مرآة
البحرين (خاص): بعد عامين من ثورة 14 فبراير، نريد أن نسأل قادة ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عشرين سؤالاً، عما مضى في الثورة وعما يجري الآن، عن كل شيء، وعما يمكن أن يجري، عن الأمن، السياسية، الرؤية، النهج.. الطريق
طويل.. متعرّج، صعوداً وهبوطاً لكنك في النهاية تعرف الطريق ويمكنك أن تصل، لكن الطريق للوصول إلى قادة ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أصعب من الطرق الطويلة والمتعرجة.. «مرآة البحرين» تصل بعد منعرجات عدة إلى ائتلاف 14 فبراير، الإطار الناريّ والميداني الذي تساقط عشرات الشهداء في فعالياته التي تمتد بعدد أيام الثورة البحرينية ولياليها.. تجري حواراً شفافا وصريحا حول الرؤية وحول أهم المستجدات والأسئلة المطروحة عن الائتلاف.. في
هذا اللقاء، يتبين أنّ التصميم هو هو لم يتغير كأننا في عشية 14 فبراير، خجل كبير أمام عوائل الشهداء، تصميم لم يتغير كأننا لا نزال عند أسوار قصر الملك في الصافرية.. غضبٌ تشعر أنه لم يتفجر بعد على الرغم من كل الفعاليات، يتحدثون بلغة الثوار الهدف هو الهدف.. مطمئنين إلى حجم تواجدهم في كل المدن والبلدات.. يلعبون اللعبة الأمنية مع النظام على حدّ السيف… دون تلخيص لما قالوه، تتركم مرآة البحرين مع أسئلتها وإجابات قادة الائتلاف كما هي: مرآة البحرين: مرّ 22
شهراً على انطلاق ثورة 14 فبراير، كيف يقيم الائتلاف مراحل هذه الثورة بدءاً من انطلاق هذه الثورة مرورا بالضربة العسكرية ونزول قوات درع الجزيرة وصولاً إلى عودة الحراك هبوطا وصعودا خلال هذه الأشهر الطويلة؟ ائتلاف شباب 14 فبراير: يرى
الائتلاف أنّ الثورة في البحرين تختلف في بعض حيثياتها عن ثورات الربيع العربي والصحوة الإسلاميّة، ما يجعل موازين تقييمها تختلف بنسبة ما عن التقييم العام لأيّ ثورة أُخرى، سيّما إذا تحدثنا لجهة وجود محتل في البحرين هو الاحتلال السعوديّ البغيض الذي ارتكب جرائم بشعة بحقّ شعبنا وبحقّ مقدّساته، فضلاً عن الدعم الواضح للاستكبار العالميّ بزعامة أمريكا وبريطانيا للكيان الخليفيّ وتآمرهم المستمر والرامي لإطفاء شعلة الثورة من خِلال إتباع سياسة التضليل الإعلاميّ، ومدّهم المستمرّ للكيان الخليفيّ بالسلاح والخبرات الأمنيّة والاستخباراتيّة وتزويدهم بتقنيات الاتصال الحديثة لتتبع الثوّار ومحاصرتهم، وكلُّ هذا الحجم الكبير والواسع من التآمر الإقليميّ والدوليّ على الثورة، إلا أنّ ثورتنا قد نجحت في تجاوز العديد من الصعاب والعقبات والشدائد، ولم يخفت وهجها ولم يتوقف الحراك الثوريّ بل هو آخذٌ في التصاعد. وعليه، فإنّ تقييم
الائتلاف لثورة 14 فبراير في البحرين يقوم على ثلاثة أقسام بحسب مراحل الثورة الأساسية: المرحلة
