نظّم المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير لقاءً سياسيًّا مع الإعلاميّ اليمنيّ «السيّد أحمد عبد الملك»، تناول فيه تاريخ حركة أنصار الله في اليمن والمراحل المختلفة التي مرّت بها منذ بداياتها الأولى.
أشار السيّد عبد الملك إلى أنّ المقدّمات الأولى للحركة بدأت من خلال الشّهيد المؤسّس «السيّد حسين الحوثي» الذي كان نائبًا في البرلمان اليمنيّ، واستطاع أن يكشف جوانب من ارتباطه بالناس وهمومه، وقدّم نموذجًا في ذلك. وفي سياق ذلك، كان للشهيد دوره التأسيسيّ على مستوى الطرح الفكريّ النهضويّ، انطلاقًا من دروس تفسير القرآن الكريم التي كانت مرتبطة بواقع الناس وعموم الأمّة وتحدّياتها، معتمدًا فيها على رؤيته القائمة على التغيير، وبثّ روح الثورة على الواقع السياسيّ المنحرف.
وأكّد السيّد أنّ الشهيد السيّد الحوثي كان يحمل مواصفات روحيّة وأخلاقيّة وجهاديّة عالية، ما جعله محبوبًا ومقرّبًا من كلّ المحيط اليمنيّ. وقد اعتمد في تأسيس رؤيته القرآنيّة، بداية من «حركة الشباب المؤمن» و«المسيرة القرآنية»، على الطروحات التي تتشارك فيها كلّ الأمّة، على صعيد التغيير الرّوحيّ والاجتماعيّ والسياسيّ. وكان الشهيد يعلن في محاضراته الاحتفاء المرجعيّ بالإمام الراحل الخمينيّ (قدّس سرّه الشريف)، كما كان يعدّ حزب الله في لبنان الطليعة المجاهدة في الأمّة.
وتطرّق السيّد إلى مراحل الصراع السّياسيّ التي خاضتها الحركة وصولًا إلى عملية الاغتيال الغادرة التي تعرّض لها الشهيد السيّد الحوثي، وشرح كيف بدأت الحركة بعدها تستعيد قوّتها ونهوضها المتجدّد والمتصاعد، رغم الحروب القاسية التي فرضتها عليها أطراف داخليّة ومع النظام السعوديّ.
ويضع السيّد عبد الملك مرحلة 2011 كواحدة من المحطات الأساسيّة التي استطاعت فيها حركة أنصار الله أن تكون حاضرة بقوّة في المشهد السياسيّ، وذلك بفضل رؤيتها الوطنيّة بخصوص الوضع الداخليّ، وابتعادها عن الأجندة المذهبيّة أو الإقليميّة، وقد استطاعت من خلال قيادتها الحكيمة المتمثّلة في «السيّد عبد الملك الحوثي» أن تخرج من هذه المرحلة وهي في مستوى عالٍ من النضج السياسيّ، والحضور الشعبيّ، والاكتمال في بناء الجهاز التنظيمي، وهو الأمر الذي وفّر لها القدرة على خوض الحرب أمام العدوان التدميريّ الواسع الذي شنّته السعوديّة على اليمن في مارس 2015م.
ويكشف السيّد أنّ حركة أنصار الله لم تستعمل كلّ قوّتها الماديّة والعسكريّة في الحرب التي شنّتها السعوديّة وتحالفها العدوانيّ، مشيرًا إلى أنّها كانت – منذ ذلك الوقت – ترى أنّ المواجهة الحقيقيّة للأمّة هي ضدّ الكيان الصّهيونيّ وراعيه الأمريكيّ، وهو ما تجلّى بوضوح بعد «طوفان الأقصى»، حتى اليوم، عندما قدّمت حركة أنصار الله، وعموم أبناء الشعب اليمنيّ، موقفهم التاريخيّ في إسناد غزّة وكلّ ساحات المقاومة ضدّ العدوّ الصهيونيّ، وبذلك أصبح اليمن والحركة سببًا في تغيير معادلات إقليميّة ودوليّة وبشكل فاجأ الجميع.
بعد ذلك أجاب السيّد عن أسئلة الحضور، وأوضح أنّ اليمن يتجهّز لخوض معركة جديدة قد يهدّد بها العدوّ الصهيونيّ- الأمريكيّ، وشدّد على أنّ الجولة المقبلة ستكون محفوفة بالعديد من التحدّيات، محذّرًا النظام السعوديّ من ارتكاب أيّ حماقات في تغطية العدوان على اليمن، وبأيّ شكل من الأشكال.
في ختام اللقاء كرّم المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير «السيد أحمد عبد الملك» بهدايا تذكاريّة من بينها رمز ثورة البحرين «مجسّم دوار اللؤلؤة».








![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [96]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/11/IMG_20251108_030252_070-150x150.jpg)









