أكّد المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في ذكرى «عيد الشّهداء» وذكرى رحيل «العلاّمة المجاهد الشّيخ عبد الأمير الجمري»، في 17- 18 ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري، رؤيته حول طبيعة الصّراع المتواصل بين شعب البحرين وقبيلة آل خليفة.
ورأى في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 15 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025 أنّ هذا الصراع تأسّس على تناقض جوهريّ بين هويّة المواطنين الأصليّين من جهة والغزاة الخليفيّين من جهةٍ أخرى، موضحًا أنّ الأولى تقوم على الارتباط بالأرض وتاريخها وثقافتها التي شكّلت قيم الشّعب في الحرّية والكرامة، في مقابل هويّة آل خليفة بوصفهم غزاة احتلّوا البلاد والعباد عبر سياسة الاستيطان الاحتلاليّ، وشكّلت طباعهم في الغدر والإبادة والالتحاق بقوى الاستعمار.
ولفت إلى أنّ سفك الدّماء وسياسة السّخرة والتهجير وهتك الأعراض لم تكن ممارسات مؤقّتة ارتبطت بلحظة الاحتلال الخليفيّ في العام 1783م، بل هي أفعال تشكّلت عميقًا في تركيبةِ قبيلة آل خليفة على امتداد تاريخها الغامض بعد امتلائها بمخزون الانتقام والعنف المذهبيّ تحت تأثير العلاقة المعقّدة مع الوهابيّة بداية القرن التاسع عشر الميلاديّ.
وشدّد المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير على أنّ ذكرى عيد الشّهداء في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل هي مناسبة مركزيّة وغير قابلة للتّنازل، ليس فقط تعبيرًا عن الوفاء الصّادق للدّماء الزكّية، والمطالبة بالقصاص من القتلة، ولكن أيضًا لأنّها تحوّلت إلى محطّة كاملة في الصّراع المفصليّ بين الشّعب وآل خليفة، وذلك لارتباطها بانتفاضة الكرامة، وتعارضها مع ما يُعرَف بيوم جلوس الطّاغية أو العيد الوطنيّ المزيّف (16 ديسمبر)، وإمعان آل خليفة في إجبار الشّعب على الاحتفال بهذا اليوم في مقابل منع إحياء عيد الشّهداء، إضافة إلى لجوئهم إلى مواجهة الذّكرى بشكل سافر وأرعن، بإعلان ما يُسمّى «يوم الشّهيد»، لتمجيد مرتزقتهم القتلى.
وجدّد دعوة العلماء الباحثين والمثقّفين وأصحاب الفكر الحرّ في البحرين إلى إنتاج الوعي والمعرفة والإحياء للرّاوية المغيّبة حول تاريخ الوطن والمجتمع والشّعب الأصيل، والتصدّي العلميّ والثقافيّ والإعلاميّ لأكاذيب الطّاغية حمد ورواية أجداده الغزاة حول «فتح» البحرين، وإظهار الخلفيّات التكفيريّة والإرهابيّة وراء هذا المصطلح المشبوه، وكونه غطاء في ارتكاب أبشع أشكال الإبادة الثقافيّة بحقّ شعب البحرين، بما في ذلك مخطّط اجتثاث الذّاكرة، وطمس الوجود التاريخيّ والثقافيّ لأهل البلاد الأصليّين، مع اعتبار هذه المعركة مسؤوليّة وطنيّة ودينيّة ومصيريّة في هذه المرحلة الخطرة من الصّراع.
وأعرب عن استهجانه واستخفافه بما ورد في كلمة وزير الإرهاب «راشد عبد الله الخليفة» بمناسبة ما يُسمّى «يوم شرطة البحرين»، مؤكّدًا أنّ ما يذيعه هذا المجرم من أكاذيب حول القيم والأمن والتسامح لن ترفعه عن قائمة المطلوبين للعدالة بتهم سفك الدّماء وهتك الحرمات، ولا سيّما بعد ثورة 14 فبراير 2011، فهو المسؤول عن تنفيذ الحرب المفتوحة على الشّعائر الدينيّة، واستهداف كبار العلماء، والتخطيط المبرمج لتفريغ قيم المجتمع وعقيدته، لصالح استزراع هويّة ممسوخة تقوم على الولاء للطّاغية ورجاله من المرتزقة، وتعميم ثقافة التفسّخ والتوحّش الرّأسماليّ والتبعيّة للأمريكيّين والصّهاينة، وتعويمها.