الأولى: الاعتصام الجماهيريّ الكبير في ميدان الشهداء وما رافقهُ من توسيع رقعة الاعتصام باتجاه تقاطع مرفأ الحريّة (المرفأ الماليّ) وتنويع الحراك الثوريّ بمحاصرة بعض المراكز والمواقع الحساسة للكيان الخليفيّ مثل قصر الصافرية وديوان الديكتاتور حمد في الرفاع، فبالرغم مما حققته الثورة في هذه المرحلة من استقطاب شعبي ضخم شمل كافة فئات المجتمع وشرائحه منْ أطباء ومهندسين ورياضيين وإعلاميين ومعلمين ومنْ مختلف وعموم شرائح المجتمع، حيثُ أجمع الشعب بغالبيته على مطلب إسقاط النظام الخليفيّ المجرم، إلا أننا نعتقد أنه قد حصل تباطؤ في القيام بعدّة خطوات هامة كان يجب الإسراع في تنفيذها في ذلك الوقت، لتحقيق تقدم أكبر في مسار الثورة . المرحلة الثانية: الفترة التي فرض الكيان الخليفيّ فيها (قانون الطوارئ) واستقدامه جيش الاحتلال السعوديّ لإدارة البلاد بقوّة النّار والحديد، وشن حملة إرهابيّة – دمويّة واسعة النطاق لم يشهد لها تاريخ البحرين من مثيل، تزامناً مع غطاء ودعم دوليّ قادته أميركا وبريطانيا من أجل محاربة شعب أعزل من كلّ شيء إلا الإيمان بالله عزّ وجل والتوكل عليه، ولكن تعطش شعبنا – الأبيّ والمضحي – للتحرّر من النظام الخليفيّ الفاسد ومقارعة الاحتلال السعوديّ، شكّل الدعامة الأساسيّة للائتلاف في هذا المرحلة الصعبة من مراحل الثورة، فكانت قناعة الائتلاف راسخة في رفض تجميد الأنشطة والفعاليات الثوريّة، لأنّ في ذلك إطفاء لوهج الثورة ورضوخ للمحتلّ السعوديّ والكيان الخليفيّ، فكان التحرك الجاد نحو تأسيس الحراك الثوريّ السريّ داخل البلدات والمناطق، وكان للتسديد الإلهيّ الأثر البالغ في تجاوز أغلب المعوقات والصعوبات الأمنيّة، كما أنّ فيض دماء الشهداء الأبرار قد ألهم شعبنا الصبر والثبات للنهوض والاستمرار، ففي خضم معترك هذه المرحلة الحساسة جداً من عمر الثورة دشن الائتلاف منعطفاً جديداً من الحراك الثوريّ تحت عنوان ( الدفاع المقدّس) طبقاً لما شرعته ديانات السماء والقوانين الوضعيّة في حقّ الشعوب أن تدافع عن نفسها وأرضها وعرضها ومقدستها بكافة السبل الممكنة والمتاحة، ليؤسس هذا المنعطف البداية الفعلية لإفشال مؤامرة إخماد الثورة، وإسقاط نظريّة القضاء على الثورة عبر استخدام القبضة العسكريّة والأمنيّة. المرحلة
الثالثة: تأتي بعد إفشال مشروع (قانون الطوارئ) وصمود شعبنا أمام وحشية المحتلّ السعوديّ وعنجهية مرتزقة الكيان الخليفيّ، الأمر الذي أجبر هذا الديكتاتور حمد على الاعتراف بهزيمته وإصدار قرار رفع العمل بـ (قانون الطوارئ) في الأول من يونيو/حزيران 2011م، بعد ما كانت وسائله الإعلاميّة تروج عن الرغبة في تمديده بهدف محاصرة الشعب والثوّار والقضاء على الثورة. فشكّل هذا الانتصار
