صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
سجّل شعبنا في البحرين موقفه الثابت في إحياء ذكرى «عيد الشّهداء» في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل، وأعطى مجدّدًا درسًا حيًّا في الوفاء لنهج الشّهداء وأهدافهم المحقة التي ضحّوا من أجلها، وبهذه المناسبة نعبّر في المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن التقدير الكبير لجماهير الشّعب المخلصة التي لبّت نداء الشّهداء هذا العام تحت شعار «شهداؤنا مشاعل النور»، ونثمّن تلك الأجواء الحيّة والمتفاعلة التي شهدتها فعاليّات إحياء الذّكرى، عبر المسيرات والتجمّعات، وزيارة روضات الشّهداء، والاحتجاجات الثوريّة، وكان ذلك الرّد المباشر على الأجواء الكاذبة التي عجّت بها احتفالات الكيان الخليفيّ بمناسباته الزّائفة، والتي كرّس الأموال والدّعاية لإجبار الناس على المشاركة فيها، ولكنّهم اختاروا أن يكونوا مع شهدائهم الأبرار وعوائلهم الكريمة، في مقابل التزييف والولاء للقتلة المجرمين.
وفي هذه المناسبة، نسجّل العناوين الآتية في موقفنا الأسبوعيّ:
1- إنّ إحياء «عيد الشّهداء» في هذا العام أعطى معنى عمليًّا لمفهوم الوفاء للشّهداء والثّبات على أهدافهم النبيلة، لأنّ الحضور الشّعبي والثوريّ نجح في إرباك المخطّط المرسوم لابتلاع ذاكرة الشّعب وهويّته، خصوصًا عبر محاصرته وتكبيله بمناسبات مزيّفة تحت مسمّى «عيد الجلوس»، و«العيد الوطني»، و«يوم الشّهيد»، و«يوم الشرطة»، التي جرى تنسيقها وهندستها لاستهداف شعبنا في قيمه، ولتزاحم – مع الوقت – على المناسبات الأصيلة المعبّرة عن نضال الشّعب وانتمائه الدّينيّ والوطنيّ العريق، وتقضي عليها.
2- لقد كان رهان الحكم الخليفيّ على مرور الأيام والسّنوات، وإلى أن تتّسع الفجوة بين الناس وتاريخهم وذاكرتهم، ويكون النّاس مكرهين بعد ذلك على الخضوع لمناسبات آل خليفة وذكرياتهم المزيّفة، ولكن هذا الرّهان يتبدّد كلّ يوم، ولا سيّما مع الإحياء الكبير الذي يشهده «عيد الشّهداء» في كلّ عام، وهو ما يعبّر عن وعي الشّعب وإدراكه الرّاسخ لطبيعة المشروع الاستئصاليّ الذي يُحاك ضدّ وجوده وهويّته الوطنيّة والدّينيّة، وقد بات هذا المعنى المقاوم على رأس المعاني الكبيرة التي يمثّلها التمسّك بهذا العيد في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل، وعدم تخلّي الشّعب عنه.
3- قدّم إحياء شعبنا وشبابنا الثوريّ لـ«عيد الشّهداء» هذا العام أكثر من درس ورسالة، من بينها:
أ- إنّ الدّماء الطّاهرة التي تسقط من أجل الحقّ والعدل والكرامة لا تذهب هدرًا، مهما طال الزّمان.
ب- إنّ منظومة الوفاء للشّهداء لا يمكن أن تنكسر، بأيّ شكل من الأشكال، لأنّها تنبني على أعمدة أساسيّة تتمثّل في: ثبات عوائل الشّهداء وعدم تنازلها عن الدّماء الزكيّة، والتزام الشّعب بعهده للشّهداء والقسم على استكمال طريقهم حتّى النصر، وهناك عمود العلماء الرّبانيّين والرّموز القادة الذين يحفظون مسيرة الشّهداء من السقوط أو التراجع، ومنهم حبيب الشّعب الرّاحل «العلاّمة الشّيخ عبد الأمير الجمريّ».
4- نحيّي الأصوات الأبيّة لعوائل الشّهداء من الآباء والأمّهات الذين ظهروا عبر حلقات برنامج «حديث البحرين» بمناسبة عيد الشّهداء، ونقدّر عاليًا النداءات التي أرسلوها عبر البرنامج بضرورة الثبات على خطّ الشهداء، وعدم التواني عن إحياء ذكراهم السنويّة وزيارة روضاتهم في مختلف المناطق والبلدات، كما ندعو إلى ابتكار المزيد من أشكال الإحياء على مدار العام، مشدّدين على أنّ ملفّ الشّهداء هو مسؤوليّة وأمانة ملقاة على الجميع، وينبغي أن يكون جزءًا لا يتجزّأ من الالتزام الوطنيّ والدّينيّ، مع ضرورة الحرص على أصالة هذا الملفّ وقيمته النقيّة التي تتجاوز كلّ الأطر الضّيقة.
5- إنّنا نعوّل على الزّاد المعنويّ والرّوح المقاومة اللذين عبّر عنهما شعبنا في إحياء «عيد الشّهداء» و«ذكرى رحيل العلّامة الجمري»، ليكون ذلك منطلقًا لدخول عام جديد من أعوام ثورة البحرين، والاستعداد لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لانطلاقها في 14 فبراير/ شباط القادم. لذلك ندعو إلى التخطيط الواسع لإحياء ذكرى الثورة، خصوصًا مع اتّخاذ «الطاغية حمد» هذا اليوم منصّة أخرى لإقامة الاحتفالات الممجوجة، وترويج انتصاره الكاذب على الشّعب وثورته. إنّنا نحثّ كلّ القوى الشّريفة في بلدنا الحبيب على تجديد عزيمتها ووحدتها التي شحذها «دوار اللؤلؤة»، وأن تتشكّل إرادة نضاليّة حقيقيّة لبناء برنامج وطنيّ جامع يضمن للشّعب حقّه في تقرير المصير عبر كتابة دستوره بيده، ويؤسّس لدولة العدل والكرامة والسّيادة، وحيث لا تبعيّة للأجانب المستعمرين، ولا استبداد ولا مزرعة للقبائل والتجّار المنتفعين، ولا مكان للهيمنة الإمبرياليّة وأذرعها من الشركات الرأسماليّة المتوحّشة التي تنشر النّهب والعبوديّة والتفسّخ الثقافيّ والأخلاقيّ.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 22 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025م
البحرين المحتلّة
















