قالت الإعلاميّة اللبنانيّة المناضلة «الأستاذة بثينة علّيق» إنّ البحرين نموذج البصيرة منقطع النظير حيث لا تشتبه السبل ولا تضلّ الطرق، وشعب البحرين هو الشعب المظلوم الذي لم تنسه قساوة الاضطهاد والتعسّف قضايا الأمّة، وبقي على الرغم من كلّ المعاناة صلبًا وواضحًا وجريئًا في نصرة القضيّة المركزيّة للعرب والمسلمين والمستضعفين «فلسطين».
وأضافت في كلمتها في المهرجان الخطابي العاشر الذي أقامته الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الجمعة 14 أبريل/ نيسان 2023 تحت شعار «الضفة درع القدس»، إنّ إحياء البحرين ليوم القدس العالميّ هو مؤشّر على الوعي الاستثنائي لحراك 14 فبراير بحقيقة أزمة العالم العربيّ والإسلاميّ، وهذه أزمة الحريّة والعدالة والكرامة والتنمية والنهوض والحكم الرشيد والدولة الحاضنة لأبنائها في كافة بلداننا، سببها الرئيسيّ والأساس هو النظام العالمي الذي أرسته نتائج الحربين العالميّتين الأولى والثانية في المنطقة، والذي جعل من الكيان المؤقت منصّته العسكريّة من أجل إرهاب الشعوب وإخضاعها وتطويع الأنظمة وفرض الخانعين لهم حكّامًا على الناس.
وقالت علّيق «اليوم نحيي يوم القدس الشريف في ظلّ تحوّلات استراتيجيّة ومفصليّة في منطقتنا والعالم، فعلى مستوى المقاومة هي أكثر تجذّرًا وتعمّقًا في نفوس الشعوب التي رأت بأمّ العين حقيقة أنّ هذا العدوّ أوهن من بيروت العنكبوت، لقد تراكمت خيبات الكيان المؤقت وهزائمه منذ أن حدث التحوّل الاستراتيجيّ في منطقتنا والمتمثّل في انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران وما تلاه من إنجازات في لبنان وفلسطين واليمن والعراق».
وأكّدت أنّ هذا العدوّ يعيش اليوم واقعًا استراتيجيًّا سيئًا لأنّه محاط بقدرات مقاومة من الجنوب والشمال وأمامه دول إسلاميّة قويّة عزيزة مقاومة وثابتة، وتشكيلات مجاهدة في أكثر من وطن عربيّ وإسلاميّ، إضافة إلى وعي متقدّم لدى شعوب العالم الإسلاميّ، وشعب البحرين يمثّل نموذجًا رائعًا لهذا الوعي حيث أسقط بثباته وتضحياته كلّ مفاعيل التطبيع مع عدوّ الأمّة.
ولفتت الإعلاميّة اللبنانيّة إلى أنّ هذه الانتصارات أدّت إلى تكريس الانقسامات في داخل كيان العدو، وهذه الانقسامات حقيقيّة وعميقة جعلته في أزمة وجوديّة فعليّة، وأمّا على المستوى العالميّ فإنّ رياح التحرّر تهبّ من أكثر من اتجاه، ومعالم ضعف الولايات المتحدة والغرب تزداد، وقبضتها تتراخى وتتلاشى شيئًا فشيئًا، وكلّ ذلك يشكّل للمنطقة أملًا ورجاءً بأن تشهد عامًا جديدًا ينحو نحو العدالة والأمن والسلام.
وشدّدت علّيق على أنّه في ظلّ هذه التحوّلات تحتاج شعوب المنطقة إلى المزيد من الجهد والعمل، فهذا الوضع يحتّم على الجميع مسؤوليّة أكبر من أجل مواجهة هذا العدوّ الذي سيستشرس من أجل الحفاظ على مكتسباته.
ووجّهت رسالة خاصّة لحرائر البحرين قائلة: «أنتنّ تمثّلن أحرار البحرين، أنتنّ لؤلؤ البحرين المضيء، وأنتنّ بنات آية الله قاسم والشيخ علي سلمان تمثّلن كلّ الأبطال والمجاهدين، أنتنّ أهل البلاد الحقيقيّين والتاريخيّين، وشعلة مضيئة في عالمنا الإسلاميّ، إحياؤكنّ ليوم القدس حجّة على كلّ المستضعفين بأنّه مهما كانت الظروف قاسية وصعبة فإنّ النظرة الشاملة والرؤية الواسعة يجب أن تبقى عماد فكرنا وحركتنا، وهذا ما يجعل من جهادكنّ جهادًا حيًّا مستمرًّا قويًّا حاضرًا ونصركنّ قريب بإذن الله».
ولشعب فلسطين وأهلها الصابرين والصامدين في القدس والضفة وغزّة ويافا وحيفا واللد وأم الفحم والجليل والناصرة والنقب كانت رسالة الإعلاميّة اللبنانيّة بثينة علّيق عبر المهرجان الخطابي النسويّ في البحرين: «إنّ النصر صبر ساعة فاثبتوا وجاهدوا وقاتلوا والملتقى قريبًا في بيت المقدس لنصلّي سويًّا».