أصدر أهالي مدينة جدحفص بيانًا أدانوا فيه ما يتعرّض له الرمز المعتقل «الأستاذ حسن مشيمع» من إهمال طبيّ متعمّد أدّى إلى تدهو خطر في صحّته، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾
نحن أبناء مدينة جدحفص وثوّارها، مدينة «الأستاذ الكبير حسن مشيمع»، نتابع بقلقٍ عميق واستنكارٍ صادق استمرار احتجاز أستاذنا ومُلمهنا «أبي هيثم»، في ظلّ ما يمرّ به من أوضاع صحيّة دقيقة وخطرة توجب لزامًا الإفراج الفوريّ عنه وتمكينه من العلاج والرعاية الضروريّة، حفظًا لكرامته وحقّه في الحياة.
إنّ «الأستاذ حسن مشيمع» رمزٌ وطنيٌّ شامخ، أفنى سنواتٍ طويلة من عمره في طريقٍ اختاره عن قناعة وإيمان، طريق الدفاع عن الحقّ والعدل وكرامة الإنسان. تحمّل السجن والحرمان والمرض، وواجه المحن بثباتٍ وصبر، من دون أن يبدّل أو يساوم، فكان مثالًا للتضحية والوفاء للمبادئ، وحاضرًا بضميره وكلمته في مختلف المراحل، وإنّ استمرار احتجازه اليوم، وهو في هذه الحالة الصحيّة الحرجة، يُعدّ ظلمًا مضاعفًا لرجلٍ قدّم الكثير لوطنه وأهله، ويحمّل الجهات المعنيّة مسؤوليّةً إنسانيّة وأخلاقيّة كاملة عن سلامته.
وعليه، فإنّنا نطالب السلطات بالإفراج الفوريّ وغير المشروط عنه، وتمكينه من تلقي العلاج اللازم في بيئة إنسانيّة آمنة.
وفي هذا المقام، نتوجّه إلى أهلنا في مدينة جدحفص بنداءٍ أخويٍّ صادق، نداء يحمل المحبّة قبل العتب، بأن يبقى هذا الرمز حاضرًا في الذاكرة والوجدان، وألّا يُترك وحيدًا في محنته، فإنّ إحياء الأمسيات الابتهاليّة والدعاء له في المجالس والمساجد هو أقلّ الوفاء لرجلٍ لم يتخلَّ يومًا عن قضيّته ولا عن أهله. فالتذكير به إحياءٌ لقيم الصمود، وعدم نسيانه واجبٌ أخلاقيّ وإنسانيّ.
ختامًا، نؤكّد نحن أبناء مدينة «الأستاذ حسن مشيمع» عهدنا الثابت له بأنّنا باقون على طريقه، طريق الحقّ والعدالة والكرامة، وأنّنا لن نحيد عنه أبدًا، ولن نتراجع عن مبادئه، مهما طال الزمن أو اشتدت التحدّيات.
إنّ الوفاء للأوفياء شرف، ونصرة المظلوم مسؤوليّة، والتاريخ لا ينسى من ثبت على العهد والله على ما نقول شهيد.
أبناء المشيمع
مدينة جدحفص
الإثنين 22 ديسمبر 2025م



















