قال مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي» إنّ الشهيد المنسي «مزاحم عبد الحميد الشتر» هو شهيد المنامة وفلسطين والنبطيّة، وهو «مقاوم على طريق القدس» استشهد لأجل فلسطين منذ نحو 40 عامًا.
وأوضح في حلقة يوم الثلاثاء 21 يونيو/ حزيران 2022، من برنامج بانوراما اليوم الذي تقدّمه الإعلاميّة «منار الصباغ» على قناة المنار الفضائيّة أنّ الشهيد مزاحم من أوائل الذين انضمّوا إلى محور القدس بوجدانهم وشعورهم وحياتهم، وكان لا يؤمن إلّا بالكفاح المسلّح لتحرير فلسطين من براثن العدوان الصهيونيّ، وما إن قدم هذا العدوان إلى لبنان حتى كان من أوائل من شاركوا، مع عدد من البحرانيّين، بعضهم قد استشهدوا، حيث رفض نظام آل خليفة بقيادة الحاكم المطبّع الصهيونيّ «حمد بن عيسى» الذي كان وزير الدفاع آنذاك، وبطلب من الضابط البريطانيّ «إيان هندرسون»، استقبال جثمان الشهيد في البحرين.
وأضاف العرادي أنّ الشهيد مولود في حيّ من أحياء المنامة يدعى «فريق الحطب»، وهو حيّ يعدّ قوميًّا، لا يعرف أهله الطائفيّة، والشهيد لم يكن يؤمن بالحدود الجغرافيّة المصطنعة، فثورة الإمام الخمينيّ «قده» التي أعزّت الإسلام والمسلمين تركت الأثر الكبير في نفسه.
وعن إحياء ذكرى الشهيد بعد 40 عامًا على استشهاده، أكّد الدكتور العرادي أنّه يحمل في مضامينه رسائل مهمّة، ولا سيّما لنظام آل خليفة المتصهين الذي أراد تصدير الصوت البحرانيّ والقرار الشعبيّ، وإيهام العالم أنّ شعب البحرين موافق على التطبيع، بينما هو داخل الأسوار الخليفيّة فقط، داخل قصر الصافريّة والرفاع، ولكن خارج هذه الأسوار يوجد شعب بأكمله، سنّة وشيعة، يرفض هذا التطبيع.
ولفت إلى أنّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أقام حفلًا تكريميًّا للشهيد في بيروت مع الفصائل والقيادات الفلسطينيّة، وذلك ليري العالم هويّة شعب البحرين الحقيقيّة وتاريخه، فالشهيد مزاحم يمثّل روح شعب البحرين وقلبه ونبضه، وجيل اليوم الذي يهتف فلسطين قد تربّى على ذكرى هذا الشهيد الذي كان في السابعة والعشرين من عمره، ولكنّه لم يؤمن بما دون فلسطين، وكان حلمه أن يكون في القدس ويصلّي في فلسطين.
ونوّه العرادي إلى أنّ من أهداف هذا اليوم إيصال رسالة إلى من يظنّ أنّ شعب البحرين سيتنازل عن فلسطين مفادها أنّ قوى المعارضة في البحرين والشعب بأكمله يؤمنون بأنّ فلسطين هي الهويّة، وأشار إلى أنّ السلطان القاسمي أراد آنذاك أن يسمّي أحد شوارع الشارقة باسم الشهيد الحركيّ «صالح»، وبالفعل اتخذ القرار، لكنّ آل خليفة ضغطوا لمنع ذلك.
وشدّد على أنّ الشهيد مثال حيّ لرفض شعب البحرين أن تكون المنامة أرضًا للصهاينة أو أن تقبل التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، ففي الثمانينيّات وعلى الرغم من كلّ المخاطر آنذاك اتّخذ قرار التوجّه إلى جنوب لبنان ليقاتل في الصفوف الأولى، فكان تجسيدًا لكلّ بحرانيّ شريف، وهو لا يمثّل «حمد بن عيسى» الذي تربّى على أن يكون عرّابًا للصهيونيّة، لذا فإنّ سياسته استفزازيّة فهي تقوم على التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، وما التشكيل الوزاري الجديد إلا انعكاس على ذلك فهو تشكيل على القياس الصهيونيّ، فالحكومة أصلًا غير منتخبة من الشعب وغير شرعيّة وبرنامجها الأساس التطبيع.
وأشار العرادي إلى محاولة النظام الخليفيّ إخفاء أثر الشهيد «مزاحم الشتر» ، معلنًا أنّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير سيدشّن قبرًا رمزيًّا وروضة رمزيّة للشهيد في المنامة، حيث يعمل على ذلك رغم كلّ التحديات والظروف.
وختم العرادي بالقول إنّ حكّام آل خليفة أعادوا مسلسل استهداف النساء من جديد، وذلك عبر اعتقال المواطنة «فضيلة عبد الرسول» وزوجها وشقيقه لتنفيذ حكم جائر بحقّهم بالسجن لمدّة سنة على خلفيّة سياسيّة، كما ذكر أنّ الناشطين والناشطات يتعرّضون للمضايقات والضرب والإهانات مع التهديد بعدم فضح ذلك، واعتقال فضيلة هو استهداف علنيّ لهؤلاء.