انعقدت في 3 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025 القمّة الـ46 لدول مجلس التعاون في العاصمة المنامة، في أجواء مشابهة للقمّة التي عُقدت في ديسمبر/ كانون الأوّل 1994، التي شهدت انطلاق انتفاضة الكرامة «التسعينيّات»، وسقوط أوّل شهيدين فيها. وعلى الرغم من الدّعاية والصّخب الإعلاميّ المصاحب للقمّة، خرج منها الطاغية حمد «بخفّي حنين».
تحدّث الإعلان الختامي للقمّة عن «أمن دول الخليج المشترك» ورفض «التدخّل في الشّؤون الداخليّة»، ولكنّ مراقبين يرون أنّ الطابع الدّيباجيّ للإعلان يخفي تناقضات عميقة تنخر هذا الكيان الخليجيّ المحكوم من قوى خارجيّة.
يشير محلّلون إلى دور آل سعود الأساسيّ في الاستحواذ على المجلس، وأنّهم وراء انفجار خلافات داخليّة بين أنظمة الخليج، خصوصًا مع الجناحين المتصارعين المتمثّلين في الإمارات وقطر، ما يفسّر غياب رئيسيهما عن قمّة المنامة.
وعلى الرغم من هامشيّة آل خليفة في منظومة مجلس التعاون،
وخضوعهم المطلق لآل سعود؛ كان الطّاغية حمد حريصًا على «إنجاح» القمّة بشكل دعائىّ، لأنّ المجلس يوفّر غطاء للاستبداد والفساد، ويغذّي العمود القبليّ الذي يقوم عليه كيانه، وهو العنصر الوحيد الجامع بين مشيخيّات الخليج.
أكّد البيان الختاميّ للقمّة العملَ على مواصلة التعاون بين دول الخليج «وصولًا إلى وحدتها المنشودة»، ولكنّ مسار الاتحاد الخليجيّ فشل مرارًا بسبب الصّراعات بين أنظمة الخليج، في ظلّ التفاوت فيما بينها اقتصاديًّا وجيوسياسيًّا. ولأنّ آل خليفة الحلقة الأضعف في الخليج، فإنّهم الأكثر رغبة في تحقيق الاتحاد بين القبائل الحاكمة في الخليج.
بعد ثورة 14 فبراير/ شباط 2011،
استعطف الطّاغية السّعوديّين للإسراع في إعلان الاتحاد، ولكن تكسّر ذلك على صخرة الخلافات بين السّلالات الحاكمة في الخليج، ويقول محلّلون إنّ تحطُّم أحلام آل خليفة في الاتحاد الخليجيّ أفرز عقدةً تحوّلت إلى جنون استولى على الطاغية حمد شخصيًّا، وهو ما عبّر عنه السّلوك العنجهيّ في مارس/ آذار 2011 بهدم دوّار اللؤلؤة (مركز انطلاق ثورة 14 فبراير)، على الرغم من أنّه كان في الأصل يحمل اسم «نصب دوّار مجلس التعاون»، وبُني احتفاءً بانعقاد أوّل قمّة للمجلس في البحرين عام 1982.








![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [96]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/11/IMG_20251108_030252_070-150x150.jpg)