الشعبيّ على آلة القمع والقتل الدافع الأهم والاستراتيجي ليمتد لهب الثورة وزخمها الجماهيريّ بشكلٍ واسع وملحوظ في أنحاء البحرين، فحاول الكيان الخليفيّ الالتفاف على الثورة مجدداً عبر الترويج الإعلاميّ الرخيص لمزاعم (الحوار) تارةً، ورفع وتيرة القمع والقتل والتنكيل تارةً أخرى، وتشكيل ما يسمى بـ (لجنة بسيوني) تارةً ثالثة، ومع فشل كلّ هذه الخطوات الماكرة، واصل سعيه الدؤوب لشقّ وحدة الشعب من خلال إثارة الفتن الطائفيّة والسياسيّة، ولكن بفضل الله تعالى وتسديده، ووعي شعبنا بثورته وأهدافها، وثبات شبابنا الثوريّ في ميادين العزّة والكرامة فقد فشلت كلّ تلك المخططات وأسقطت المؤامرات الخبيثة التي حيكت في الغرف المظلمة. أمام هذا الموجز
السريع للمراحل الثلاث من ثورتنا فإننا في الائتلاف متفائلون كثيراً بمستقبل الثورة، ومؤمنون بالتسدّيد الربانيّ أولاً، وواثقون من صمود شعبنا وثباته ثانياً، ونُؤكد ثالثاً أنّ قبضات شبابنا الثوريّ ستوجّه الضربات تلو الضربات لهذا الكيان الخليفيّ، ما يجعلنا مطمئنين بأنّ ركب الثورة يسير بالاتجاه الصحيح والإيجابيّ نحو إسقاط الكيان الخليفيّ المجرم وتقرير المصير. المرآة: نشرت مرآة البحرين
معلومات خاصة ومؤكدة حول اجتماع أمني في مجلس العائلة الحاكمة اختص بموضوع “ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير” والحرب الأمنية التي خاضتها الأجهزة الأمنية ضده نجاحا وفشلا، هل لكم أن تخبرونا من جهتكم ببعض أساليب الحرب الأمنية التي دارت بينكم وبين الأجهزة الأمنية؟ الإئتلاف: إن الكيان الخليفيّ
يخوض في الواقع معركةً شرسةً مع الشعب بأكمله وما كوادر الائتلاف الذين هم من أبناء شعب البحرين الأبيّ إلا جزءاً من هذه المعركة، وقد عاهدوا الله والشهداء أن يكملوا المسيرة حتى النهاية. وأنّ هذا الاجتماع
المذكور في سياق السؤال ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فالمعركة مع الكيان الخليفيّ باتت مفتوحة على كافة الصعد بما فيها الجانب الأمنيّ والاستخباراتي، وقد كان للأميركان والبريطانيين دور بارز على هذا الصعيد عبر تزويد أجهزة القمع الخليفيّة بخبرات بشريّة متمرسة في التحقيق والاستجواب، وتزويدها بتقنيات ووسائل متقدمة في عالم الاتصالات والتعقب والرصد، وتجنيد العملاء من ضعاف النفوس، وغيرها من وسائل الاستخبارات والتحري التي تهدف لإيقاع الشباب الثوريّ والكوادر النشطة في البلدات، ولكن بفضل الله تعالى ووعي شبابنا الثوريّ والمجاميع المنظمة فقد فشلت الكثير من محاولات الكيان الخليفيّ باختراقها أو اعتقال أفرادها وما شابه ذلك، وهذا بحد ذاته يشكل نجاحاً متقدماً لشبابنا الثوري والمجاميع في بلدٍ صغير كالبحرين يصعب فيه التخفي، بل في الكثير من المراحل تمّ اختراق أجهزة الكيان الخليفيّ ومنظومته الأمنيّة ذاتها وإذلال عناصرها وتوجيه ضربات موجعة لها، وتوجد العديد من الأمثلة والشواهد في هذا السياق قد لا تسمح ظروف هذه المرحلة من الثورة بالكشف عنها حالياً. المرآة: يقال إن الائتلاف نجا من
