أصدر ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم أمس الأحد ( 8 ديسمبر / كانون الأول 2013 م )البيان الخِتامي للتظاهرات الثوريّة التي عمّت البحرين خلال الأيام الماضية بالتزامن مع ما يسمّى بحوار المنامة.
نصّ بيان الائتلاف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا وقائد مسيرتنا محمّد صلى الله عليه وعلى أهل بيتهِ الطيبين الطاهرين، وعلى صحبهِ المُنتجبين.
قال الله سبحانه في محكمِ كتابهِ المبين:" وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ".. صدق الله العليُّ العظيم.
إخوتنا وأخواتنا في الله، يا شعب الثّائرين، السلامُ عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
بادئ ذي بدء، نتقدمُ بالتحيّة والتقدير لكم يا شعب الثّائرين، على ما بذلتموهُ من جهودٍ ثوريّة متصاعدة بِالتزامنِ مع انعقاد ما يُسمّى بـ(حوار المنامة)، والتي أوصلتم منْ خِلالها رسالتكم الواضحة للمجتمعين في هذا الحوار المزعوم، بأنّكم متمسّكون بأهداف ثورتكم التي سقيتموها بدماءِ شهدائكم، وبجراحاتِ جرحاكم، وبعذاباتِ أسراكم ومطارديكم، وبدموع الأمهات الثكلى، وهنا نودُّ التأكيد على بعض النقاط الهامّة حول المستجدات الأخيرة:
أولاً: لقد ثبت لنا من خِلال التجارب الكثيرة والمريرة مع كيان العدو الخليفيّ، أنّهُ كيانٌ غاصب عصيٌ على الإصلاح، وهذه القناعة تترسخُ يوماً إثر يوم مع تصاعد الجرائم البشعة التي يرتكبها الديكتاتور حمد بحقِ النساء والأطفال والرجال والشباب من أبناء شعبنا البحرانيّ الصابر المقاوم، إذ لم يترك هذا الديكتاتور المستبدّ جُرماً قبيحاً إلا وارتكبه، فهدم المساجد، وانتهك حُرمة الأعراض، وقتل الأجنّة وهم في بطون أمهاتهم، وحرق كُل الجسور التي كانت بينهُ وبين الشعب، لذلك نقول بشكلٍ واضح وقاطع، إننا ماضون نحو تحقيق الحلّ الحقيقي للبحرين وشعبها الكريم، ماضون نحو تحقيق السعادة الحقيقية لأبناء شعبنا عبر إنهاء الحكم الديكتاتوريّ الفاسد، وبناء البحرين الجديدة التي يتساوى فيها جميع المواطنون، وتوزّع ثرواتها وخيراتها بالعدل والإنصاف على كلِ فردٍ من أفراد الشعب دون تمييزٍ ولا طائفية.
ثانياً: نُؤكد اليوم مجدداً على الدعم الكامل والمساندة القويّة لِخيار المقاومة المشروعة، ونتقدمُ بالتحيّة لشباب المقاومة، الذين نذروا أنفسهم في الدفاعِ المقدّس عنْ حُرمةِ الأعراض والمقدّسات والذودِ عن تراب الوطن، والعمل على طرد المحتلّ السعودي، فقدموا على هذا الطريق الشائك قادةً عظماء أرخصوا أغلى ما يملكون في سبيلِ عزّة الإسلام والمسلمين، وغادروا الدنيا شهداء سُعداء بما نالوا من الدرجات الرفيعة.
ثالثاً: إنّ العدو الخليفيّ يترنّح اليوم ضعفاً وهواناً، لذا فإنّه يسعى جاهداً الالتفاف على أهداف الثورة عبر تقديم الفتاتِ لكم، ولكن يا أبناء شعبنا العزيز، ثقوا بالله العليّ القدير، أنّ عدوكم يتألم كما تتألمون، ولكنكم ترجون منَ الله ما لا يرجوهُ عدوكم، فصبراً صبراً يا شعب الكرامة، لا تستعجلوا في قطفِ الثِمار قبل نضوجها، تمسّكوا بالنهج الحُسيني، وأعلنوها مدوّية كما أعلنها إمامكم الحُسين (عليه السلام)، ارفعوا قبضاتكم عالياً، ارفعوا قبضاتكم جميعاً، واهتفوا بهتاف إمامكم الحُسين، لِتدوّي الحناجر بأعلى الصرخات : هـيـهـات منّا الذلة.
ختاماً: نهيب بجماهير شعبنا الأبيّ بالاستعداد لأوسع مشاركة في الفعالية الكبرى يوم السادس عشر من شهر ديسمبر الجاري تحت شعار " يسقط حمد"، والتظاهرة السنويّة الكبرى وسط العاصمة المنامة يوم السابع عشر من ديسمبر بمناسبة عيد الشهداء تحت شعار " شهداؤنا مشاعلُ الحُريّة "، كما ندعو للاستعداد والتهيؤ لاستقبال العام الثوريّ الجديد، والذكرى السنويّة الثالثة لثورتنا المجيدة، فلا مكان للتراجع للوراء، ولن نقبل بحياة العبيد، ونُرددُ اليوم ما قالهُ ذلك الشاعر الثّائر " إسْمع ولا تمنع بنا بوح الكلام .. إنّا نرى حلاً بإسقاط النظام " .. على هذا الطريق نمضي حتى ننال إحدى الحُسنيين، وما النصرُ إلا من عند الله.
اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير.
الأحد 8 ديسمبر / كانون الأول 2013م.
البحرين المحتلة.