اعتاد «الإعلام الصهيونيّ» أن يكون منبرًا لفضح الأسرار، وإحراج حلفاء الكيان قبل أعدائه، ولطالما كشف أمورًا كان النظام الخليفيّ، الحليف الطائع، حريصًا على تركها طي الكتمان والسريّة.
منذ يومين، نشر موقع «i24» الصهيونيّ تقريرًا عنونه: لهذا السبب غادر السفير البحرينيّ إسرائيل بصورة «مفاجئة»، التقرير وكما هو واضح، كتب على عجل كسبق صحافيّ، فهو يقول إنّ السفير البحريني غادر «إسرائيل» بشكل مفاجئ قبل «شهرين» وسط تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الكيانين، وأنّ مغادرته أثارت شكوكًا حول وجود توتر بينهما.
وتابع التقرير ناقلًا ما كشفته هيئة البث الإسرائيليّة «كان» صباح يوم الثلاثاء 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، أنّ مغادرة «خالد الجلاهمة» جاءت عقب تعيينه نائبًا لوزير الخارجيّة الخليفيّ، لكنّه استمرّ رسميًّا في منصبه كسفير لدى إسرائيل رغم غيابه عن البلاد.
لينهي موقع «i24» تقريره بأنّ الجلاهمة كان قد أنهى مهمّته في البحرين قبل نحو «شهرين»، ثمّ عاد إلى إسرائيل لمواصلة عمله الدبلوماسيّ بشكل كامل، بحسب المصادر الصهيونيّة.
المتتبع للشأن البحرينيّ يجد أنّ المدعوّ «الملك حمد» قد عيّن فعلًا «السفير» الجلاهمة في أبريل/ نيسان الماضي وكيلًا لوزارة الخارجيّة للشؤون السياسيّة، وذلك بدلاً من عبد الله الخليفة.
وذكرت قناة «كان» الصهيونيّة ذلك مع تأكيدها أنّ الجلاهمة ظلّ يشغل رسميًّا منصب السفير في تل أبيب رغم عدم وجوده الفعليّ في الكيان، وأنّه واصل أداء مهامه كسفير بالتوازي مع منصبه الجديد في وزارة الخارجيّة بالمنامة، وقد عاد إلى «إسرائيل» قبل نحو شهرين لمواصلة عمله في المنصب بشكل كامل بعد انتهاء مهمّته في الخارجيّة البحرينيّة.
ولإزالة شبهة تاريخ مغادرة الجلاهمة للكيان ينقل موقع «RT» بتاريخ 15 سبتمبر/ أيلول 2025 عن صحيفة معاريف الصهيونيّة خبرًا كشفت فيه أنّ سفيرًا خليجيًّا غادر «إسرائيل» ولم يُعيّن بديل عنه بدرجة كاملة موضحة أنّ سفير البحرين لدى تل أبيب «خالد الجلاهمة» هو الذي غادر الكيان في أبريل/ نيسان الماضي، بعد تعيينه وكيلًا مساعدًا للشؤون السياسيّة بوزارة الخارجيّة الخليفيّة.
وتنقل مواقع الإعلام العربيّة وإعلاميّون عن هيئة البثّ الصهيونيّة «كان» أنّ الجلاهمة عاد إلى الكيان ولكن يبقى تاريخ العودة غير واضح، فمنهم رأى أنّه عاد منذ شهرين ومنهم رأى أنّه عاد منذ يومين أي مع نشر التقرير.
ما يعنينا في المقام أنّ أول سفير للنظام الخليفيّ لدى كيان الإرهاب ما زال يمارس مهامه في تعميق التطبيع بين النظام والكيان وتعزيز العلاقات، وما ينشره الإعلام الصهيونيّ مع تعمّد الإبهام فيه والغموض ليس إلّا لإمساك خناق آل خليفة أكثر، إمّا معاقبة لهم على تقصير منهم وإمّا ضغطًا على أمر يريده منهم الكيان.
ولا يُستبعد أن يكون كلّ ذلك نتيجة الرفض الشعبيّ المتواصل للتطبيع، إذ يسبّب الرفض الشعبيّ في البحرين لهذه الاتفاقيّات خوفًا لدى الكيان من أن يعجز النظام الخليفيّ عن تفعيلها كاملة مع فشله في تحصيل رضا الشعب لها، لذا تطالعنا بين الفينة والأخرى تقارير صهيونيّة «تقرّع» النظام الخليفيّ على هفوة هنا أو هناك، وتعمل على الإيحاء بأنّ ثمّة توتّر في العلاقات سببه النظام الخليفيّ بغية دفعه إلى تقديم المزيد من التنازلات!







![مونتاج/ ملخّص الموقف الأسبوعي [٩٤]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/10/سجناء-البحرين-2-150x150.jpg)
![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [96]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/11/IMG_20251108_030252_070-150x150.jpg)