محاولات اعتقال كثيرة واختراقات أمنية، هل لكم أن تطلعونا ولو على جزء يسير منها؟ الائتلاف: نكتفي بالإجابة
الواردة على السؤال السابق. المرآة: تم اتهام المعتقل محمد
المغني وهو شاب من قرية العكر بأنه أحد أعضاء ائتلاف شباب 14 فبراير، هل فعلا هو أحد أعضاء قيادة الائتلاف؟ الائتلاف:توجد العديد من حالات
الاعتقال في أوساط الشباب الثوريّ تمّ توجيه تهمة الانتماء التنظيميّ للائتلاف لهم، ولعل الأبرز إعلامياً في هذا الصدد الأخ الأسير محمّد المغني، وجميع هؤلاء الأخوة قد خضعوا لتعذيبٍ ممنهج وذلك بهدف انتزاع اعترافات كاذبة وتلفيق تهم ومسرحيات من نسج خيال أجهزة الإرهاب الخليفيّة، والتي هي بالمناسبة ليست جديدة على شعب البحرين، فقد سئم شعبنا مثل هذه المسرحيات والبهرجات الإعلاميّة التي تبحث – لا أكثر ولا أقل – عن إنجازات وبطولات وهميّة تخدع بها نفسها ومؤيديها أنّها قد حققت شيئاً على المستوى الأمنيّ والاستخباراتي بعد سلسلة الإخفاقات الطويلة أمام وعي شبابنا ومجاميعنا الثوريّة. المرآة: هناك سؤال تقليدي يثار
في أحاديث البحرينين ونحن نوجهه لكم، لماذا لم تستطع الدولة القبض على قيادة الائتلاف؟ الائتلاف: نكتفي بما ورد في
الإجابة على السؤال الثاني. المرآة: هل حياة قادة الائتلاف
حياة طبيعية ضمنها الذهاب للعمل والدراسة أو والاهتمام بالأسرة إن وجد، أم حياتهم موقوفة فقط لهذه الثورة؟ الائتلاف: كما أشرنا في جوابٍ
سابق أنّ شباب الائتلاف وكوادره هم من أبناء شعب البحرين المضحي والمعطاء بلا حدود في سبيل تحقيق أهداف ثورته، وأنهم قد عاهدوا الله والشهداء أن يستمروا حتى تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في إسقاط النظام الخليفيّ ونيل حقّ تقرير المصير، وهم مؤمنون بأنّ عليهم مسؤوليّة شرعيّة وأخلاقيّة ووطنيّة تجاه ثورتهم وشعبهم ووطنهم تتطلب التضحية. المرآة: في أحد تصريحات وزير
العدل قال إن المتحدث باسم الائتلاف يسكن في طهران، هل هذا صحيح؟ وهل هناك متحدث باسمكم؟ الائتلاف: نختصر الإجابة في ثلاث
نقاط: أولاً:
كثيرة هي الترّهات والخرافات التي يشيعها رموز الكيان الخليفيّ المجرم بين فينة وأخرى، ولسنا معنيين بالردّ على جملة هذه الترهات. ثانياً:
مثل هذا الإدعاءات والأكاذيب ما هي إلا دليل قطعي على أنّ الكيان الخليفيّ وأبواقه باتوا في ذروة التخبط والضياع في توزيع الاتهمات يميناً وشمالا. ثالثاً:
بخصوص الشق الأخير من السؤال:لا، لا يوجد للائتلاف متحدث رسمي حتى الآن، والقول خلاف هذا دليلٌ آخر يُؤكد على حالة الضياع التي يعيشها الكيان الخليفيّ. المرآة: يدور الحديث خلال هذه
الفترة عن نية السلطة بعد تعرضها لبعض الضغوط الدخول في حوار مع المعارضة ونعني هنا الجمعيات السياسية المعارضة، هل لكم اعتراض على مبدأ الحوار، وما الذي يلزم لكي يكون حوارا مقبولا من جهتكم؟ الائتلاف: هدفنا إسقاط النظام،
