقد حقّقتم حراكاً شعبيّاً هائلاً جعل مرتزقة الطاغية حمد تصرخ وتتيه أمام صمودكم، وأنتم الشعب الأعزل من السلاح والعتاد، لكنّكم بإيمانكم ورسوخ عقيدتكم الدينيّة والوطنيّة خرجتم ولبّيتم النداء، وشاركتم شيباً ورجالاً ونساءً وأطفالاً وعلماء، ومن كلّ شرائح المجتمع، لتعلنوا أنّكم ها هنا واقفون، أنّكم لا تستسلمون، ولا تسأمون الجهاد والعطاء، ولا يرهبنّكم الطاغية وجنده الجبناء.
وأمّا الرسالة الثانية التي وجهتها القوى الثوريّة المعارضة البحرينيّة فقد تناولت البعد الاستراتيجيّ في الحراك الثوريّ، وفي إشارة لها إلى التطوّر النوعيّ لثورة الشعب البحرانيّ الأبيّ قالت:
لقد ولدت هذه الثورة منذ اليوم الأول وهي شعبيّة بامتياز، وحتى بعد القمع الوحشيّ للمعتصمين في ميدان الشهداء «دوار اللؤلؤة»، لم تقتصر الثورة على الاحتجاجات المناطقيّة بل سارت في تطورها نحو الفعاليات المركزيّة الكبرى، ثمّ الحراك الثوريّ الشعبيّ الواسع وهو لبّ ثورة الرابع عشر من فبراير المجيدة وروحها، وهو الرهان الذي يحاول الكيان الخليفيّ وأسياده الإقليميّين القضاء عليه، لكنّهم فشلوا وما زالوا يفشلون في ذلك، بينما يتعزّز الحضور الشعبيّ الواسع رغم القمع البربريّ والإرهاب الخليفيّ المنظّم، المدعوم بقوّات الاحتلال السعوديّ ورعاة الاستكبار العالميّ أميركا وبريطانيا.
وفي رسالتها الثالثة التي تمركزت حول تواطؤ الدول الغربيّة والأمريكان أوضحت القوى إنّه قد لاحت في الأفق تباشير تهاوي التعويل على المنظومة الغربيّة والعلاقات العامة مع سفارات الدول المتآمرة على شعبنا ما يعزز ترسّخ حالة الوعي الجماهيريّ، وتوكّل الجماهير على الله وما يملكونه من حضور فاعل ودور أساسي، فلا يمكن أن يكون الذئب حملاً وديعاً.
ولقد كان واضحاً أنّه منذ حضور المسؤول الأمريكيّ «فيلتمان» في مارس 2011 م أنّ هذه الدول تتواطأ على ثورة شعبنا المظلوم وتخطّط لسحقها وسحق طموحات شعبنا في الحريّة والكرامة والاستقلال وتقرير المصير، وتجلّى هذا بوضوح بعد المواقف المخزية من البريطانيّين والأمريكان، إضافة إلى الصمت الدوليّ المخزي والاكتفاء بمشاهدة جرائم الكيان الخليفيّ وانتهاكاته الجسيمة، بينما يقدّم له الدعم والغطاء السياسيّ من تلك الدول المتواطئة الخائنة لقيم العدالة والحريّة وحقوق الإنسان.
وأمّا الرسالة الرابعة التي تضمّنها بيان القوى الثوريّة المعارضة فكانت بشأن السجناء اﻷبطال، وأكدت فيها أنّ السجناء المغيّبين قهراً خلف قضبان العدوّ الخليفيّ وفي سجونه الظالمة يصنعون الملاحم، ويواصل الكثير منهم دوره في المقاومة والعطاء، ويشاركون شعبهم محنته، وهم محلّ فخرنا ومصدر إلهام، ولا بدّ أن يتحرّروا، وخيارات الشعب وقواه الحيّة لتحريرهم مفتوحه ومشروعة، ولابدّ لنا من التفكير لتخليصهم من براثن السجون الطائفيّة المقيتة والتعذيب الممنهج والمحاكم التي يقودها أشباه الرجال الطائفيّون الذين لا يملكون ذرّة عدالة أو ضمير.
وفي رسالتها الخامسة شدّدت القوى الثوريّة على أنّها مستمرّة في حراكها، ووفيّة لعهدها، مردفة:
نوكّد على الاستمرار في الثورة، هذا عهدنا كقوى ثوريّة معارضة، لن نتخلّى عن شعبنا وعلمائنا وحرائرنا وجرحانا ومطاردينا ومنفيّينا، سوف تبقى الثورة أمانة في أعناقنا ندافع عنها مع شعبنا الأبيّ المقاوم، ولن يستطيع الكيان الخليفيّ بعون الله القضاء عليها ما دامت بعينه وفي كنفه ورعايته، وهو من يهيّئ لها شعباً مقاوماً صامداً لا تهزّه الهزّات ولا يثنيه عن قيمه وعطائه إرهاب أو زمجرة من طاغية مستبد.
وأمّا الرسالة الأخيرة التي وجهتها القوى الثورية المعارضة في بيانها فكانت حول ضرورة التأهّب للاستحقاقات الكبرى حيث قالت:
نهيب بأبناء شعبنا الأبيّ بمختلف فصائله وتيّاراته وانتماءاته، بالاستعداد والجهوزيّة للاستحقاقات الكبرى القادمة، من أجلِ إنزال الهزيمة بالعدوّ الخليفيّ والمحتلّ السعودي، كما نؤكّد على أهميّة تعزيز وتكريس المفاصلة التامّة مع كيان العدوّ الخليفيّ، الذي لم يترك جرماً إلا وارتكبه، فمعاً يا أبناء شعبنا نحو إسقاط كيان العدو الخليفيّ، وبناء النظام السياسيّ الجديد وفق ما آلت إليه نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى في شهر نوفمبر من العام الماضي.