بسم الله الرحمن الرحيم
يعزّي المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بارتقاء الجهاديّ الكبير في المقاومة الإسلاميّة «الشّهيد أبو علي الطبطبائي» مع كوكبة جهاديّة من شهداء المقاومة، إثر الغارة الغادرة للعدو الصّهيوني في بيروت، ونرفع التّعازي والتبريكات إلى الأمين العام لحزب الله «سماحة الشّيخ نعيم قاسم»، وإلى قيادة المقاومة الإسلاميّة ومجاهديها وشعبها المقاوم في لبنان العزيز، ونجدّد الاطمئنان الكامل مع هذه المقاومة الشّريفة، بقيادتها الحكيمة، وشعبها المضحّي، مؤكّدين أنّ شعوب المنطقة وأحرار العالم سيبقون أوفياء لها ولنهجها الذي أصبح راسخًا في عقولهم ووجدانهم ببركة الشّهداء القادة، وعلى رأسهم سيّد شهداء الأمّة الشّهيد الأقدس «السّيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)».
وفي سياق الأحداث الجارية نسجّل في الموقف الأسبوعي العناوين الآتية:
1- إنّ طبيعة المعركة القائمة اليوم ليس الغرض الأساسيّ منها القضاء على الوجود العسكريّ للمقاومة الشّريفة، فهذا أمر ثبُت أنّه بعيد المنال، ولا يمكن تحقيقه مهما زاد إجرام العدوّ الصّهيونيّ- الأمريكيّ، ولكن المسعى هو الضّغط من أجل فكّ ارتباط الشّعوب – الإيمانيّ والثقافيّ والنضاليّ والسّياسيّ – بعقيدة مقاومة الاحتلال والهيمنة الأجنبيّة، وإجبار بيئات المقاومة الممتدّة في كلّ مكان، على إعلان يأسها من المقاومة وبنيتها الثقافيّة والعقائديّة.
2- يعمل العدوّ الصّهيونيّ والأمريكيّ على زرع نماذج تابعة له لإغراء الشّعوب بالالتحاق بها، في مقابل التهديد بالحصار والقتل والإبادة في ساحات المقاومة، ومنها النماذج المشبوهة الجارية في سوريا وبلدان الخليج المطبّعة. ونرى أنّ هذا المخطّط الخبيث هو جزء من المشروع التدميريّ لمحو قيم الأمّة، وتهيئة الطّريق أمام اجتياح قوى الاستكبار. إنّ القسم الأكبر من المواجهة الجارية هو على ساحة الهويّة، ورفض الظّلم والعبوديّة، وهو المقصد العمليّ لتوجيه قائد الثورة الإسلاميّة الإمام السيّد علي الخامنئيّ (دام ظلّه) بولوج جهاد التبيين وتقوية وسائل التنوير بالحقّ.
3- نؤكّد أنّ أنظمة التطبيع، ومن بينها الكيان الخليفيّ في البحرين، تتولى أدوارًا تكميليّة لخدمة مخطّط الأعداء في الفتك بقيم الأمّة وهويّتها، وقد بلغ آل خليفة مستوى غير مسبوق في الخيانة والإجرام لتقديم أوراق الطاعة للأعداء، ونضع اعتقال القياديّ الوطنيّ «الأستاذ إبراهيم شريف» ومحاكمته في إطار التوسّع الجاري في البحرين لتكميم الأفواه المناهضة للمشروع الصّهيونيّ التوسّعي، وإجبار الناس على الاستسلام للاتفاقات والتحالفات المبرمة مع أعداء الأمّة.
4- أثبت تاريخ شعبنا الأبيّ أنّه غير قابل للتدجين والخضوع، وإذا كان آل خليفة يحلمون بأن يدرّ عليهم التطبيع والتبعيّة استقرار حكمهم غير الشّرعيّ والتستّر على جرائهم وفسادهم؛ فإنّهم واهمون جدًّا، وسيقعون في شرّ أعمالهم عاجلًا أو آجلًا، لأنّ شعب البحرين لن يبيع هويّته وانتماءه للأمّة ومقدّساتها، ولديه كلّ الإيمان والاستعداد للثورة في وجه الاستبداد والفساد والتبعيّة، دفاعًا عن قيم الدّين، وسيادة الوطن.
5- لن تفلح المشاورات والبرامج والمؤتمرات التي يعقدها آل خليفة في واشنطن ولندن، وتحت غطاء مراكز الدّراسات المرتبطة بقوى الهيمنة؛ في تعويم نظامهم الفاسد المجرم، وترويجه في الأوساط الدوليّة، لأنّ مجرّد الانخراط في الحلف الأمريكيّ- الصّهيونيّ الملطّخ بأكبر جرائم العصر؛ هو دليل انهزام أمام إرادة شعب البحرين وقوّة إيمانه، وكلّما ظنّ آل خليفة بأنّهم وجدوا فرصة تاريخيّة لإثبات دورهم الوظيفيّ في المنطقة، وعلى حساب السيادة الوطنيّة والإرادة الشعبيّة؛ فإنّهم يغرقون أكثر في الوحل، وسيقعون في الحماقة الكبرى التي أسقطت أشباههم من الطواغيت، أمثال الشاه وصدام.
6- مع اقتراب «عيد شهداء البحرين» في منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأوّل في ذكرى ارتقاء شهيدي انتفاضة الكرامة «هاني خميس وهاني الوسطي» في العام 1994؛ نجدّد الموقف حيال هذه الذّكرى العظيمة، واعتبارها عنوانًا أصيلًا من هويّة البحرين، وتعبيرًا عن المسار الذي يتمسّك به المواطنون الأصليّون في مقابل البطش والتزوير التي يطبع قبيلة آل خليفة الغازية. ويتجلّى المعنى المصيريّ لذكرى الشّهداء في ظلّ الحرب الضروس التي قادها آل خليفة لمحو الذّكرى والتشويش عليها منذ أكثر عقدين، ومنعهم الشّعب من تمجيد شهدائه العظام وملاحقة قتلتهم، وصولًا إلى اختراع يوم خاصّ لإحياء ذكرى قتلاهم المرتزقة تحت اسم «يوم الشّهيد»، وتخصيص أموال مسروقة لإنشاء صندوق باسم المرتزقة الذين ارتبكوا جرائم في البحرين واليمن وغيرها.
7- نتوقّف أخيرًا عند الذّكرى الحادية عشرة للاستفتاء الشّعبيّ الذي نظّمته «الهيئة الوطنيّة المستقلّة للاستفتاء الشعبي» برئاسة «الأستاذة بلقيس رمضان»، حيث نؤكّد موقفنا السّياسيّ في حقّ تقرير المصير، بما يمثّله من ارتكاز على إرادة الشّعب في تحديد النظام السّياسيّ الذي يحكمه، وأن يكون الشّعب صاحب القرار الفعليّ في بناء الوطن العزيز، حيث المواطنة المتساوية، والتوزيع العادل للثروة. لقد شدّدنا على تحمّل مسؤوليّة نتائج الاستفتاء الشّعبي (نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) من خلال العريضة الشّعبيّة (نوفمبر/ تشرين الثاني 2018)، والإعلان الدّستوريّ (نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، وسنواصل هذا الطريق حتى إسقاط الفساد والاستبداد الجاثمين على شعبنا وبلادنا الحبيبة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025
البحرين المحتلّة