فكيف لنا أنْ نحاور من نُريد إسقاطه؟ وعندما نعود لميثاق اللؤلؤ – الذي أصدره الائتلاف وأعلن تمسّكه بما ورد فيه – نجد ضمن مبادئه ما نصّه أنّ: ” النظام الخليفيّ فاقد للشرعية، ولا يمكن التعاطي معه بأيّ شكل من الأشكال “… نصُّ واضحٌ وصريح
لا لبس فيه على قطع أيّ اتصال أو تواصل مع الكيان الخليفيّ الفاقد للشرعية القانونيّة والشعبيّة، والذي قد استباح بلداتنا، وسفك دماءنا، وهتك أعراضنا، وهدم مقدّساتنا.. فخيارنا الأوحد والاستراتيجيّ مع هذا الكيان الخليفيّ الساقط هو الخيار الثوريّ الرامي لإسقاطه والقصاص من القتلة ولاسيّما الديكتاتور حمد وزمرته الفاسدة. المرآة: هل لدى الائتلاف الآن أي
نية للاستجابة لحوار مفترض مع السلطة؟ الائتلاف: لن ندخل في حوار مع
هذه العصابة المجرمة، وهدفنا إسقاط النظام وتقرير المصير، وبناء البحرين الجديدة التي يكونُ فيها الشعب سيّد قراره، ويعيشُ على أرض وطنه حراً كريماً عزيزاً. المرآة: في الفترة الماضية كانت
بعض التيارات والحركات التي تنتمي لفريق “الممانعة” كما يقال تدعم فعاليتكم بشدة، لكن الملحوظ أن هذه التيارات منذ نحو شهرين تقريبا لم تدعم أيا من فعالياتكم حتى التي اعلنتموها في المنامة ولم تقم وسائل إعلامها عبر الإعلام الاجتماعي بالتحشيد معكم ولا بتغطية تفاصيل تلك الفعاليات، لماذا برأيكم يحدث هذا الأمر الذي رصدناه بدقة وتأكد تام؟ الائتلاف: الإجابة على هذا
السؤال في عدة نقاط: أولاً:
نُؤكد أنّ الثورة التي انفجرت في الرابع عشر من فبراير 2011م، هي ثورة شعبيّة بامتياز انخرطت فيها كافة فئات الشعب وشرائحه وأطيافه ومذاهبه، نعم، كان المحركُ الأساس فيها فئة الشباب، لذا كانت لهم الصدارة في كافة فعاليات ومراحل الثورة وما زالوا. ثانياً:
إنّ للرموز القادة – سيّما من هم حالياً قابعون في السجون الخليفيّة – دوراً بارزاً في دعم الحراك الشبابيّ الثوريّ بكل قوّة، إيماناً منهم بأنّ العمود الفقري للثورة هو فئة الشباب بما يملكون من طاقة وحيويّة ونشاط يتطلب الاحتضان والرعاية والتوجيه والإرشاد. ثالثاً:
إنّ فعاليات الائتلاف بالتنسيق مع المجاميع الثوريّة في المدن والبلدات ترنو نحو تحقيق أهداف الثورة، بالتالي هي تحظى باحتضان شعبي لإنجاحها بكافة السبل والوسائل بالخصوص في جانب التحشيد الإعلاميّ، وهذا الأمر ملموس لدى الجميع. رابعاً:
عدم قيام بعض التيارات أو الحركات بدعم فعاليات الائتلاف إعلامياً أو غير ذلك، لا يعني بالضرورة أنّ مثل هذا التيارات أو الحركات هي معارضة أو رافضة لفعاليات الائتلاف، وقد تكون لديها مبرراتها وأسبابها المنطقية غير المعلن عنها. خامساً:
إنّ الائتلاف يؤكد دوماً بأنه يثمّن كلّ الجهود المبذولة من مختلف الأطراف والقوى الفاعلة في الثورة، وهذه الجهود موضع تقدير واحترام، نأمل أن تصب جميعها في اتجاه واحد وتحقيق هدف واحد وهو إسقاط النظام الخليفيّ الفاسد. المرآة: لماذا لا يعين الائتلاف
