حدث الأسبوع (الجمعة – 12 ديسمبر 2025): هل اقتربت نهاية «المشير»؟.. القطاع العسكريّ في «قبضة الأمريكيّين»

في العاشر من ديسمبر/ كانون الأوّل 2025 عقد «المشير» خليفة بن أحمد آل خليفة (من يُعرف بالقائد العام لقوّة دفاع البحرين) اجتماعًا ضمّ عددًا من ضبّاط هذه القوّة التي تمثّل الجيش الرّسميّ للبلاد.

كان لافتا أنّ «المشير» اعتاد القيام بجولات شكليّة على الوحدات العسكريّة، وبصورة نمطيّة، ومن النادر أن يعقد اجتماعات فنيّة أو تنظيميّة، خصوصًا في السّنوات الأخيرة.

لا توجد معلومات دقيقة حول تركيبة الجيش في البحرين، لكنّ هيكله الأساسيّ يرتكز على العناصر الموالية للنظام من كبار الضّباط، وتمثّل وحدات الجيش ما يشبه الرّبط العسكريّ لحلف القبائل التي تخضع لقبيلة آل خليفة الحاكمة. أمّا الجنود الموزّعون على الوحدات فهم يشكّلون خليطًا غير متجانس مستجلبين من دول شتّى، ويعملون وفق منظومة الارتزاق، ما يجعل محلّلين يتساءلون عن حقيقة وجود عقيدة عسكريّة للجيش، عدا عن كونه قوّة مسلّحة من المرتزقة يُدارون من ضبّاط مشتركين من آل خليفة والأمريكيّين.

هناك باحثون يؤكّدون أنّ تركيبة الجيش القياديّة هي واجهة لتوزيع الحصص (الغنائم) بين أبناء آل خليفة، خاصّة أبناء الطّاغية حمد وأحفاده، على غرار بقيّة الوزارات والمؤسّسات الاقتصاديّة والرياضيّة والسّيادية الأخرى.

تمهيد أمريكيّ لإزاحة «المشير» عن قيادة الجيش!

يتساءل مراقبون عن الدّور المستقبليّ لقائد الجيش «المشير»، في ظلّ عدم ارتياح أمريكيّ تجاهه، حيث يرون أنّ الأمريكيّين يجهّزون خطة لإخراجه السّلس من المشهد، مكرّرين الاستشهاد بأقواله بُعيد اجتياح «دوّار الشهداء (اللؤلؤة)»، وقيادته للجناح التكفيريّ داخل «الجيش».

يستحوذ الأمريكيّون– بنسبة شبه مطلقة – على إدارة القطاع العسكريّ في البحرين (الطّيران الحربيّ وغيره)، مع سماحهم باتفاقات وتدريبات خارجيّة (خاصّة مع الجيش الباكستانيّ)، لكنّ عقود التسلّح تبقى محتكرة من البيت الأبيض.

هذا المسار يستدعي، عمليًّا، إزاحة «الحرس القديم»، وعلى رأسه “المشير”، وإدخال الوجوه الشّابة من أبناء حمد وأحفاده، ممّن تدرّبوا منذ الصّغر في المؤسّسات الأمريكيّة (العسكريّة والاستخباريّة).

يتولّى الأمريكيّون الملفّ العسكريّ والدّفاعيّ، في حين يستلم البريطانيّون شؤون الأمن وضبط الاعتراض الدّاخليّ، أمّا حصّة آل سعود في البحرين فتُدار من خلال «المجلس التنسيقيّ الأعلى» الذي يقضم اقتصاد البلاد والاستثمارات.