لقد وجّه الثوّار لكم يا مرتزقة النظام الخليفيّ الساقط الإنذار تلو الإنذار، بكافةِ لغاتكم، إلقاءً للحجة وإمعاناً في الحلم والرويّة، فما ازددتم إلا إصراراً على الغيّ والفساد، فلا نفع معكم منطق الإحسان والإنسانيّة، ولا استحييتم من هذه الأرض التي دنّستموها بجرائمكم الدنيّة، بل تجاسرتم كالوحوش الكاسرة على مناطقنا وبلداتنا وأهلنا، سفكاً، وقتلاً، ودهساً، وحرقاً، ونهباً، وسلباً، كديدن العبيد المرتزقة منزوعي الضمير، تتخذون دماءنا حلاً، وأعراضنا سبياً، ومساكننا نهبةً، وأرزاقنا مغنماً، فاليوم تذوقون وبال فعالكم مغرماً، وتعلمون أن الصمت فيما مضى عنكم كان حلماً وأناة وليس ضعفاً أو عجزاً، وقد مسّتكم بالأمس بعض نيران راية الدفاع المقدّس، وما تلك إلا سورة الفاتحة.
فاقبلوها منا، نصيحةً لا تاليَ لها وإنذاراً أخيراً لنْ يتكرر، اجمعوا رحالكم وغادروا بلدنا بأيديكم الملطخة بدمائنا، وعاركم الذي لنْ يُرحض إذا رضيتم بالارتزاق على دمائنا وأرضنا، غادروا إن كنتم حريصين على أرواحكم، ولا تقبلوا بأن تتخذكم العصابة المجرمة الفاقدة للشرعية أدوات قمع وقتل للأبرياء، فلستم سوى درع تتحصن وراءه وتحفظ به عرشها المتهاوي، وقد عقد شعبنا العزم على تقويض هذا العرش على رؤوس أصحابه،وأنتم أول بيادق السقوط وأرخصهم ثمناً عند العصابة الحاكمة التي لنْ تتردد لحظة في التبرؤ منكم وتسليم رقابكم للقطع دون رقابها إذا ضاقت حولها الدوائر.
ونوجّه في السياق ذاته دعوةٌ صادقةٌ إلى شعوبكم وسفارات بلدانكم بأن تُسارع إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنديد باستخدام مواطنيها مرتزقة قتلٍ وقمع في وطننا، ولسحبهم من الأجهزة الأمنيّة كافة حفاظاً على سلامتهم، وإلا فإنّنا بعد هذا البيان والإنذار في حلٍ مما قد يتعرضون لهُ في سياق الدفاع المقدّس عنْ العِرض والأرضِ والنفس والمقدّسات.
أما أنتم أيّها الثوّار الأحرار فبوركت قبضاتكم الثائرة وطهُرت الأرض التي عنها تذودون، فلا لوم عليكم اليوم ولا تثريب إن أخذتم حقّكم بأيديكم في سياق الدفاع المقدّس، ودافعتم حتى الاستشهاد عنْ عِرضكم وأرضكم، فالعالم بأسره- اليوم – يشهد لكم بأنّكم شعبٌ حر لا يقبل الضيم والمهانة والانكسار، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
صادر عنْ : ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 25 يناير / كانون الثاني 2012 م