متحدثا أو ناطقا باسمه، هل ترون السبب اقتناعكم بأنكم فصيل ميداني يختص بالميدان فقط، أم ماذا؟ الائتلاف: بدايةً، لا ننكر أهمية
وضرورة وجود متحدث أو ناطق أو مكتب إعلامي لأيّ مكوّن، بهدف إيصال صوته، والتعريف بأهدافه وبرامجه، ومخاطبة جماهيره وغيرها من الأمور. أما بالنسبة لعدم وجود متحدث باسم الائتلاف لحد الآن، فله أسبابه العديدة، وقد خضعت هذه المسألة لدراسة جميع حيثياتها بدقة، ودراسة الإيجابيات والسلبيات لمثل هذه الخطوة، وخرجنا بثمّة نتائج لعل أبرزها ما يلي: أولاً:
الائتلاف يمتلك العديد من الأساليب البديلة والعلاقات المتنوعة التي تمكنه منْ إيصال ما يريد سواء لجماهيره أو للجهات المختلفة، وقد لا تسدّ هذه الأساليب مكان المتحدث أو الناطق الرسمي بالشكل المأمول، ولكنها تؤدي الغرض بنطاقٍ مقبول. ثانياً:
لعل التحدي الأبرز هو الجانب الأمني بما يشكل من إعاقة حساسة ودقيقة في حال تمّ تعيين متحدث أو ناطق رسمي باسم الائتلاف، ومع هذا فالائتلاف يأمل حينما تتوفر الظروف المؤاتية والمناسبة أن يخطو مثل هذا الخطوة بشكلٍ عملي بعد دراسة عميقة لما لها من أهمية وضرورة. المرآة: من هو الأب الروحي أو
الذي تشعرون بالانتماء الفكري لنهجه: هل هو الأستاذ حسن مشميع أو الأستاذ عبدالوهاب حسين، أو الأستاذ عبدالهادي الخواجة، أو الشيخ عيسى قاسم، أو الشيخ عبدالجليل المقداد؟ الائتلاف: إنّ الأسماء الكريمة
المذكورة في السؤال لا يخفى على أحدٍ دورها الأبويّ والتضحويّ، ورمزيتها الوطنيّة الكبيرة، وما يحظون به من حب واحترام وتقدير لدى أبناء الشعب قاطبة، ودورهم الهام ومكانتهم التي يعتز بها الجميع، بالتالي من الطبيعي أن يستفيد الائتلاف من عطائهم وجهادهم وإرشاداتهم وتوجيهاتهم وفكرهم في مساره الثوريّ، كما يستفيد من العديد من الرموز والشخصيات الفاعلة في الساحة. المرآة: حاولت السلطة قبل فترة
قليلة إشاعة فكرة أن “الثورة انتهت” ألا ترون أن في كلامها جانبا من الصحة؟ الائتلاف: بعد فشل الكيان
الخليفيّ في خياره العسكري، لجأ إلى أساليب الحرب النفسيّة والإعلاميّة، وبثّ الشائعات الكاذبة والمغرضة بهدف الفتك بمعنويات الثوّار، ولكنه تفاجأ كثيراً بتماسك الشعب وثباته في الميادين وازدياد الحراك الثوريّ يوماً بعد يوم واتساع رقعته. أما الإدعاء بأنّ
الثورة قد انتهت، فهو كذبٌ صريح، والحقائق على الأرض تدحض هذا الادّعاء، منها على سبيل المثال لا الحصر:
المرآة: في بعض تصريحات
الدبلوماسيين الغربيين تم انتقاد ما أسموه “المظاهرات العنيفة” الجميع يرى أن فعالياتكم هي المقصودة بهذا الكلام، كيف تقيّمون هذه التصريحات، وهل تقرون بعنف فعالياتكم؟ الائتلاف: قوى الاستكبار
