يكيل النظام الخليفيّ بمكيالين في سياسته القمعيّة بحقّ قسم من أبناء الشعب، فبينما يغضّ الطرف عن تجمّعات تخدم مصالحه، يرى في إحياء مناسبة دينيّة أو تشييع شهيد مخالفة لإجراءات التباعد الاجتماعيّ، تستحق الملاحقة والاعتقال.
فبعد أن توعّد المدعوّ نائب رئيس الأمن العام بملاحقة المواطنين الذين شاركوا في عزاء الشّهيد «حسين بركات»، بذريعة خروجهم بمسيرة غير قانونيّة باتجاه المقبرة، لما يعرف بـ«كسر الفاتحة»، أكّد أنّ «الشرطة» قامت بتطبيق الضّوابط القانونيّة المقرّرة في مثل هذه الحالات، حيث أمرتهم بالتفرّق، لافتًا إلى أنّ العمل جارٍ على اتّخاذ الإجراءات القانونيّة المقرّرة بحقّ المخالفين- بحسب تعبيره.
وفي هذا السياق استدعى النظام الخليفيّ رئيس المجلس الإسلاميّ العلمائيّ السّيد «مجيد المشعل»، والرادود «جاسم جعفر جاسم» للتحقيق، وأفرج عنهما لاحقًا.
إلى ذلك أوقف الناشط الأستاذ «علي مهنا» لمدّة أسبوع على ذمّة التحقيق، بسبب نشره كلمة «الشّهيد المظلوم»، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعيّ، حيث وجّه له تهمة «إشاعة الفوضى والاضطرابات في البلد«.
كما أوقف «جعفر رمضان»، شقيق المحكوم عليه بالإعدام «محمد رمضان» لمدّة أسبوع، إضافة إلى الشبّان «حسين الخوخي، فاضل عباس، حسين علي جواد، محمد الموت، حماد أبو علي، السيّد هيثم»، بتهمة المشاركة في مسيرة «كسار الفاتحة»، وقد نقل الشبّان الستة إلى الحوض الجاف.
وقد استدعت أجهزة النظام أيضًا، عبر اتصال، الشاب «محمد عباس» من بلدة عالي لمركز التحقيق، وعند حضوره قرّرت توقيفه ليوم غد لعرضه على النيابة.
وكان مئات المواطنين قد خرجوا في مسيرات يوم السبت 12 يونيو/ حزيران 2021، من مختلف المناطق إلى مقبرة أبوعنبرة في البلاد القديم في ختام فاتحة الشّهيد «حسين بركات»، على الرّغم من استنفار عناصر المرتزقة وحصارها مسقط رأس الشّهيد بلدة الدّيه.
يذكر أنّ الشّهيد «حسين بركات» قد نُقل يوم الثلاثاء 8 يونيو/ حزيران إلى مستشفى السلمانيّة بعد أيّام من إصابته بفيروس كورونا، وأُدخل قسم العناية الفائقة ووُضع تحت التخدير الصناعيّ، على إثر انتكاسة مفاجئة في صحّته، ونقص الأوكسجين والتهابٍ في الرئة والصّدر، بعد الإهمال الطبيّ وحرمانه الرعاية الصحيّة في السّجن، حيث استُشهد يوم الأربعاء 9 يونيو/ حزيران 2021.