تظلّ ذكرى العلّامة القائد «الشيخ عبد الأمير الجمريّ» محفورة في وجدان وذاكرة البحرين، مهما طال الزمن، فهو رمز خالد للنضال من أجل الكرامة.
لقد امتلك الجمري شجاعة نادرة، تعدّى بها مجرّد كونه قائدًا نضاليًّا أو رجل دين، إلى أن أصبح أيقونة ثوريّة أضاءت طريق الحريّة لأجيال كثيرة في البحرين. حمل دائمًا شعلة الأمل، مؤكّدًا أنّ الكلمة والقلم قادران على تحقيق التغيير الإيجابيّ، وتجاوزت دعوته إلى النضال السلميّ قوّة السلاح، وذلك بشهادة الشباب الذين تأثّروا برسالته.
تجسّد سيرته درسًا في الصلابة والعزيمة، حيث استمدّت الأجيال منها الإلهام لمواصلة المطالبة بالعدالة والحريّة. الشيخ الجمري ترك إرثًا راسخًا وبصمة لا تُمحى في تاريخ البحرين، مثابرًا على إحياء قيم الكفاح من أجل حقوق الإنسان.
«نحن أصحاب قضيّة»، هذه العبارة التي لم تكن مجرد شعار بل تجسيد لمعتقد عميق زرعه الجمريّ في قلوب البحرينيّين وعقولهم. لقد أشعل فيهم حبّ الوطن ولمّ شملهم في وقت الشدائد، وأسهمت هذه الكلمات في تعزيز الوحدة والتصدّي للتحدّيات.
وبالرغم من المعاناة التي واجهها، من الاعتقالات المتعدّدة والإقامة الجبريّة، لم ينكسر الشيخ الجمريّ أمام القمع، بل ازداد تصميمًا على مواصلة الكفاح. إصراره على حقّ الشعب في تقرير مصيره مثّل قمّة النضال السلميّ، ومنارة لتعليم الأجيال القادمة قيم الثبات والمواجهة الشريفة، مانحًا إيّاهم الإيمان بغدٍ أفضل.
تلك اللحظة التأريخيّة التي وقف فيها الجمريّ، رافضًا الظلم والتهميش، ومطالبًا بحقوق شعبه بمنتهى السلميّة والحكمة، لا تزال حيّة في الأذهان. وضع حينها المعالم لطريق الحريّة والكرامة، مستنهضًا همم الشباب، ومعزّزًا قدراتهم على التطلّع إلى مستقبل أفضل في قلب أحداث انتفاضة التسعينيّات، التي مثّلت فصلًا بارزًا في تاريخ النضال في البحرين.
عند النظر إلى العقدين الماضيين منذ رحيل العلّامة الشيخ الجمري، نجد أنّ ذكرى هذا الرمز الثوريّ البارز تُجسّد معاني الإباء والثورة ضدّ الظلم. لقد كان صوت الكرامة الذي يرشد كلّ من يسعى للحريّة والعدالة في البحرين إلى الطريق، وسيبقى.