العالميّ سيّما الأميركان والبريطانيين يبحثون عن مصالحهم أينما وجدت، وينتهجون سياسة ازدواجية المعايير في تعاطيهم مع قضايا العالم وبالتحديد مع الأحداث الساخنة في العالم العربي والإسلاميّ بما تقتضيه مصالحهم الخاصة، لذا نراهم يغضون الطرف عن وجود السلاح والإرهابيين في بلدان محددة، بل يساهمون في دعمهم مادياً وسياسياً، ويخلقون المبررات لهم، في حين يوصمون شعوب بلدان أخرى بالعنف والإرهاب ويتواطؤون مع أنظمتها الديكتاتوريّة والقمعية. وعليه،
فإنّ وصم الحراك الثوريّ في البحرين من قبل بعض ساسة الغرب بأنه (عنف وإرهاب)، يأتي في سياق التآمر والسعي لتثبيت النظام الديكتاتوري، بيد أنّ أيُّ منصف في هذا العالم سيرى بوضوح تام أنّ ثمّة شعب يقتل ويسجن وهو أعزل من أيّ سلاح، وأنّ ما يحدث من ردّة فعل ودفاع مقدّس صوناً للعرض والأرض والأرواح هو دفاعٌ مشروع، وما عاد يهمنا كثيراً ما تقولهُ أمريكا وبريطانيا في هذا الجانب. المرآة: فكرة “الدفاع المقدس”
التي أعلنتموها قبل أشهر، هل تتمسكون بها أم أنها كانت ردة فعل على حوادث معينة؟ أم الأمر استراتيجية أقررتموها؟ الائتلاف: فلسفة الدفاع المقدّس
هي عقيدة شرعيّة وفطريّة قد أقرتها الشرائع السماويّة والتشريعات البشريّة، فأيُّ شعب تحتل أرضه وتستباح دماؤه وأعراضه ومقدّساته وكرامته من حقه الدفاع عن نفسه ولا خلاف في ذلك. وعندما دعا
الائتلاف شعب البحرين إبان فترة (قانون الطوارئ) للتمسك بحقه المشروع في الدفاع المقدّس عن نفسه وأرضه وعرضه، كُنّا نعي ونعني ما نقول، ونحن متمسكون بحقنا وواجبنا في الدفاع المقدّس كاستراتيجيّة ثابتة وليس كتكتيك أو مسألة آنية، بل نعمل على تطوير أساليب وأدوات الدفاع المقدّس وتجديدها لتكون رادعةً للمحتلّ السعوديّ ومرتزقة الكيان الخليفيّ، وهنا إذ نُؤكد لشبابنا المجاهد وشعبنا الصامد مجدداً بأن لا تخلي ولا تراجع عن هذا النهج المقاوم في الدفاع وردع كلّ من تسول له نفسه سلبنا حقوقنا وكرامتنا والمساس بحرماتنا. المرآة: ماذا تقولون لعوائل
الشهداء الذين يؤازرون فعاليتكم بل يقودون معظمها؟ الائتلاف: في محضر الشهداء
وعوائلهم المجاهدة الكريمة تعجز الكلمات عن التعبير، ويقف اللسان عن الحديث، ويطلق العنانُ للقلب ليخاطب القلوب: أنتم القادة وأنتم السادة، وأنتم عنوان عزّتنا وكرامتنا، ومنكم نستمد القوّة والصبر والثبات، وعليكم بعد الله نعقد آمالنا وحتماً بكم ومعكم سننتصر، ونحنُ في الائتلاف خجلون منكم، خجلون أمام عظيم تضحياتكم، وعهدنا معكم هو القصاص ثمّ القصاص من قتلة أبنائكم وأحبابكم. المرآة: كثيرون يرون أن
الفعاليات التي قادها المناضل الحقوقي نبيل رجب أعطت زخما كبيرا للشارع، وأن بغيابه فقدتم أبرز داعم غير مباشر لحراككم الثوري، هل هذا التصور صحيح؟ الائتلاف: مما لا شك فيه أنّ
