بسم الله الرحمن الرحيم
يستعدّ شعبنا في البحرين لإحياء «عيد الشّهداء» في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري تحت شعار «شهداؤنا مشاعل النور» الذي أطلقته قوى المعارضة هذا العام، تعبيرًا عن المعنى الرّوحي والفكريّ والجهاديّ الذي يمثله الشّهداء على امتداد الأجيال.
بفضل الجهود والتضحيات؛ تحوّل «عيد الشّهداء» إلى عنوان أساسيّ في مواجهة المشروع الاستبداديّ والإباديّ لآل خليفة، خصوصًا بعد أن كرّسوا برامج مضادّة لاختطاف هذه الذّكرى، تطبيقًا لاستراتيجيّة التخريب والتزييف المعتمدة لإسقاط كلّ الملفّات والحقوق المغتصبة.
وبهذه المناسبة، نتوقّف عند العناوين الآتية من الموقف الأسبوعيّ:
1- إنّ الإصرار على الإحياء الواسع لذكرى عيد الشّهداء هو رسالة مباشرة إلى كلّ المعنيّين، مفادها أنّ شعب البحرين لا يمكن أن يذوب أو يتلاشى داخل القبيلة الخليفيّة أو تحت وطأة الإرهاب والعبوديّة، كما يؤكّد أنّ تعلّقه بإحياء الشّهداء دليل عمليّ على أنّ الثّبات ليس مجرّد شعارات أو خطابات معنويّة، بل هو ممارسة حيّة على الأرض، يقاوم من خلالها احتلال الخليفيّين ومشروعهم الاستيطانيّ، مستمدًّا في ذلك مصادر القوّة عبر التشبّث بقيمه وهويّته الأصيلة، وتحويل ثقافته وتاريخه ورموزه إلى مكوّن جوهريّ في مقاومة الاضطهاد والإبادة. لن يكون شعب البحرين قبائل الهنود الحمر، ولن تسحقهم الأقدام المتوحّشة، وسيبقون صامدين على هذه الأرض رغمًا عن أكثر من قرنين من التدمير.
2- يقترن استذكار الشّهداء بعناوين أساسيّة تمثّل جوهر إحياء ذكراهم، وسببًا لتحوّلها إلى عنوانٍ للمواجهة بين الشّعب وآل خليفة. العنوان الأوّل يخصّ الأهداف التي ضحّى من أجلها الشّهداء، وتتمحور في إقامة نظامٍ دستوريّ عادل يحفظ كرامة كلّ المواطنين، من دون تمييز، ويحمي السّيادة والاستقلال. والعنوان الثاني يتعلّق بآل خليفة ومرتزقتهم المجرمين الذين أزهقوا الأرواح ونهشوا الأجساد. أمّا العنوان الثالث فيخصّ الحقّ الشّرعي والإنسانيّ والقانونيّ للشّهداء وذويهم من أولياء الدّم. من هذه العناوين تتبلور مشاعل الشّهداء الثلاثة:
4- كان تدشين «عيد الشّهداء» في أتون انتفاضة الكرامة في التسعينيّات (1994) مع سقوط أوّل شهدائها في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل «هاني خميس وهاني الوسطي»، ومن العِبر الحميدة أنّ شعبنا يحيي ذكرى انطلاق انتفاضة التسعينيّات وعيد الشّهداء إلى جانب إحياء ذكرى رحيل قامة كبرى من قامات هذا الوطن هي «العلاّمة المجاهد الشّيخ عبد الأمير الجمري (قدّه)»، الذي قاد الانتفاضة بكلّ شجاعة وحكمة، وكان الوفيّ العطوف لدماء الشّهداء والأب الحاني لأبنائهم وعوائلهم المكلومة. لقد كانت مشيئة الله العليّ القدير أن يرحل الشّيخ الجمري في هذه الأجواء «18 ديسمبر/ كانون الأوّل 2006»، ليلتقي بركب الشّهداء العظام، ويكون يوم رحيله الحزين مصاحبًا لتلك المشاعل وشعاعًا منيرًا لرسائلهم في العدالة والمقاومة والقصاص. إنّ شعبنا سيُحيي ذكرى شهدائه الأبرار محاطًا بالسّيرة العظيمة لشيخ الشّموخ الرّاحل، وبأقواله وأفعاله الخالدة، مستمدًّا دروس العطاء والتضحية وعدم الاستسلام أمام القهر والإرهاب.المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير




![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [100]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/12/موقف-السبوعي-150x150.jpg)
















