الموقف الأسبوعيّ: استضافة أصوات الشّر والتوحّش من الأمريكيّين والصهاينة والسّعوديّين إهانة للبحرين وشعبها المقاوم

صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:

بسم الله الرحمن الرحيم

أكّدت المواقف والتصريحات الرّسميّة التي صدرت خلال جلسات ما يُسمّى «حوار المنامة (2025)»، ما أشار إليه المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير من أنّ هذه المنصّة ليست للاستهلاك الإعلاميّ فقط، بل هي تحظى برعاية خاصّة من الأمريكان والبريطانيّين على وجه الخصوص، في إطار الترتيبات الاستعماريّة التي تقوم بها قوى الهيمنة لخدمة المشروع التوسّعي الاستعماريّ،

بما في ذلك طبخ اتفاقات الخيانة والتطبيع من جهة، ومن جهة أخرى تسهيل العدوان الصّهيونيّ على دول المنطقة. والحقيقة أنّ ما صدر عن أمثال «تركي الفيصل وتوم براك ومديرة الاستخبارات الأمريكيّة (تولسي غابارد)»؛

لم يكن سوى تشكيلة ظاهريّة ممّا يُرتّب ويُنسّق له خلف الأبواب المغلقة، وكلّ ذلك يدعو الجميع إلى تشديد الإدانة ضدّ الكيان الخليفيّ، بسبب إصراره على تلطيخ سمعة البحرين وشعبها، وجرّ هذه البلاد خلف سياسة البلطجة والإبادة الأمريكيّة الصّهيونيّة، خلافًا لإرادة شعبها وقواها الحيّة في عموم مناطق البلاد.

وعلى ضوء ذلك نسجّل في الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:

1- إنّ «حوار المنامة» هو منصّة مبرمجة هُندست في دوائر الاستخبارات الدّوليّة، واُختيرت البحرين لتكون المكان لها بقرار أمريكيّ- بريطانيّ، مقابل استمرار الدّعم واتفاقات حماية آل خليفة المحتلّين للبلاد. يؤكد ذلك أنّ البحرين باتت بسبب آل خليفة مستعمرة مفتوحة لتمرير كلّ الأجندات الخارجيّة، وتحديدًا الخطط والتحالفات المعادية لشعوب المنطقة، ودولها وقواها الشّريفة والمقاومة، وخصوصًا في الجمهوريّة الإسلاميّة ولبنان واليمن وغزّة.

2- عبّرت تصريحات وزير الاستخبارات السّعوديّ السابق «تركي الفيصل» المعادية للجمهوريّة الإسلاميّة والمقاومة في لبنان عن حقيقة سياسة آل سعود، رغم نفاقهم الظاهريّ ومحاولتهم اليائسة للظّهور بسياسات كاذبة والحديث عن الحقّ الفلسطينيّ، وإدانة الكيان المحتلّ، لكنّهم لم يتوبوا عن سجلّهم الأسود وسعيهم في التآمر والتخطيط للفتن والحروب في دول المنطقة، وتقديم الخدمات للمشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ. إنّ مجزرة الإعدامات التي تتواصل في بلاد الحرمين هي دليل كافٍ على بشاعة آل سعود، وشرورهم المستمرّة، وهو ما يجب أن يكون إنذارًا للجميع، وليأخذ أبناء الأمّة وأحرارها الحذر واليقظة من السّعوديّين على إجرامهم المبطّن، وألّا يأمنوا لهم، وألّا يصدّقوا أنّهم أصلحوا أنفسهم أو غيّروا من توحشّهم وإرهابهم التكفيريّ، فتغيير الأفعى جلدَها لا يأمن من سمومها القاتلة وغدرها الدفين.

3- عبّر المبعوث الأمريكيّ «توم براك» بوقاحةٍ كاملة عن النموذج الاستعماريّ الأمريكيّ في تصريحاته المدانة خلال «حوار المنامة»، ونعتقد أنّه لم يكن يعبّر عن تبنّي الرّواية الصهيونيّة بخصوص الوضع في لبنان، ولكنّه كان يُفشي الرّواية الأمريكيّة التي ينطق بها الصّهاينة المجرمون. إنّ استضافة براك في جلسة خاصّة خلال هذا المنتدى الاستعماريّ هي إهانة مضافة لشعبنا في البحرين الذي يهتف في المسيرات والاعتصامات بشعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، تأكيدًا منه للثبات على مواجهة المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ وأذنابهما من طغاة الخليج المطّبعين، وعدم الاستسلام للمخطّط الاستعماريّ العدوانيّ الذي نجح «طوفان الألطاف» في 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 في إفشال عدد من أهدافه وقطع أذرعه الخبيثة، وشعبنا في البحرين سيواصل إلى جنب جبهة المقاومة في حمل مسؤوليّة هذه المواجهة وفاء لدماء القادة الشّهداء والتضحيات الكبيرة.

4- ختامًا، نتوجّه بالعزاء والمواساة إلى أسرة الشاب «عبد الله حسن يوسف» الذي غادرنا شهيدًا وشاهدًا، وإلى أحبّته وأبناء بلدته الكرام وعموم شعب البحرين. ونرى أنّه تعرّض لعمليّة قتل متعمّدة من مرتزقة وزارة الداخليّة خلال سعيه للرزق في عرض البحر. ونرى في الخطاب الرّسمي لوزارة الإرهاب حيال هذه الحادثة، ومنذ بدايتها، الدّليلَ القاطع على وجود استهداف مسبق للفقيد، وفبركة مسرحيّة لإخفاء حقيقة ما حدث، بما في ذلك إهمال البحث عن جثمانه، والتفرّغ بدلًا من ذلك لملاحقة ذويه وأهله واستهداف المتعاطفين والناشطين المشكّكين في رواية مرتزقة الطّاغية حمد. إنّ آل خليفة يمضون على خطى آل سعود في الاستهتار بدماء المواطنين الأصليّين، والتعدّي على أبسط القيم والشّعائر عبر انتهاك حرمة المتوفّين والشّهداء وحقّهم وأهليهم في استلام الجثمان وإقامة التشييع ومراسم العزاء. إنّنا واثقون بالانتقام الإلهيّ، وأنّ هذه الدّماء البريئة ستكون سيلًا جارفًا يقتلع عروش الجور والاستبداد في البحرين والسّعودية وكلّ مكان يخنق الشّعوب ويستلب حقوقهم العادلة.

المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير

الإثنين 3 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2025

البحرين المحتلّة