صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يحذّر المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير من مغبة الدّور الخطر الذي يقوم به الكيان الخليفي في البحرين على صعيد الانخراط في مؤامرة تصعيد الأوضاع بالمنطقة وتسهيل العدوان على دول الجوار، وذلك بالإمعان في استباحة سيادة البلاد وربطها بقوى الهيمنة الأمريكيّة، وآخر ذلك افتتاح مركز قيادة مشترك في معسكر رأس البرّ بإشرافٍ مباشر من القيادة المركزيّة الأمريكيّة، في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة الأمريكيّة سياسة البلطجة الدّوليّة، والتهديد بشنّ الحروب، وفرض السّيطرة والهيمنة على العالم، وبشكلٍ غير مسبوق في التاريخ الاستعماريّ.
إنّ هذا السّلوك الإجرامي لآل خليفة يزيد من قوّة الموقف الشّعبيّ والوطنيّ الذي يصرّ على مشروع جامع بين الحرّية والتحرير في البحرين، ويختصره عنوانان أساسيّان في الحراك الشّعبي، وهما «حقّ تقرير المصير» و«الدّفاع عن السّيادة».
ونسجّل في هذا السّياق العناوين الآتية في موقفنا الأسبوعيّ:
1- يراهن الكيان الخليفيّ في البحرين على النجاح في خطّته الاستراتيجيّة التي يتّبعها منذ سنوات (بإشراف وتدريب من الأمريكيّ والبريطانيّ) اعتمادًا على تنفيذ برامج ومشاريع تنصبّ كلّها لتحقيق هدف مركزيّ يتمثّل في إجهاض مقوّمات القوّة المتأصّلة لدى شعبنا، رغبة في التخلّص من أسباب الوعي والنّهوض، وتجفيف عوامل الثورة على استبداد القبيلة الخليفيّة وفسادها. لقد أُعدّت منظومة ثلاثيّة من المشاريع «أمنيّة وعسكريّة ودبلوماسيّة» لبلوغ هذا الهدف، تقوم على معالجات مؤقتة لمطالب النّاس، وتغليف الاستبداد بالدّعايات والشّعارات التجميليّة، والتدرّج المدروس في استنزاف قيم المجتمع وإلحاقه القسريّ بثقافات الاستهلاك والهيمنة، وتجويف هويّته ودينه وتاريخه الأصيل، مع الارتكاز في ذلك على الارتباط التبعيّ لآل خليفة بالخارج «السّعوديّ/ الإماراتيّ – الأمريكيّ/ الصّهيونيّ».
2- تدور كلّ البرامج والمبادرات المسمومة التي يُغرِق بها آل خليفة مجتمعنا في البحرين مدار الهدف الاستراتيجيّ الذي يرمي إلى الإجهاز على مصادر الاقتدار والعزّة والأصالة في شعبنا العزيز، وهنا ندعو الجميع إلى أن يُقيّم كلّ ما يجري من هذا المنظور، لأنّ ذلك سوف يحدّد طريقة التّعاطي مع أيّ برنامج أو مبادرة خبيثة يرميها الخليفيّون، سواء في ملفّ الهويّة والمواطنة الأصيلة، أو ملفّ السّجناء السّياسيّين والقادة الرّهائن، أو ملفّ المبعدين والمهجّرين، أو الملفّات المتعلّقة بالحقوق السّياسيّة والعلاقة مع قضايا الأمّة. فكلّ ما يصدر عن آل خليفة هو لخدمة ثلاثيّة الظلم والشّر: الاستبداد «حكم قبليّ احتكاريّ استعباديّ»، الفساد «استملاك الأرض وثرواتها بلا حسيب أو رقيب»، والتبعيّة «الارتباط المطلق بالإمبرياليّة وتنفيذ أجندة الخارج».
3- نستهجن الدّعاية المضلّلة لآل خليفة حول حقوق المرأة وتخصيص يوم للمرأة البحرينيّة، ونعدّ هذه الدّعاية جزءًا من الأدوات التي يستعملها الكيان الخليفيّ لتحقيق الهدف المشار إليه أعلاه، ولا سيّما مع دور الكيان الخليفيّ المشبوه في تشويه الدّور الحقيقيّ للمرأة، وتحويلها إلى ديكور لترويج الانحلال القيميّ، والتعامل معها بوصفها سلعة في سوق الاستهلاك الغربيّ، ويتأكد ذلك مع عدم تورّع الخليفيّين عن استهداف عفاف المرأة وكرامتها، والتعمُّد في إغراق المجتمع بالمسابقات والبرامج الترفيهيّة التي تهدم أخلاق المجتمع البحرانيّ، وتشيع فيه الانحلال الفكريّ والسّلوكيّ، لينتهي بالأفراد والمجتمع إلى الانسلاخ عن الإيمان ومنظومة الاعتقاد الصّحيح، وعلى رأسها الارتباط بالمرجعيّة الدّينيّة والعلماء المجاهدين المخلصين، الذي هو أعظم مصادر قوّة مجتمعنا وأصالته ومنبع ثباته وصموده في وجه الطغيان.
4- مع حلول شهر ديسمبر/ كانون الأوّل؛ يستعدّ أبناء شعبنا وقوى المعارضة لإحياء «عيد الشّهداء» المجيد، وهو محطّة أساسيّة في تاريخ الصّراع مع آل خليفة، خاصّة بعد أن بات التمسُّك بها عنوانًا على إرادة الشّعب في وجه المشروع التخريبيّ والإرهابيّ الخليفيّ، وبعد أن فشل آل خليفة في سلخ هذه المناسبة عن ذاكرة الشّعب والوطن، رغم كلّ الجهود والوسائل التي بذلوها وحتى اليوم، لما تمثّله هذه الذكرى من تجسيدٍ حيّ لإجرامهم من جهة، ولقوّة الشّعب (نموذج انتفاضة التسعينيّات) من جهة أخرى. ونرى أنّ «عيد الشّهداء» في هذا العام يكتسب خصوصيّة إضافيّة، بسبب تزامنه مع انعقاد قمّة مجلس التعاون في المنامة، أي المناسبة ذاتها التي شهدت انطلاق انتفاضة الكرامة في العام 1994، وتدشينه بعد ارتقاء الشّهيدين «هاني خميس وهاني الوسطي» في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل من ذلك العام. لذلك ندعو إلى أوسع مشاركة في هذه المناسبة، من خلال إعلان الوفاء لدرب الشّهداء، واعتبارهم روح الوطن الخالدة، وعدم التّنازل عن القصاص من كلّ القتلة وحماتهم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 1 ديسمبر/ كانون الأوّل 2025
البحرين المحتلّة








![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [96]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/11/IMG_20251108_030252_070-150x150.jpg)