الأستاذ الحقوقيّ نبيل رجب ومن معه من الحقوقيين لهم الفضلُ الكبير في توثيق جرائم الكيان الخليفيّ وتعريته أمام المنظمات الحقوقيّة والإنسانيّة، فالأستاذ رجب قد وطّن نفسه ووهبها لهذا الوطن، ونحنُ في الائتلاف نكن له كلّ التقدير والإحترام، فرغم تغييبه في السجون، إلا أنّ صدى صوته وعطاءه ما زال مدوياً بين جدران الوطن، ولا زالت نظرته الثاقبة في الحث والدعوة للتظاهر في العاصمة المنامة آخذة في النضج والتبلور على أرض الواقع. المرآة: الثورة والحراك قد يطول،
وهناك سيناريوهات كثيرة بينها عودة السلطة إلى استخدام الجيش والعنف العاري من أي حد تجاه الشعب ورموزه الوطنية، كيف ستتعاملون مع هذا السيناريو لو حدث، هل تستطيعون خوض التحدي أم ستطلبون من الناس العودة للمنازل والتكبير من فوق الأسطح؟ الائتلاف: ما خرجنا من بيوتنا
مُنذ انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير لكي نعود إليها وأيدينا خالية، نحنُ مؤمنون بأنّه مهما طال الزمن أو قصر فإنّ ثورتنا منتصرة لا محالة بإذن الله تعالى، فلن نترك الساحات ولن نترك الميادين حتى تحقيق أهداف الثورة، وقد يرتكب الكيان الخليفيّ وبدعمٍ سعوديّ المزيد من الحماقات والمغامرات المجنونة، لكننا نقول إن ذلك سيكون وبالاً عليه، وهو بذلك يستعجل نهايته أكثر وأكثر، وما أحلى أن نقاوم هذا الكيان الدمويّ وأن نستشهد في سبيل قيمنا وديننا وعزّتنا. المرآة: هناك من انتقدكم وقال إن
ائتلاف 14 هو كيان وهمي، وأن الأمر ليس سوى إصدار نشطاء لجدول فعاليات أسبوعية، هل الأمر بهذا الحجم فقط، وكيف تردون على هذه الانتقادات؟ الائتلاف: الائتلاف مكوّن شبابي
ليس دخيلاً وطارئاً على شعب البحرين، بل هو من الشعب ومن أبنائه، ويعمل من أجل خدمة الشعب، وأفراده وكوادره بين الشعب في المدن والبلدات، بالتالي ليس منطقياً أن يكون هكذا مكوّن له امتدادته الطبيعيّة مجرد جهة وهمية أو ينظر لهُ كصفحة على موقع التواصل الاجتماعيّ. المرآة: ماذا تودون القول لشعب
البحرين ورموزه الوطنية ومعتقليه عبر مرآة البحرين؟ الائتلاف: نقولُ لشعبنا الصامد
الأبيّ: إنّكم أعظم الشعوبِ صبراً وصموداً، وقد تحملتم العبء الأكبر طيلة هذه الثورة، فثقوا أنّ المعركة مع هذا الكيان الخليفيّ الجائر ما هي إلا صبر ساعة والنصر حليفكم بإذن الله. أما
للرموز القادة فنقول لهم: أنتم من ألهمنا الجهاد وثبّت في قلوبنا حب الحقّ وعدم الركون للظالم وعدم إعطائه الشرعية، إنّ صمودكم له الأثر البالغ على نفوس شعبكم. وأما للأحبة الأسرى
في سجون الكيان الخليفيّ نقول لهم: إنّ للباطل جولة وللحقّ دولة، وأنكم منتصرون على هذا النظام الدمويّ من خِلال ثورة السجون التي بدأتموها. وختاماً: نشكر الأخوة الأعزاء في (مرآة البحرين) على إتاحة هذا الفرصة، ولهم منا كلّ الامتنان والتقدير لما يبذلوه من جهود ملحوظة، ونأمل منهم المزيد من العطاء بما يخدم ثورة شعبنا المجيدة وأهدافها. |