إنّ الإدارة الأمريكية التي تدّعي زوراً أنها تدعم الحُريّات، وتتشدق بنشرها للديمقراطيّة في ربوع العالم، لا زالت تقف اليوم موقف الانحياز التام لمصالحها التي تعتقد أنّ بقائها مرتكزٌ على دعمها للأنظمة الديكتاتورية على حساب حريّة الشعوب، فهي لا زالت توفر الغطاء السياسيّ والإعلاميّ والأمني للنظام الخليفيّ الساقط، في الوقت الذي تدرك فيه تماما بأنّ هذا النظام و قبل ثورة الرابع عشر من فبراير، فاقد الشرعيّتين الدستوريّة والشعبيّة، وأنّ الاستمرار في دعمه إنّما هو استمرارٌ في دعم الديكتاتوريّة والاستبداد في البحرين الجريحة، وهي سياسة تناقض تماماً ما تدّعيه هذه الإدارة وما ترفعه من شعارات واهية، وها هي اليوم تعاود سياستها الإجراميّة المتناقضة، وتقوم بإبرام صفقة تسليح جديدة مع النظام الخليفيّ، أحد أكثر الأنظمة عدواةً للديمقراطيّة، والأكثر إيغالاً في سفك الدماء وقمع الحريات.