يتعالى صوت شعب البحرين الثائر في «اليوم العالميّ لمكافحة الفساد» صرخة مدويّة تنطلق من أعماق التاريخ النضالي، تندّد بالفساد المستشري الذي ينخر جسد الوطن تحت حكم الكيان الخليفيّ.
هذا الكيان الذي بنى عرشه على نهب ثروات الشعب وإذلال كرامته يمثّل اليوم رمزًا للفساد المؤسّسي الذي يخنق آمال البحرينيّين، في هذا المقال نستعيد معركة الشعب ضدّ الفساد، ونعلن أنّ البحرين لن تصمت حتى تنتزع حريّتها وعدالتها من براثن الظلم الخليفيّ.
الفساد الخليفيّ: نهب منظّم لثروات الأمّة
الفساد في البحرين ليس أفعالًا فرديّة، بل هو نهج متكامل يتّبعه آل خليفة بكلّ جرأة ووقاحة. منذ عقود، وهم ينهبون ثروات البلاد، من النفط إلى الأراضي، لصالح أفراد قبيلتهم وأتباعها، تاركين الشعب يعاني الفقر والتهميش.
الأراضي العامّة التي هي ملك الشعب تُوزع كغنائم على الأمراء والمقرّبين، بينما يُحرم المواطن من أبسط حقوقه كالسكن؛ العقود الحكوميّة تُمنح لشركات وهميّة أو لمحسوبين على النظام، في صفقات مشبوهة تُكلّف الخزينة مليارات، بينما تتردّى خدمات التعليم والصحّة.
هذا الفساد الممنهج ليس وليد الصدفة، بل هو استراتيجيّة لتكريس الهيمنة الخليفيّة.
الكيان يستخدم الثروة المنهوبة لشراء الولاءات، وتسليح أجهزته القمعيّة لسحق أيّ صوت يطالب بالعدالة. في الوقت الذي يتغنى فيه بشعارات التنمية، يعيش المواطن البحريني تحت وطأة البطالة، والتمييز الطائفي، والقمع السياسيّ. إنّ الفساد الخليفيّ ليس مجرّد سرقات للأموال والثروات، بل هو سرقة للحلم الوطنيّ ولحقّ الشعب في حياة كريمة.
صرخة الشعب: ثورة ضدّ الظلم والنهب
لم يصمت شعب البحرين يومًا في وجه هذا الفساد المستشري، وشهد تاريخه محطّات بارزة في النضال، منذ هيئة الاتحاد الوطنيّ في الخمسينيّات التي واجهت الظلم والاستبداد بشجاعة، إلى انتفاضة الكرامة في العام 1994، إلى ثورة 14 فبراير عام 2011، حيث كان دائمًا في طليعة الشعوب المناضلة ضدّ الفساد.
هذه الانتفاضات، التي هزت أركان الكيان الخليفيّ، كشفت زيف ادّعاءاته بالإصلاح، وأظهرت للعالم كيف يستخدم القوّة الوحشيّة والتدخّل الأجنبيّ لإسكات مطالب الشعب بالعدالة والمساواة.
قادة الشعب، من «عبد الرحمن الباكر» إلى «الشهيد عبد الرضا بوحميد»، ومن المناضلين في سجون النظام إلى الشباب الثائر في الشوارع، كلّهم رفعوا شعار مقاومة الفساد كجزء لا يتجزّأ من النضال من أجل الحريّة. لقد أثبت الشعب أنّ الفساد الخليفيّ ليس قدرًا محتومًا، بل هو عدوّ يمكن هزيمته بالوحدة والصمود؛ كلّ تظاهرة، كلّ هتاف، كلّ تضحية، هي صرخة ضدّ نظام يعيش على امتصاص دماء الشعب.
اليوم العالميّ لمكافحة الفساد: دعوة إلى مواصلة الثورة
يتجدّد العهد في اليوم العالمي لمكافحة الفساد على مواصلة المعركة ضدّ الكيان الخليفيّ، هذا اليوم ليس مجرّد مناسبة للتنديد، بل هو دعوة إلى مواصلة العمل الثوريّ المنظّم، إذ إنّ مكافحة الفساد تتطلّب تفكيك النظام الذي ينتهجه ويحميه، وهذا لن يتحقّق إلّا بإرادة شعبيّة موحدة.
يجب أن تتكاتف القوى الوطنيّة، من شباب ونساء، من عمال ومثقّفين، لمواجهة هذا السرطان الذي ينهش الوطن، عبر المطالبة بمحاسبة الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، وبناء مؤسّسات شفافة تخدم الشعب لا النخبة الحاكمة.
يجب المطالبة بمجلس تشريعيّ منتخب يمثّل إرادة الشعب، وبقضاء مستقلّ يحاكم كبار الفاسدين، بدءًا من رأس النظام. إنّ الشعب البحرينيّ الذي قدّم التضحيات تلو الأخرى، لن يرضى بأقلّ من إسقاط نظام يتغذّى على الفساد ويحتمي بالاستعمار.
إرث النضال: طريق العدالة مستمرّ
إنّ إرث هيئة الاتحاد الوطني، وانتفاضات البحرين المتعاقبة، تؤكّد أنّ النضال ضدّ الفساد هو نضال من أجل الكرامة والحريّة. كلّ سجين سياسيّ، كلّ شهيد، كلّ مبعد ومهجّر، كلّ صوت يعلو في الشوارع، هو دليل على أنّ روح الثورة لم تمت. لم يستطع الكيان الخليفي، بكلّ قوته القمعيّة، كسر إرادة شعب قرّر أن يعيش حرًّا، ولن يقدر على ذلك.



![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [100]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/12/موقف-السبوعي-150x150.jpg)
















