مشهد من المشاهد الملحميّة التي طالما ترافقت مع ذكرى عاشوراء ومعركة كربلاء، وإن اختلف الزمان والمكان.
هي قصّة السيّدة طوعة مع سفير الإمام الحسين (ع) إلى الكوفة مسلم بن عقيل، قصّة خلّدها التاريخ بأحرف من نور، وظلّت شاهدة على مرّ السنين والعصور على تحلّي أصحاب الضمائر الحرّة والنفوس الأبيّة بروح تضحويّة في أعلى مراتبها للدفاع عن الحقّ والعدالة ومقارعة الباطل والجور.
فالسيّدة طوعة رسمت مشهدًا جليلًا عندما تحدّت سطوة الحكم الأمويّ الظالم، غير مبالية بسيف بني أميّة الطاغية عبيد الله بن زياد.
فقد فتحت هذه الحرّة الشجاعة مصراعي باب دارها أمام مسلم بن عقيل، مرحّبةً به وموفّرة له مأوى آمنًا يقيه شرّ جنود الظلام والخيانة.
ولمّا أحسّت هذه الأبيّة الحرّة أنّ أزلام بني أميّة قد أحاطوا بدارها يريدون الفتك برسول سيّدها الإمام الحسين (ع) ويبغون الغدر به، مرّة أخرى لم تقصّر في الدفاع عن ضيفها الغالي، وراحت تشجعه وتسانده في مواجهة جند الغي الأمويّ وتذكّره ببطولات أسلافه الأباة.
لذلك ظلّ اسم طوعة على طول التاريخ مقرونًا بالوفاء وإيواء المطاردين من قبل الظلمة.
واليوم ونحن نخوض غمار مقارعة الكيان الخليفيّ الفاسد، ما أحوجنا إلى استلهام دروس الإباء والوفاء من هذه الأبيّة، لكي نفتح أبواب بيوتنا وأذرعنا لإيواء المطاردين من قبل الخليفيّ الظالم، ونؤمّن لهم ملجأً ومأوى آمنًا، كلّ حسب قدرته وإمكانيّاته.