الاستفتاء الشعبيّ في البحرين: وثيقة صمود وإرادة لا تنكسر

نحتفي بينما نقف على عتبة الذكرى الــ11 للاستفتاء الشعبيّ في البحرين بعقد من النضال المستمرّ والإصرار الذي لم يخبُ. تمرّ السنوات لكن الرغبة الصادقة في نيل الحريّة والحقّ في تقرير المصير لا تزال تنبض بقوّة في قلوب البحرانيّين، وتلك الرغبة هي التي وجدت طريقها إلى صناديق الاقتراع في 21 و22 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2014.

المسعى نحو استرجاع الحقوق والإصرار على التغيير لم يتوقفا رغم الظروف الصعبة والتحدّيات الكبرى التي واجهها الشعب. لا تزال دوافع عقد الاستفتاء، من فقدان الأسرة الحاكمة لشرعيّتها وتهديدات للهويّة الثقافيّة والدينيّة، مرورًا بالتجنيس السياسيّ وحرمان الشعب من المشاركة السياسيّة، حيّة بين طيّات المجتمع البحرانيّ. كما لا يمكن إغفال الوضع الأمنيّ الذي تجسّد من خلال وجود قوّات احتلال وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ على الرغم من المعارضة الشعبيّة.

الاستفتاء الشعبيّ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 كان نقطة تحوّل، حيث عبّر شعب البحرين عن إرادته ووحدته الوطنيّة في السعي نحو تحقيق التطلّعات والحقوق الأساسيّة. ينبغي عدّ هذا الاستفتاء وثيقة حيّة تعكس الإرادة الصلبة للمواطنين في مواجهة التحدّيات والاستمرار في النضال ضدّ النظام الخليفيّ.

لكنّ الحريّة والدفاع عن الحقوق تأبى الانكسار أمام العقبات، فالنتائج التي أفرزها الاستفتاء تمثّل ركائز يمكن من خلالها إعادة تشكيل مسار البلاد نحو خروج من الأزمات السياسيّة والأمنيّة الراهنة. إنّ تجديد الأمل والعهد لنضال شعب البحرين يظلّ متواصلًا، مهما طال الزمن.

في ذكرى هذا الحدث المفصليّ، يُحفّز جيل جديد من أبناء البحرين على التمسّك بقضاياهم العادلة والإيمان بأنّ الحقوق لا تتقادم مع الزمن، وأنّ السعي نحو العدالة والمساواة يقود في النهاية إلى تحقيق الأمل بمستقبل أفضل.الاستفتاء الشعبيّ