قال المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إن شعب البحرين يستعدّ لإحياء «عيد الشّهداء» في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري تحت شعار «شهداؤنا مشاعل النور» الذي أطلقته قوى المعارضة هذا العام، تعبيرًا عن المعنى الرّوحي والفكريّ والجهاديّ الذي يمثله الشّهداء على امتداد الأجيال.
وأكّد في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 8 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025 أنّ شهداء البحرين هم مشاعل نور وهدى على طريق تحرير الوطن من الاستبداد والفساد والتبعيّة، ولذلك فإنّ عيدهم هو يوم مجيد من أيّام هذا الوطن السّليب المحتلّ، وإحياءه هو جزء أساسيّ من برنامج النّضال الوطنيّ والحراك الشّعبيّ من أجل العدالة والسّيادة، لافتًا إلى أنّه بفضل الجهود والتضحيات تحوّل «عيد الشّهداء» إلى عنوان أساسيّ في مواجهة المشروع الاستبداديّ والإباديّ لآل خليفة، خصوصًا بعد أن كرّسوا برامج مضادّة لاختطاف هذه الذّكرى، تطبيقًا لاستراتيجيّة التخريب والتزييف المعتمدة لإسقاط كلّ الملفّات والحقوق المغتصبة.
وشدّد على أنّ الإصرار على الإحياء الواسع لذكرى عيد الشّهداء هو رسالة مباشرة إلى كلّ المعنيّين، مفادها أنّ شعب البحرين لا يمكن أن يذوب أو يتلاشى داخل القبيلة الخليفيّة أو تحت وطأة الإرهاب والعبوديّة، كما يؤكّد أنّ تعلّقه بإحياء الشّهداء دليل عمليّ على أنّ الثّبات ليس مجرّد شعارات أو خطابات معنويّة، بل هو ممارسة حيّة على الأرض، يقاوم من خلالها احتلال الخليفيّين ومشروعهم الاستيطانيّ، مستمدًّا في ذلك مصادر القوّة عبر التشبّث بقيمه وهويّته الأصيلة، وتحويل ثقافته وتاريخه ورموزه إلى مكوّن جوهريّ في مقاومة الاضطهاد والإبادة.
وقال المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إنّ استذكار الشّهداء يقترن بعناوين أساسيّة تمثّل جوهر إحياء ذكراهم، وسببًا لتحوّلها إلى عنوانٍ للمواجهة بين الشّعب وآل خليفة، موضحًا أنّ الأوّل يخصّ الأهداف التي ضحّى من أجلها الشّهداء، وتتمحور في إقامة نظامٍ دستوريّ عادل يحفظ كرامة كلّ المواطنين، من دون تمييز، ويحمي السّيادة والاستقلال. والثاني يتعلّق بآل خليفة ومرتزقتهم المجرمين الذين أزهقوا الأرواح ونهشوا الأجساد، أمّا الثالث فيخصّ الحقّ الشّرعي والإنسانيّ والقانونيّ للشّهداء وذويهم من أولياء الدّم.
وأكّد أنّ الطّاغية حمد هو وريث عهود قبيلته في الظّلام والقتل، وأضاف إلى سيرة أجداده المحتلّين فواحشَ وموبقات جديدة، بل زاد عليهم في الخطورة والإجرام، فهو المتّهم الأوّل في كلّ الجرائم ومسلسل إرهاق الأرواح منذ احتلالهم البحرين حتى اليوم، مشيرًا إلى أنّ هذا الإيمان لدى شعب البحرين يدركه الطاغية تمامًا، وقد سمعه بوضوح في تشييع شهيد شهركان بهتاف «شُلّت يداك يا حمد»، ولهذا خطّط الطاغية – منذ العام 2002 – لإسقاط ذكرى «عيد الشّهداء»، والتّشويش عليها، وصولًا إلى إعلان «يوم الشّهيد» بالتّزامن مع الذكرى.
ونوّه إلى أنّ تدشين «عيد الشّهداء» كان في أتون انتفاضة الكرامة مع سقوط أوّل شهدائها في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل «هاني خميس وهاني الوسطي»، وأنّ مشيئة الله تعالى كانت أن يرحل العلّامة المجاهد الشّيخ عبد الأمير الجمري في أجواء ذكرى الانتفاضة وعيد الشهداء، ليلتقي بركبهم، ويكون يوم رحيله الحزين مصاحبًا لتلك المشاعل وشعاعًا منيرًا لرسائلهم في العدالة والمقاومة والقصاص.



















