إنّ الدفاع المقدّس واجبٌ فرضه الله تعالى على عباده إذا تعرّضوا للظلم والعدوان، والغدر والخيانة من عدو متسلّط منفلت لا يتّعظ ولا يرعوي، ولا يعفيهم من هذا الواجب قلّة الناصر وعدم توازن القوى، وهو أيضاً حقٌ كفلته كافة المواثيق والقوانين الوضعيّة في جميع بلدان العالم: أن يدافع المرءُ عن حرمة سكنه، وماله، وعرضه إذا تعرّضت للانتهاك، وعن شرف وطنه إذا تعرّض للبغي والاحتلال، بل إنّ من يستسلم للظلم، والمهانة، والعبوديّة مذمومٌ عند العقلاء، وليس لأحد في هذا الكون أنْ ينازعنا حقّنا في أنْ ندافع عن أنفسنا وكرامتنا، وليس لأحد أنْ ينتزع منا فطرة الإباء والشهامة، وحب الحُريّة، ورفض الضيم .. وتأتي خطوة تدشين راية الدفاع المقدّس رسالةٌ منّا لهذه العصابة القبليّة المغتصِبة للحكم بأنّنا سنمضي بكلّ عزم وإصرار في تفعيل حقّنا في الدفاع المقدّس وتصعيده كمّاً وكيفاً، فلن يهنأ لهم منامٌ أو مقام وهم يعيثون الفسادَ والفزعَ في بلداتنا ومناطقنا، ويطلقون لكلابهم الضالّة العنانَ لترويع الآمنين، والتعدّي على حرمة المساكن وتخريب الممتلكات بلا رادع أو وازع. ( جزء من كلمة الائتلاف الخاصّة بمناسبة تدشين راية الدفاع المقدّس).