في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأوّل، يحتفل العالم بـ«اليوم العالميّ للمهاجرين»، تكريمًا لتضحيات ملايين من البشر الذين أُجبروا على مغادرة أوطانهم بحثًا عن الأمان والكرامة.
لكن في البحرين، يتحوّل هذا اليوم إلى صرخة ثوريّة مدويّة، تنطلق من قلوب أبناء شعب أصيل أُرغم على الهجرة، مطاردين من قمع الكيان الخليفيّ الذي سلب كرامتهم وأجبرهم على مغادرة أرضهم؛ هذا النظام الفاسد الذي ينتهك حقوق الإنسان ويصادر حريّات الشعب، هو السبب الرئيس وراء نزيف الهجرة الذي يعانيه البحرينيّون.
في هذه السطور، نكشف جرائم الكيان الخليفيّ ونعلن أنّ نضال المهاجرين البحرينيّين هو امتداد لثورة شعب لن يركع.
الكيان الخليفيّ: آلة القمع تدفع الشعب للهجرة
الكيان الخليفي، باستبداده وفساده، حوّل البحرين إلى سجن مفتوح لأبنائها الأصلاء؛ هذا النظام الذي يتغنّى زورًا بالتنمية والتحضّر، يمارس سياسات قمعيّة منهجيّة تهدف إلى إخضاع الشعب وتكميم أصواته. منذ تأسيس هيئة الاتحاد الوطنيّ في الخمسينيّات إلى انتفاضة الكرامة عام 2011، واجه البحرينيّون قمعًا وحشيًّا، سجونًا مكتظة، وتعذيبًا ممنهجًا، دفع العديد منهم إلى الهجرة هربًا من جحيم الاضطهاد.
من أبرز الجرائم التي أجبرت أبناء البحرين على الهجرة:
1- سحب الجنسيّة وسياسة الإقصاء
يستخدم الكيان الخليفي سلاح سحب الجنسيّة كأداة لمعاقبة المعارضين، حيث سُحبت جنسيّة المئات من الناشطين، الصحفيّين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، هؤلاء، بعد أن أصبحوا بلا وطن، أُجبروا على الهجرة للحفاظ على حياتهم وحريّتهم.
2- القمع السياسيّ والاعتقالات التعسفيّة
واجه آلاف البحرينيّين، من قادة سياسيّين إلى شباب ثائر، الاعتقال بتهم ملفّقة بسبب مطالبتهم بالحريّة والعدالة وحقّ تقرير المصير. السجون في البحرين أصبحت مرتعًا للتعذيب والإهانة، ما دفع الكثيرين إلى اختيار المنفى خوفًا على حياتهم.
3- التمييز الطائفيّ والتهميش الاقتصاديّ
الأغلبيّة الشيعيّة في البحرين تواجه تمييزًا ممنهجًا في الوظائف، الإسكان، والخدمات. هذا التهميش إلى جانب البطالة والفقر، أجبر العديد من الشباب على الهجرة بحثًا عن حياة كريمة بعيدًا عن ظلم النظام.
4- قمع حريّة التعبير
الصحفيّون، المدوّنون، والناشطون الذين يفضحون فساد النظام يواجهون المطاردة والتهديد. هذا القمع دفع أسماء بارزة إلى المنفى، حيث يواصلون نضالهم من الخارج، رافضين الصمت أمام الظلم.
هذه السياسات القمعيّة ليست مجرّد انتهاكات، بل هي جرائم ضدّ الإنسانيّة تهدف إلى تفريغ البحرين من أبنائها الأصلاء، واستبدالهم بأجانب عبر التجنيس السياسيّ بهدف تغيير التركيبة السكّانيّة.
المهاجرون البحرينيّون: ثوّار في المنفى
المهاجرون البحرينيّون ليسوا لاجئين، بل هم ثوّار يحملون قضيّة وطنهم في قلوبهم. من عواصم المنفى، يواصل هؤلاء المناضلون فضح جرائم الكيان الخليفيّ، وتنظيم الحملات لدعم إخوانهم في الداخل، إنّهم امتداد لنضال هيئة الاتحاد الوطني التي نُفي قادتها إلى سانت هيلانة عام 1956، ولكنّهم لم يتخلّوا عن حلمهم بالحريّة.
اليوم، يواصل المهاجرون البحرينيّون هذا الإرث، من خلال المنظّمات الحقوقيّة، والمؤتمرات الدوليّة، والمنصّات الإعلاميّة، رافعين شعار الحريّة ومطالبين بحقّ تقرير المصير.
إنّ هجرة البحرينيّين ليست هروبًا، بل هي مقاومة بأسلوب آخر، هؤلاء المهاجرون يحملون معهم ذكريات الوطن، وألم الشهداء، وصوت الشعب الثائر. كلّ بحرينيّ في المنفى هو صرخة ضدّ الظلم، وتذكير للعالم بأنّ الكيان الخليفيّ هو المسؤول عن هذا الشتات.
اليوم العالميّ للمهاجرين: دعوة إلى الثورة
في اليوم العالمي للمهاجرين، نعلن من البحرين أنّنا لن نسكت عن ظلم الكيان الخليفيّ. إنّ هجرة أبناء الشعب ليست قدرًا، بل نتيجة سياسات قمعيّة تهدف إلى إخماد روح المقاومة. ندعو كلّ بحرينيّ، في الداخل والخارج، إلى توحيد الصفوف والتصدي لهذا النظام الفاسد.
إنّ حقّ تقرير المصير هو المفتاح لإنهاء هذا الظلم، فالشعب البحرينيّ وحده من يملك الحقّ في رسم مستقبله، بعيدًا عن هيمنة نظام ينهب ثرواته ويصادر كرامته.
نطالب المجتمع الدولي بمحاسبة الكيان الخليفيّ على جرائمه، من سحب الجنسيّة إلى التعذيب والقمع، وبوقف دعم هذا النظام الذي يعتمد على الحماية الأجنبيّة ليستمرّ في اضطهاد الشعب. إنّ صمت العالم إزاء معاناة المهاجرين البحرينيّين هو تواطؤ مع الظلم.
رسالة إلى الشعب الثائر: النضال مستمرّ
يا شعب البحرين الأبي، إنّ اليوم العالمي للمهاجرين هو مناسبة لتجديد العهد بالنضال. كلّ بحرينيّ أُجبر على الهجرة هو شاهد على جرائم الكيان الخليفيّ، وكلّ صوت يعلو في المنفى هو سلاح في معركة الحريّة.
استلهموا من إرث قادة هيئة الاتحاد الوطني، ومن صمود شهداء انتفاضة الكرامة، ومن عزيمة المناضلين في سجون النظام، إنّ طريق الحرية طويل، لكنّه مرصوف بتضحياتكم.
يا مهاجري البحرين، أنتم لستم غرباء، بل أنتم قلب الوطن النابض. واصلوا نضالكم، وارفعوا أصواتكم، فإنّ صرختكم ستهزّ أركان الاستبداد.
إن الثورة مستمرة، من شوارع المنامة إلى عواصم المنفى، حتى تسقط الطغمة الخليفية وتعود البحرين إلى أبنائها الأصلاء.
النصر للشعب، والخزي للظالمين!















