تاريخ اليوم : 19 مارس 2024

المشاريع » رصد الاملاك المغصوبة

يرتبط ملف الاملاك المغصوبة بعدة ملفات اخرى بشكل وثيق، فهو جزءٌ اساسي من ملف التاريخ الشفهي للشعب البحراني، وشاهدٌ حي على مؤامرة الابادة الجماعية والظلم الذي مارسته عصابة آل خليفة منذ غزوهم للبحرين.

تزخر الكثير من المصادر المكتوبة اضافة للتاريخ الشفهي بنماذج كثيرة لهذا الملف الهام، فمثلاً يذكر مقيم الاستعمار البريطاني بلجريف في يومياته:

[29/4/1927م] سترة هي اكبر جزيرة بعدد من القرى مع الكثير من بساتين النخيل المصادرة من قبل الحكومة وتحديداً  من قبل احد اقرباء عائلة آل خليفة يدعى خالد، وهو الذي قتل عدة اشخاص بحرينين في سترة.

[24/10/1926م] خرجت بالسيارة لرؤية حديقة على طريق البديع كانت مزروعة من قبل بعض البحرينين قبل حوالي 30 سنة، ولكن الآن تاتي زوجة الشيخ عيسى الكبير لتبرز وثيقة صالحة بأن عيسى اهداها الارض قبل 20 سنة، لقد اعتاد على اعطاء الاراضي للناس دون حتى ان يكون يوماً قد رآها، وغالباً ما تكون ملكاً لاناس آخرين، ومن الطبيعي ان يكون مكروهاً من قبل البحرينين الذين هم الملاك الاصليون لهذه الجزيرة.

على الرغم من ان اغتصاب الاملاك لم يكن السمة الوحيدة للغزو الخليفي، الا انه حاز على اهمية كبرى لدى المؤرخين ليس لانها تكون بقتل اصحابها غالباً، بل لأن من يبقى حياً يتعرض لنكسةٍ اضطر البعض للهجرة عن الوطن، وهو ما يشير له المؤرخ العلامة الشيخ علي البلادي البحراني ( 1340 هـ ، 1921م) في التحسر على ما جرى على البحرين من الحوادث والاوصاب [انوار البدرين، ص51]:

واليوم قد لعبت بها
فالجهل فاش والفساد
وتبددت عن اهلها
املاكها غصب واهلوها

 

 

ريح الحوادث اي ريح
بها وكل هوى طموح
من كل منتحل قبيح
افانين النزوح

 

لم يتوقف غصب املاك شعب البحرين منذ الغزو الخليفي حتى ثورة 14 فبراير، والتي كان منها نُشر في ذات يوم الثورة المظفرة، حيث وجد رب اسرة نفسه مرمياً بالشارع بعد ان اقدم افراد مجهولون بالتعدي عليه بالضرب المبرح وطرده من منزله دون مبرر او مسوغ سوى ان المنزل اصبح ليس ملكك، وغادره فوراً لتجنب تعرضك للأذى اكثر [الوسط 14 فبراير 2011، ص11].