أشاد المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بإحياء شعب البحرين لذكرى «عيد الشّهداء» في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل، ورأى أنّه أعطى مجدّدًا درسًا حيًّا في الوفاء لنهج الشّهداء وأهدافهم المحقة التي ضحّوا من أجلها.
وثمّن في موقفه الأسبوعيّ، يوم الإثنين 22 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025، تلبية جماهير الشّعب المخلصة نداء الشّهداء هذا العام تحت شعار «شهداؤنا مشاعل النور»، والأجواء الحيّة والمتفاعلة التي شهدتها فعاليّات إحياء الذّكرى، عبر المسيرات والتجمّعات، وزيارة روضات الشّهداء، والاحتجاجات الثوريّة، مشيرًا إلى أنّ ذلك كان الرّد المباشر على الأجواء الكاذبة التي عجّت بها احتفالات الكيان الخليفيّ بمناسباته الزّائفة.
وقال إنّ إحياء «عيد الشّهداء» في هذا العام أعطى معنى عمليًّا لمفهوم الوفاء للشّهداء والثّبات على أهدافهم النبيلة، لأنّ الحضور الشّعبي والثوريّ نجح في إرباك المخطّط المرسوم لابتلاع ذاكرة الشّعب وهويّته، خصوصًا عبر محاصرته وتكبيله بمناسبات مزيّفة تحت مسمّى «عيد الجلوس»، و«العيد الوطني»، و«يوم الشّهيد»، و«يوم الشرطة»، التي جرى تنسيقها وهندستها لاستهداف الشعب في قيمه، ولتزاحم المناسبات الأصيلة المعبّرة عن نضاله وانتمائه الدّينيّ والوطنيّ العريق.
وأوضح المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير أنّ رهان الحكم الخليفيّ كان على مرور الأيام والسّنوات، وأن تتّسع الفجوة بين الناس وتاريخهم وذاكرتهم، ويكونوا مكرهين بعد ذلك على الخضوع لمناسباته وذكرياته المزيّفة، مؤكّدًا أنّ هذا الرّهان يتبدّد كلّ يوم، ولا سيّما مع الإحياء الكبير الذي يشهده «عيد الشّهداء» في كلّ عام.
ولفت إلى أنّ شعب البحرين وشبابه الثوريّ قدّموا في إحيائهم لـ«عيد الشّهداء» هذا العام أكثر من درس ورسالة، من بينها: أنّ الدّماء الطّاهرة التي تسقط من أجل الحقّ والعدل والكرامة لا تذهب هدرًا، مهما طال الزّمان، وأنّ منظومة الوفاء للشّهداء لا يمكن أن تنكسر، لأنّها تنبني على أعمدة أساسيّة تتمثّل في ثبات عوائل الشّهداء، والتزام الشّعب بعهده للشّهداء والقسم على استكمال طريقهم حتّى النصر، إضافة إلى العلماء الرّبانيّين والرّموز القادة الذين يحفظون مسيرة الشّهداء من السقوط أو التراجع، ومنهم الرّاحل «العلاّمة الشّيخ عبد الأمير الجمريّ».
وحيّا عوائل الشهداء الذين ظهروا عبر حلقات برنامج «حديث البحرين» بمناسبة عيد الشّهداء، مقدّرًا عاليًا النداءات التي أرسلوها عبر البرنامج بضرورة الثبات على خطّ الشهداء، وعدم التواني عن إحياء ذكراهم السنويّة وزيارة روضاتهم في مختلف المناطق والبلدات، كما دعا إلى ابتكار المزيد من أشكال الإحياء على مدار العام، مشدّدًا على أنّ ملفّ الشّهداء هو مسؤوليّة وأمانة ملقاة على الجميع، وينبغي أن يكون جزءًا لا يتجزّأ من الالتزام الوطنيّ والدّينيّ، مع ضرورة الحرص على أصالة هذا الملفّ وقيمته النقيّة التي تتجاوز كلّ الأطر الضّيقة.
ونوّه إلى أن المعوّل على الزّاد المعنويّ والرّوح المقاومة اللذين عبّر عنهما الشعب في إحياء «عيد الشّهداء» و«ذكرى رحيل العلّامة الجمري»، ليكون ذلك منطلقًا لدخول عام جديد من أعوام ثورة البحرين، والاستعداد لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لانطلاقها في 14 فبراير/ شباط القادم، ودعا إلى التخطيط الواسع لإحياء ذكرى الثورة، خصوصًا مع اتّخاذ «الطاغية حمد» هذا اليوم منصّة أخرى لإقامة الاحتفالات الممجوجة، وترويج انتصاره الكاذب على الشّعب وثورته.
وحثّ المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير كلّ القوى الشّريفة في البحرين على تجديد عزيمتها ووحدتها التي شحذها «دوار اللؤلؤة»، وأن تتشكّل إرادة نضاليّة حقيقيّة لبناء برنامج وطنيّ جامع يضمن للشّعب حقّه في تقرير المصير عبر كتابة دستوره بيده، ويؤسّس لدولة العدل والكرامة والسّيادة، وحيث لا تبعيّة للأجانب المستعمرين، ولا استبداد ولا مزرعة للقبائل والتجّار المنتفعين، ولا مكان للهيمنة الإمبرياليّة وأذرعها من الشركات الرأسماليّة المتوحّشة التي تنشر النّهب والعبوديّة والتفسّخ الثقافيّ والأخلاقيّ، وفق تعبيره.




















